صناعة العباقرة حرفة الأمهات
2020-12-22 12:05:10
385

 

أيتها الأم حينما يمّن الله عليك بغريزة الامومة يكون لديك عطاء بلا حدود لطفلك تكوني شمعة تحترق لتضيء له الطريق وتتمني له مستقبل ربيعي رائع.

لكن هل فكرت مستمعتي أن تصنعي من هذا الطفل عالم مبدع؟

قد تجيب الأم بكلمة واحدة مستحيل أو أتمنى....أو كيف؟

نؤكد لك أنه ليس مستحيل حيث إن الله سبحانه وتعالى يرزقك بالطفل كالصفحة البيضاء تنقشين عليها , كالعجينة اللينة تشكلينها كما انه كائن ذكي جدا لديه قدرات وميول يجب أن تنمي بطريقه صحيحة وهذا ما يحتاجه الطفل داخل الأسرة التي هي بمثابة الرحم الثاني بعد رحم الأم.

كلنا يعلم أن التربية هي الوعاء الذي تنتقل فيه ثقافة المجتمع من جيل إلي جيل لذا نهتم بالتربية الدينية, التربية الرياضية التربية الفنية وغيرها..
لكننا نغفل أهمية التربية الابداعية بالرغم من أن ظاهرة الإبداع أول من اهتم بها هم الإغريق واعتمدوا في تفسيرهم لها علي الغيبيات إلى ان وضع علماء النفس النظريات المفسرة لها.

إذن ما هو مفهوم التربية الابداعية ؟ ومن هو الطفل المبدع او المبتكر؟ وماهي معوقات الابتكار داخل الأسرة؟


ما هو مفهوم التربية الابداعية؟

إن القدرات الابداعية موجودة لدى كل فرد ولكن الفرق في كم الإمكانات المتاحة للفرد لظهور عمل إبداعي.

فالتربية الابداعية ببساطة هي كيفية توفير مناخ ينمي مهارات الطفل وقدراته الابداعية.

وتعتمد التربية الابداعية على إثارة العقل للتفكير بتسلسل غير مألوف والبحث عن حلول فهذا النوع من التربية يركز علي تنمية مهارات التفكير التباعدي ولنعطي أمثلة:

توجه الأم سؤال للطفل: ماهي الاستخدامات المختلفة لهذه الورقة؟

ماذا تفعل لو أنك تطير مع العصافير وتغرد معها؟

ماذا لو انتقل بنا المنزل إلى وسط النهر؟

تسرد للطفل قصه دون نهاية وعليه أن يضع النهاية.

نترك الطفل يقوم بحل مشكلة خاصة بالعابه لننمي عنده مهارة حل المشكلات .
حين يمشي في الشارع تتحدث معه الأم وتركز على التفاصيل التي تدفعه للملاحظه والتأمل.

وتترك الأم المجال مفتوحاً للطفل وتستقبل إجاباته العديدة بتقديم التعزيز الإيجابي الذي يدعم الثقة بالنفس.

وقد تتساءل الأم هل يقتصر الإبداع علي الطفل شديد الذكاء؟

لقد أثبتت الدراسات بأن الارتفاع في درجة الذكاء لايتبعه بالضرورة ارتفاع في القدرات الابداعية، وأن المبدع يحتاج إلي قدر متوسط من الذكاء، لكن برأينا اننا نحتاج إلي أم شديدة الذكاء تهيئ المناخ المناسب لتنمية قدرات الطفل الابداعية وخاصة في المرحلة العمرية من 3-5سنوات فهي مرحلة هامه جداً.

إذن كيف توفر الأم المناخ الإبداعي الجيد للطفل؟

توفير المناخ الإبداعي المناسب له شقين: تهيئة المناخ الخارجي ويتمثل في الجو المحيط بالطفل واحتياجه لأسرة هادئة مستقرة وتهيئة المناخ الداخلي وهو مرتبط ببعض السمات لدي الطفل مثل الفضول وحب الاستطلاع وروح المغامرة والتحدي فيجب علي الأم استغلال سماته الشخصية لتنمية القدرات الابداعية من خلال الانشطة والألعاب.

ولو تساءلنا من هو الطفل المبدع؟

وتكون الاجابة بانه الطفل الذي لديه القدرة علي التعبير الحر الذي يمكنه من اكتشاف المشكلات والمواقف الغامضة وذلك من خلال تقديم اكبر عدد من الاستجابات غير المالوفة والتي تتميز بالمرونة والحداثة للطفل نفسه 
ولو قابل الوالدين أفكار الطفل الغير مالوفة بالاستنكار والإهمال فان هذا يجعل أطفالنا يتمسكون بالطرق التقليدية في التفكير ويخافون من التعبير عنها.

وسؤال آخر يطرح نفسه: ما هي معوقات الابتكار التي ينبغي أن تتجنبها الأسرة؟

إن الخلافات الاسرية لما لها من آثار سلبية على الطفل، والانشغال عن الطفل وتركه أمام التلفاز، والاتجاهات الوالدية الخاطئة تربوياً ونفسياً مثل التفرقة بين الأبناء-التدليل الزائد –والإهمال.

أيضاً النقد المستمر الذي يجعل الطفل يخشي الفشل ويؤثر علي ثقته بنفسه وأخيراً نقدم للام مجموعة من النصائح في هذا المجال؟

- نؤكد مراراً وتكراراً على الاحتياجات النفسية للطفل من الحب والحنان وتقدير الذات والشعور بالأمان ولنجعله يتمتع بقدر كاف من الثقة بالنفس.

- ينبغي علي الأم عدم نسيان أو تجاهل الفروق الفردية بين الأطفال فلكل طفل إمكاناته وقدراته.

- تقديم الألعاب التى تساعد الطفل علي التجريب والاكتشاف وتنمي مهارات التفكير مثل العاب الحل والتركيب وغيرها.

- لا نقدم للطفل حلولاً لمشكلته حتي ننمي عنده مهارة حل المشكلات فمثلاً يريد اللعبة من مكان مرتفع بحجرته ندعه يفكر كيف يصل إليها بدلا من أن تحمله الأم للحصول عليها.

- إعط للطفل فرصة لاختيار ملابسه عند الشراء أو اختيار مكان للتنزه فيه حتي ننمي عنده مهارة اتخاذ القرار.

- استغلال المواقف اليومية لننمي قدرة الطفل علي الملاحظة والاستكشاف مثلا (تمسك الأم بلعبه وتتركها وتساله لماذا سقطت علي الأرض؟ أين ذهب السكر الذي وضعناه في كوب الشاي؟).

- الحوار مع الطفل والاستماع له والاستمتاع بخياله.

- وأخيراً لنجعل للطفل مكتبة صغيرة في حجرته بها القصص حتى نغرس حب القراءة واحترام الكتاب منذ الصغر.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج ربيع المستقبل-الحلقة الرابعة.

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا