المكتبة المدرسية بوصفها مختبر للقراءة وتنمية المعرفة
2021-04-19 08:57:49
388

 إن المكتبات المدرسية تؤدي دوراً بالغ الأهمية في بناء ثقافة الطالب وتنميتها فهي بصفتها جزءاً هاماً من ثقافتنا المعاصرة ومن أهم وظائف المكتبة المدرسية غرس وتنمية عادة القراءة والاطلاع لدى المتعلم، خصوصاً في المرحلة الإبتدائية.
اضافة الى تنمية التفكير العلمي الخلاق الدافع إلى البحث عن المعارف والحقائق، بحيث تصبح عادة القراءة والبحث ملازمتين للتلميذ والطالب مدى الحياة.
ولكن هذا الأمر الهام لن يتأتى مستمعتي إلا إذا وجد التلميذ داخل المكتبة المدرسية الرصيد الوثائقي المتنوع الذي يشبع فضوله ورغباته، عن طريق تحقيق متعة القراءة في ما يطلبه ويميل إليه، في اختيار الكتب والمواد والمواضيع الكفيلة بتحقيق الأهداف الفردية، والجماعية التي تلبي إشباع رغبة القراءة لديه.
مستمعتي لقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية أنها عبارة عن مستودع للكتب، في إحدى زوايا المبنى المدرسي، وكان ينظر لأمين المكتبة المدرسية أنه الحارس الأمين لمحتوبات المكتبة من الفقد والضياع دون الاخذ في الاعتبار الخدمات الاخرى التي يجب ان يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والاداريين.

ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات(اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة من تطورات ثورية خطيرة ازاء زحف التقنية الحديثة اليها) بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص اطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة.

وحيث أن المكتبة الحديثة ـ على وجه العموم ـ ليست سوى نظام معلومات متخصص، هدفه الرئيس هو تزويد المستخدمين بنوعية جيدة من المعلومات الملائمة لتخصصاتهم فإن المسؤولية الأولى لتفعيل المكتبات المدرسية ـ في مدارسنا ـ تنصب على الجهات الرسمية المسؤولة في إغناء وتطوير وتحديث الموارد المكتبية وفقاً لتوجهات المستفيدين (المعلمون ـ الطلاب).
إذن أخواتي  نرى أن المكتبة المدرسية لها أهمية كبرى في المدرسة العصرية النموذجية، إذ إنها ترتبط ارتباطا وثيقا بمناشط الطلاب التي تهدف إلى إتاحة الفرص الكافية لتعليمهم وفق أسس تربوية سليمة، فضلا عن نموهم نموا متوازنا من كافة النواحي.
أما من ناحية المواد المقروءة التي يجب توافرها في المكتبة لمقابلة احتياجات القراءة المختلفة فإنه ينبغي أن تكون متفقة ومناسبة مع استعدادات الطلاب وميولهم على مختلف أعمارهم، وتشبع حاجاتهم، وتلبي رغباتهم، حتى لا ينصرفوا عن المكتبة بحجة عدم وجود المواد القرائية التي تلبي احتياجاتهم، سواء أكان ذلك لقلتها، أم لعلو مستواها، أم انخفاضه.

وفي الختام يتضح أن المكتبة المدرسية إذا أرادت أن تخدم حاجات المنهج الدراسي، وتعمق أهدافه وجوانبه المتعددة، يتحتم عليها أن تكون غنية بمجموعات منتقاة بعناية من الكتب، والوسائل التعليمية الأخرى التي تتعلق بمختلف مناحي حياة الطلاب التي تشرف عليها المدرسة.

ولكي تنجح المكتبة في تحقيق أهدافها، وخاصة فيما يتعلق بخدمة المنهج لا بد أن يكون هناك تعاون دائم ومثمر وفاعل بين أمين المكتبة، وبقية هيئة التدريس، وإن إيمان المدرسين برسالة المكتبة، وتعاونهم وحماسهم هو الذي يبعث النشاط والحيوية في جوانب الخدمة المكتبية المختلفة.

كنا واياكن اخواتي حول المكتبة المدرسية وكيفية استثمارها والاستفادة منها، نأمل بإذن الله من المعلمين، وأبنائنا الطلاب أن يقدروا قيمة هذه الوسيلة الهامة من وسائل تنمية الفكر وبنائه وتثقيفه، وإعداد الأجيال المقبلة الإعداد العلمي والثقافي والتربوي اللازم.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج قبل بلوغ الساحل-الحلقة الأولى-الدورة البرامجية62.

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا