التعلم والتحصيل بالنسبة للأطفال
2020-11-27 08:46:20
473

التعلم والتحصيل هو بداية الطريق نحو ترجمة ما تعلمه واكتسبه الطفل في حياته الجنينية ،فالتحصيل والتعلم بحر واسع لا حدود له ما دامت الرغبة والاستعداد لتلقي المزيد موجودة ، وكلما زادت درجات التفوق والتحصيل والاكتساب كلما تغير سلوك الطفل وتحول إلى الأفضل تحت تأثير النضج الفكري والعقلي.

لقد عرف التربويون وعلماء النفس التعليم والتحصيل بمعناه المحض انه نشاط ينفذه الانسان في الصغر وهو نشاط قابل للتطوير بالترويض والتكرار بموازاة النشاط السوي للحواس والملكات الذهنية من أجل تحسين المكتسبات البدائية وتطويرها على صعيد النطق من الفاظ غير مفهومة الى حروف فكلمات فجمل توصل المعنى بامتياز وكلما تمكن الطفل من نيل المزيد من المكتسبات وتحسينها كلما تمكن من اكتساب الخبرات والمهارات بشكل أفضل وأشمل وعليه سوف يتحدد سلوكه، ان نشاط التعلم والتحصيل في مرحلة ما من عمر الطفل ترتبط كل الارتباط بالمحيط والمناخات المسيطرة، فاذا كانت هذه المناخات إيجابية توفر عوامل تساعده على التحصيل فهذا يعني تمكنه من تجاوز مراحل تعلمه بتفوق يعفيه احيانا من الخضوع للامتحانات المدرسية في كل عام وهذا محصور في فئة من الاطفال ممن تفوقت قدراتهم الذكائية على المادة المدرسية التي اصبحت من الصغائر لا تنال الاهتمام من الطفل الذي اثبت قدرته على تحليل ودراسة ما هو اصعب واكثر تعقيدا ومن هذه العوامل:

-انتمائه الى بيئة ينتمي فيها الابوين الى طبقة مثقفة تحرص على تحصيل العلوم.

-تميزه بصفات ذكائية وراثية استحصل عليها بالكروموزومات.

- تميزه بصحة نفسية سوية امنتها له الظروف العائلية المستقرة والمترابطة عاطفياً.

- تربيته بأسلوب متوازن تتساوى فيه الشدة مع الدلال.

-عدم الافراط في توفير احتياجاته فتلبية الرغبات قد تدفع الطفل الى التراجع في الدراسة احيانا، -حصوله على أغذية فاعلة في تنشيط الخلايا الدماغية والأعصاب ضمن برنامج غذائي تؤمنه الأم يومياً.

- حبه الفطري لتحصيل العلوم والمكتسبات والتفوق على المنافسين.

فالتحصيل والتعلم بحر واسع لا حدود له ما دامت الرغبة والاستعداد لتلقي المزيد موجودة وكلما زادت درجات التفوق والتحصيل والاكتساب كلما تغير سلوك الطفل وتحول الى الافضل تحت تأثير النضج الفكري والعقلي، إذ تصبح الاختبارات والعلوم التي يخضع لها أكثر تعقيداً وصعوبة عن ذي قبل، فرغم هذه التعقيدات هو قادر على تحليلها وبلوغ النتائج بيسر.

وأن تحصيل العلوم بتفوق أيها الكرام ليس محصوراً بالكتب المدرسية بل يشتمل على كل اختبار ينجز بتفوق ينم عن الابداع والمواظبة على اكتساب المهارات بالتكرار والتدريب والاسترجاع والتذكر؛ فالعلوم البدائية التي يحصل عليها الطفل علوم تكمل ما تعلمه في الرحم من تعلم كيفية الاكل والشرب والتمييز والتكلم والانفعال كبداية لتحصيل كل ما هو أصعب وأكثر تعقيداً بعد الخروج الى الحياة، ما يدل على أن المفهوم العلمي المحض للتعلم هو عملية تطوير لما اكتسبه من مهارات بالتكرار والاختبار وتحويلها الى قاموس احتياطي تختزنه الذاكرة الى حين الحاجة اليه من باب الثقافة... لنقف الآن أيها السادة على أهم اسباب الصعوبات في التعلم لدى الاطفال: يعاني الطفل في صعوبة في التحصيل والتعلم نتيجة اسباب صحية وعضوية ونفسية ووراثية وجميعها تحمل نفس السلبيات على مستقبله، فالأسباب الصحية تنحصر في اضطرابات عصبية مزمنة تعرض لها دماغ الطفل في مرحلة الولادة ما أثر على مستواه الذهني، ويتجلى هذا الاضطراب العضوي باضطرابات في التركيز والانتباه والاصغاء والتفكير والتحليل.

إن استمرارية معاناة الطفل في ظل توفير العامل الصحي العضوي والجسدي والنفسي الايجابي في محيطه بحيث تتوفر له المناخات الملائمة للتحصيل كتامين الادوات المساعدة والجو الهادئ والمرشد الكفوء هو دليل على وجود سبب وراثي جيني حد من قدرته على التحصيل وهو عامل غير قابل للتصحيح والتطوير نتيجة محدودية تفكير الطفل وتركيزه في العلوم خاصة إذا ترافق هذا العامل مع اخفاقات بصرية وسمعية حملها ايضا بالوراثة.

ان الطفل يتأثر بالمحيط الاجتماعي والعائلي فاذا ما شهد هذا المحيط خللا في الترابط الاسري يتجلى بمشاحنات ومشاجرات مستمرة فان الصعوبات في التعلم والتحصيل ستبرز الى الواجهة نتيجة توجيه الطفل تفكيره نحوها والبحث عن حلول للحد من المشاكل العائلية وكأنما هذه المشاكل تحصل بسببه وتأتي هذه الاهتمامات على حساب علومه التي تتطلب منه التركيز والانتباه والتفكير، وجميعها عوامل تغيب تلقائيا في هذه الاجواء المشحونة.

كما وأن انتماء الطفل الى وسط اجتماعي محدود ثقافياً وعلمياً يؤثر على تحصيله العلمي وتنمية قدراته الذهنية الذكائية لمواجهة الصعوبات المتوقعة لتحصيله لهذه العلوم في المستقبل، وهذا ما يمكن التماسه مستمعينا بمقارنات بين اطفال ينتمون الى وسط عائلي مثقف واطفال ينتمون الى وسط عائلي لم يتمكن افراده من بلوغ درجات علمية اكاديمية ولا يتميزون بمستوى رفيع من الوعي والادراك وهذا لا يشمل كل الاسر، فطالما الادراك موجود لدى كافة الشرائح الاجتماعية فان فرص التحصيل العلمي تبقى قريبة ما لم تتواجد عوائق خلقية على صعيد التكوين الدماغي تحد من القدرة على التعلم؛ فالأسر ذات المستوى الثقافي العالي تحرص على تعليم الطفل منذ الصغر وهي خطوة تبدا تلقائيا حين يجد نفسه في وسط بشري ينشغل كل افراده بتحصيل العلوم والثقافات، فالأم تقرا والأب يقرأ والأخوة يقرأون ،وإن وجدت الاستراحة، فغالباً ما يسودها جو ثقافي من نوع آخر، وهو إما مشاهدة البرامج التلفزيونية ذات الخلفية العلمية حتى في الرسوم المتحركة، وهذا أمر جيد، اذ على الام اختيار مجموعة من البرامج المختارة بدقة حتى تؤمن للطفل التسلية والتثقيف وتحصيل العلوم في ان واحد، واما بقراءة قصة او كتاب علمي يتناول موضوعات حول الفضاء والطبيعة.... واخيرا سادتي الكرام نقول، "ان الخبراء النفسانيون والتربويون يعزون فشل الطفل في التركيز والتحصيل الدراسي الى غياب مهارات وخبرات تزيد من قدرته على الحفظ كان يجب التأسيس لها منذ الطفولة".

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج الطفولة والتعليم-الحلقة الأولى.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا