همسات تربوية
2020-11-12 12:00:00
364

غالباً ما يواجه الوالدان صعوبة في التعامل مع مولودهم الأول، وخصوصاً الأم؛ لأن مسؤولية التربية في المرحلة الأولى من عمر الطفل تقع على عاتقها أكثر من الأب بحكم حاجة الطفل النفسية والفسلجية للأم، ولذلك فأن الطفل ينشأ تبعاً لتفاعل الأم مع سلوكه وتوجيهه، والبيئة النفسية والاجتماعية المتوفرة له التي لها دور رئيسي في بناء شخصية الطفل.

الطفل الأول دائماً يستحوذ على اهتمام كبير من قبل الوالدين، وأحياناً يعكس هذا الاهتمام نتائج سلبية على الطفل، وكمثال على ذلك أن الوالدين يبررون أخطاء الطفل كتلفظه بألفاظ نابية، أو تجاوزه على الكبار، أو بعض السلوكيات السلبية: كالعنف والتمرد والصراخ بداعي أنه غير مدرك لأخطائه، وأنه مازال صغيراً على العقوبة والتوجيه، وهذا طبعاً تصور خاطئ ويرفضه علم النفس التربوي؛ لأن الطفل ومنذ مراحل عمره الأولى يستجيب للإشارات والإيعازات، ويمكنه استيعاب التوبيخ وربطه بسلوكه الخاطئ.

 ذاكرة الطفل وطبيعته التكوينية تحتم عليه تسجيل الأحداث اليومية، خصوصاً ما يتعلق بتصرفاته الجديدة، فهو عند قيامه بسلوك معين ينتظر ردة الفعل ليسجل دماغه انطباع الوالدين عنها، ومن المفترض لفت انتباه الطفل لأي تصرف خاطئ حتى ولو بنظرة حادة، أو بحوار مباشر أو توبيخ بالإشارة، لنمكنه من فرز التصرفات المقبولة عن غير المقبولة، فليس من الطبيعي أن نترك له المجال في القيام مثلاً باستعمال لفظ معين لمدة من الزمن، ونمنعه لاحقاً عنه..! ففي هذه الحالة لن يستجيب بسهولة، ولن يفهم سبب منعه؛ لأنه قد سجل انطباعاً مسبقاً أن هذا التصرف مقبول، وربما سيكون له رد فعل انعكاسي يتمثل بالعناد والتمرد، وبالتالي سيؤثر ذلك على نمو شخصيته وتطورها.

ودور الوالدين ضروري أن يكون توجيهياً وتقويمياً للأخطاء الأولى للطفل، فالتوجيه والتقويم لا يعد عنفاً أو قسوة كما يحسب البعض، بل هو اهتمام صحي من شأنه بناء شخصية سوية للطفل.

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين/صحيفة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة-شعبة الإعلام/  العدد 300.

الكاتبة: إيمان كاظم الحجيمي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا