العنف وعقوق الأبناء
2020-12-22 10:55:45
306

الانفعالات والعنف غير المبررين من الوالدين قد يكون مؤدياً لعقوق أبنائهم.. فهناك دراسات ومتابعات اجتماعية رجحت أن العنف يسبب كثيراً من حالات العقوق والاستياء النفسي الحاد والإحباط المدمر عند الأطفال وحتى سن المراهقة سواء من البنين والبنات.. والتجارب والدراسات أثبتت أن الأولاد أكثر تأثراً بهذه الظاهرة، أما البنات فهن يكظمن تأثرهن متأسيات بالصبر والسكوت.

وقد لاحظت من خلال متابعتي لتلامذة المدرسة الابتدائية أن شرود الذهن وعدم الانتباه لشرح مادة الدرس من قبل المعلم كان سببه الوضع الاجتماعي في البيت غير المريح وغير المنسجم بين الوالدين أنفسهم أو الوالدين وأبنائهم؛ وذلك يعزى لكثير من الأمور الاقتصادية والصحية والسلوكيات المتوارثة والطباع غير المنضبطة في عموم حياة الأسرة اليومية.

 وأيضاً من خلال متابعتي لحالات من التسرب من الدوام المدرسي، وجدت أن الجو العام في البيت غير مريح، ومتأزم بين الوالدين أنفسهم، أو تجاه أولادهم، ومعلوم أن الطفل سريع التأثر بعلاقة والديه سلباً أو إيجاباً.

 ومعروف عند علماء النفس أن الطفل مرآة بيته، فإن كان حريصاً ميالاً للمزاح أو اللعب مع أقرانه وزملائه في الصف فاعرف أن جو البيت طبيعي وجيد، وهذا مصداق حالة طفلهم وسلوكه في المدرسة، والعكس من هذا السلوك السلبي الذي يظهر على وجه الطفل في تجهم وجهه، وحالته النفسية المنزعجة، وشرود ذهنه.. وقد تؤدي أحياناً إلى عراكه مع زملائه أو انسحابه من جميع المشاركات الصفية، وهذه أخطر الحالات والتي هي سبب مؤكد لمرض التوحد الذي يصعب علاجه، إلا إذا عولج في بدايته.

 وأنا كأب وتربوي متابع لجميع هذه الأمور أوليها جل اهتمامي، وأحياناً أعتبرها أهم من الدرس التعليمي ومصداق ذلك عنوان مهمتنا (التربية والتعليم)، فالتربية هي المهمة الأساس في البيت والمدرسة، ويقيناً متى ما استطعت أن تنجح تربوياً هانت عليك عملية التعليم؛ لأن التفاهم والانسجام والطاعة والاحترام بين المربي وتلميذه هو طريق سهل آمن لاحتواء ونجاح عملية التربية والتعليم.

وأتمنى على عزيزي التربوي (المعلم) أن يعتبر تلامذة المدرسة أبناءه، وهم بيته الكبير يتابعهم في كل صغيرة وكبيرة في المدرسة وحتى في البيت بالتعرف على أسرهم، والنقاش المستمر عن وضع ابنهم اليومي في الصف في سلوكه واستيعابه للدرس وحالته الصحية والتربوية؛ لأن ذلك باباً مهماً في تقويم كل ما يستجد ويترتب يومياً، ومدعاة لاحترام الأسرة لهذا التربوي والأسرة التعليمية في المدرسة، ولربما مناسبة انعقاد مجلس الآباء والمعلمين وسيلة أكيدة لإطلاع البيت على سلوك أبنائهم أولاً، ثم اكتسابهم المعلومة التعليمية بشكل جيد ومشجع لاستمرارية هذه اللقاءات النافعة. 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة صدى الروضتين/صحيفة نصف شهرية تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة، العدد 285- السيد عبد الملك كمال الدين.

                                                                                                          
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا