توتر الأم يدفع ثمنه الأطفال
2020-11-22 10:26:50
408

يرى الاختصاصيون أن رد فعل الأم القاسي أحياناً على تصرف طفلها الذى تحبه كثيراً يشعره بالإهانة لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض، وفي المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن في محله ويسألن الاختصاصيين عن الطريقة المثلى لكبته.

هل أنا أم سريعة الغضب؟ هذا تساؤل تطرحه بعض الأمهات ويقلن:

عندما نعود إلى المنزل بعد نهار طويل من العمل ونكتشف أن ابناءنا لم ينهوا فروضهم المدرسية، نحرمهم من مشاهدة التلفزيون، وإذا لم يرتبوا ثيابهم ويضعوها في الخزانة نمنع عنهم الكمبيوتر، ألسنا نبالغ في عقابه على هذه الأخطاء الصغيرة؟

عموماً يكشف عقاب الأم المستمر لطفلها عن شعورها بالعجز أمام متطلبات الحياة اليومية والتي تبدو أنها لا تسير كما ترغب، ويؤدي شعورها بالغضب من نفسها بسبب عدم قدرتها على تسيير الأمور كما تريد إلى صبه على أبنائها أو المقربين منها، فهي تظن في اللاوعي أنها تسيطر على زمام الأمور التي لا تستطيع الإمساك بها، والطفل يكون الهدف الأول والأسهل الذي تصب عليه غضبها، وفى مقابل هذا الظلم الذى يلحق بالطفل، يمكن أن يراوده شعور بأن الراشدين غير موثوق بهم، وبالتالي لا يعودون محل ثقته، مما يوتر العلاقة بين الطفل وأمه.

- اذن ما هو الحل السليم: عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثي إليه وتعترفي له بذلك، ولكن دون أن تبالغي فى اعتذارك وتحولي الموقف إلى دراما، فالاعتراف يعزز لديك ولدى طفلك أيضاً الشعور بالارتياح. 

يمكنك أيضاً أن تضعي لائحة بالتصرفات التى يجب المعاقبة عليها، على أن تعودي إليها في كل مرة تشعرين بالتوتر، مما يخفف عنك وطأة الندم لمبالغتك في عقاب طفلك.

وتقول أم أخرى أفقد صبري عندما أشرح لطفلتي أمراً لا تعرفه:

وتكمل: تريد طفلتي أن تساعدني ولكنني أفضل إنجاز الأمور وحدي، لأنها ليست سريعة أو لأنها لا تنجز العمل المطلوب منها بشكل جيد، وكما أتوقع مما يشعرني بالغضب.

عليك أن تعرفي أيتها الأم الفاضلة أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه، خصوصاً إذا كانت فوضوية، وأنت لا تتحملين هذا الاختلاف في شخصيتكما، وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تحترمين حاجاتها، أو لأنك لا تمنحينها الوقت الكافي لإنجاز ما تطلبينه منها.

في المقابل، تشعر ابنتك بأنها سوف تخفق في العمل الذى أوكلته إليه فلا تحاول إنجازه، مما يجعل تقويمها لقدراتها ضعيفاً وبالتالي تفقد الثقة بنفسها، فتظن أنها دون طموحك وتوقعاتك.

- والحل السليم هنا هو أن لا تطلبي منها القيام بأمور تعرفين مسبقاً أنها عاجزة عن إنجازها أو تتطلب منها وقتاً طويلاً لتنفيذها، ولكن عندما يكون لديك وقت استغليه لتعليمها تنفيذ الأمور بالطريقة الصحيحة، فهي تتعلم بشكل أسرع إذا كنت فى مزاج هادئ مما يجعلكما تمضيان وقتاً ممتعاً ولحظات رائعة عند القيام معاً ببعض الأمور.

وتقول أم أخرى: أضع الحدود وأرغب في توبيخه ورغم أنني أوبخ ابني فهو لا يقوم بما أطلبه منه مما يجعلني أصل إلى مرحلة صفعه، لأنه لا يطيعني ولا يستمع إلي:

يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة، فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابي، ولكن لا يجوز إطلاقاً استخدام الصفع كأساس للتربية، وإذا كان لابد منه يمكن للأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الاقتراب من شئ يؤذيه، ويجب استعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير.

ولكن هذا الانتقال من التوبيخ الكلامي إلى الضرب مؤشر لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود، فكل شيء صار يُحل من خلال العنف الجسدي لأنه لم يعد في مقدورك جعل رد فعلك عقلي ولا تجدين الكلمات التى تتواصلين بها مع طفلك.

لذا فإن الفعل الجسدي أصبح محل الكلمات، وفى المقابل يشعر طفلك بالخوف مما يدفعه للتصرف بالطريقة نفسها، فكلما زاد العقاب الجسدي للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدي أيضاً، ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام، وبالتالي يصبح عنيفاً مع أترابه والمحيطين به.

وتقول إحدى الامهات: أوبخ طفلي بعبارات قاسية جداً: 

فأثناء ثورة غضبي أوجه إلى طفلي عبارات قاسية جداً، فأبدو شريرة.

عليك أن تفكريأيتها الأم فى تقويم لغتك، فخلف هذه العبارات القاسية يوجد لديك شعور بالعجز، ولكي تستعيدي سلطتك تلجئين إلى العنف اللغوي، وتظنين أنه ليس خطراً لأن طفلك يعرف أنك تحبينه، بينما عليك سيدتى أن تعرفي أن العنف اللغوى لديه نفس الأثر السلبى للعنف الجسدي، وبالتالي فإن استعمال العبارات القاسية أو البذيئة فى العائلة قد يؤدي إلى جعلها وسيلة التواصل الوحيدة عند الطفل لأنه تعود عليها.

- والحل السليم: عليك سيدتي أن تعتذري لطفلك بعد توجهك بعبارة قاسية إليه، كأن تقولي له: "ما قلته ليس جيداً اعذرني، لم أكن أفكر" وتحدثي إليه عن كل الأمور الحسنة التي يتمتع بها، فالاعتراف بالذنب فوراً يبعث رسالة إلى طفلك بأنك لا تحتقرينه، وأنك تأخذين فى الاعتبار كل ما يقوم به.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ربيع المستقبل-الحلقة الخامسة.

 

 

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا