معاً للقضاء على ظاهرة التسول عند الأطفال
2021-04-02 05:06:26
441

كثيرة هي المظاهر التي تلقي بظلالها على الشارع بين الحين والآخر، ومنها ظاهرة تسول الاطفال والتي تعد من الظواهر المؤلمة التي اصبحت مستشرية في مجتمعنا، وتعكر صفاءه، وتهدد أمنه واستقراره، فهي بحق ظاهرة تستدعي الوقوف عليها والبحث في اسباب نشوئها؛ لما لها من مضار على الأطفال وعلى المجتمع، ومن ثم وضع العلاجات الناجعة لها؛ لأن ترك هؤلاء الصبية والأطفال هملاً تتقاذفهم رياح الفقر والرذيلة، وتعبث بهم شياطين الإنس من ضعاف النفوس، قد يؤدي إلى انتشار الفساد والجرائم، مما يصعب حينها السيطرة على الأمر.

ولأن الانسان في هذه المرحلة اشبه ما يكون بالطين الذي يستخدمه النحاتون في صنع ما يريدون وكما يحلو لهم، فهم بذلك احوج ما يكونون الى الدعم المادي والمعنوي، حتى يتمكنوا من بناء شخصيتهم بناء سليما، يستند على قواعد رصينة ودعامات قوية، ولكي لا ينحو مناحي متعرجة - لا سمح الله - تؤدي بهم الى نهايات لم يحمد عقباها، فقد تجعل منهم في المستقبل اداة طيعة للقيام بأفعال الرذيلة.

والتسول من اهم المخاطر التي تحيط بالطفل من خلال السلوكيات غير الحميدة، والألفاظ التي يكتسبها من الشارع، فيشرع برميها على الناس في حال عدم اعطائه، فالعبارات التي يطلقونها سيئة وتخدش الاسماع، فكل شيء ممكن تنظيفه إلا اللسان السيء.

هؤلاء الاطفال اخبرونا بقصص حزينة وقاسية، فأحدهم وهو في العاشرة من عمره، سرد لنا اسباب تسوله بعفوية طفل مظلوم وببساطة عالية بقوله: (ابي من دمر حياتي)؛ لأنه كان يجبره على ترك المدرسة والتسول طمعا بالنقود التي كان يجنيها هذا المسكين.

اما الآخر، ذلك الطفل البريء ذو المحيا المبتسم دائما رغم ألمه، فقد قرأت على تضاريس وجهه علامات العناء والحسرة، فقد بين لنا أن زوجة والده كانت تجبره على العمل - كما تسميه - وهمها الوحيد هو جمع المال، غير مبالية بالطريقة التي يتم بها ذلك.

قصص وحكايات اذا ما سمعتها او قرأت عنها فأنها تدمي القلوب، وتدمع العيون، فيندى لها جبين الانسانية خجلا، وتذهب بك الى عصور الجاهلية التي خلت.

فظلم وقهر وعناء، والضحية اطفال بعمر الورود، فحتى الدنيا لا ترغب بأنصاف هؤلاء الاطفال؛ لأنها وكما قال الامام علي (عليه السلام): (حمقاء لا تميل إلا الى اشباهها...).

فهل من وقفة جادة للقضاء على هذه الظاهرة المؤلمة والخطيرة، والتي لا تليق بمجتمعنا الإسلامي المحافظ على تقاليده وأعرافه الاجتماعية؟

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة صدى الروضتين(صحيفة شهرية تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)-العدد250-عزيز ملا هذال.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا