العوامل المؤثرة في تغيير نمط التكامل الاخلاقي للطفل
2020-11-06 09:40:44
490

من هذه العوامل:

-مبدأ التوازن في نظام الرقي الاخلاقي:

إن بنية الذهن حسب احد الانظمة هو عبارة عن سلسلة توازنات متتالية تتراكم الواحدة فوق الاخرى لتشكل بمجموعها التركيبة الذهنية النفسية، بمعنى ان شرط العبور من مرحلة ذهنية الى اخرى اعلى منها هو انهيار التوازنات الذهنية الحالية وتشييد معادلات فكرية جديدة تقوم على انقاض الاولى، وهكذا تستمر عملية الهدم والبناء ويتبع ذلك قفزات وتحولات مماثلة على الصعيدين الفكري والاخلاقي.. فان الحديث عن اضطلاع الطفل بدوره على صعيد التعامل الاجتماعي لا يمكن فهم واستيعاب معناه الحقيقي الا في ظل قيام الطفل من تلقاء نفسه بالتوفيق بين الادوار الاجتماعية المتعارضة وصولا الى حد الاستواء والعدالة ،ان اتضاد الاخلاقي هو تعبير عن حالة التعارض بين الحقوق التي يتنافس عليها البشر ،وان الشرط اللازم لاي تضاد وتناف اخلاقي هو استعداد الافراد لتقبل الدور الاكثر توازنا واستواء وعادة ما تتحد الحقوق والمطاليب بواسطة تقسيم الادوار والواجبات والذي يعتمد بالدرجة الاساس على رعاية مبدأ العدل والانصاف والايمان بانه سر بقاء الوجود على جميع الاصعدة من الاسرة الى الدولة.

-اثر التعارض والمأزق في تنمية الاخلاق:

ان اختلال التوازن المعرفي لدى الطفل هو الشرط الاساس في تجدد المعرفة والصعود الى مراحل اعلى في سلم التكامل، ويتحدد هذا الهدف من خلال مواجهة الطفل لسلسلة من المآزق الاخلاقية التي تجعله وجها لوجه امام خيارات وحلول متعارضة وتحتم عليه ان يختار الاصلح منها ،وتتجلى هنا اهمية الدور الذي يلعبه المربي في اعانة الطفل على تجاوز المأزق بنجاح وذلك باتباعه اسلوبا فاعلا وخاليا من التلفيق والضغط المباشر او غير المباشر على الطفل، اذا تحققت هذه الشروط فبطبيعة الحال سوف تكتسب القيم والاعراف الاخلاقية بعداً وجدانياً راسخاً.

-الاتجاهات المتحكمة بمسار التكامل الاخلاقي: 

معروف ان التناقض المعرفي هو الشرط الاساس لصياغة هيكلية جديدة للأخلاق في المراحل التالية لسلم التكامل او من هنا يفترض بجميع القصص التي تسرد على مسامع الاطفال ان تكون حاوية لمضامين تجعل الطفل وجها لوجه امام مآزق واضطرابات ادراكية ليتاح للطفل ان ينهج منهجا صعودياً تكامليا بحيث ان المربي يتعرض لمسائل ومباحث اخلاقية يحاول من خلالها الطعن في استدلال المراحل السابقة لإعداد الطلاب للارتقاء الى مراحل اعلى.. فاذا شخص المعلم مثلاً أن تلاميذه قد اتقنوا المرحلة الثالثة من سلم التكامل المعرفي والاخلاقي وباتوا مستعدين للرقي الى المرحلة اللاحقة يتحتم عليه حينئذ ان يشرع بتخطئة وتزييف الاستدلالات المتعلقة بالمرحلة الثالثة –طبعا بالنحو الذي يجعل من الطفل محورا للاستدلال ومن ثم يتوجه نحو دعم وتأييد الاستدلالات الشائعة على صعيد المرحلة الرابعة وذلك من خلال قراءة القصص المناسبة وتوجيه مسارات المناظرة والحوار داخل الصف، وبعد ذلك يقوم باجراء اختبار شامل لكل الطلاب لكي يتعرف على مواطن التقدم والتراجع او اللبث في مرحلة من المراحل ويتخذ الاجراء اللازم وفق ما يتوصل اليه من تحديد الفوارق بين الطلاب.

إن الفيصل التام في تحديد مدى قدرة الطفل على ادراك المفاهيم الاخلاقية واستيعابها هو شخصية الطفل نفسه وكل ما اقره خبراء علم النفس الوراثي لا يعدو كونه ضوابط كلية لتعيين خصوصيات المراحل الاخلاقية المختلفة واعطاء هيكلية محكمة ومنسجمة لمخطط المراحل المتوالية في عجلة التكامل الروحي في شخصية الطفل ،اما الاختلاف في القابليات الذاتية والمؤثرات البيئية فهي وحدها التي تتحكم في نسق هذا التكامل من حيث السرعة والمهارة بالشكل الذي يلزم الجزم معه بان نطاق التجسيد الباطني للمفاهيم الاخلاقي وان كانت محددة ومبينة غير أن تحديد سرعة الوصول الى هذه الفواصل وزمان المكوث فيما بينها يرتبط بالدرجة الاساس بالسمات الفردية التي يحملها الطفل دون غيره.

ومن المبادئ الاخلاقية الاخرى للطلاب: 

- من خلال النماذج التي يقتدي بها الطفل لابد ان يقع الاختيار على الموارد التي يستشعر الطفل الحاجة اليها بشكل عفوي وتلقائي وذلك ان الاطفال يتفاعلون فقط مع القدوة التي تلبي رغباتهم وهم في تلك المرحلة من العمر ،ان بمقدور المرء ان يقلد في اي شيء ما عدا الحب والانشداد ،ولذلك تجب العناية بتشخيص ما يحبه الطفل وينشد اليه لكي يمكن تقديم قدوات اخلاقية ذات جاذبية وتأثير.

- وفي مناخ تربوي سليم العدالة هي المصدر الرئيسي للقدرة والنفوذ في باب الانقياد للارشادات والتوجيهات الاخلاقية ،والمعلم او المربي هو الشخص الذي يتمتع بهذه القدرة وذلك النفوذ ،لذا فان الاطفال ينظرون اليه بهيبة دير ويعتبرونه القدوة التي يقتدون بها سلوكيا واخلاقيا وان اي تعد او حياد عن جادة العدالة سيفضي الى تخلخل برنامج ترسيخ القيم الاخلاقية والاضرار به كثيراً.

- من الضروري تحاشي الاستفادة من اي كتاب تدريسي في حصة التربية والاخلاق ،وبدلا من ذلك يتم تبيين المطالب عن طريق سرد القصص والمسرحيات التي تتضمن بشكل او بآخر مسائل اخلاقية وقيما تربوية وبإزاء ذلك يسعى المعنيون للتشجيع على المحادثة الحرة واحوار العفوي في ضوء رغبة الطفل ومحفزاته الذاتي.

- ومن المهم ايضا اطلاع أولياء أمور الطلاب على آراء المربين واساليبهم التربوية بهدف التنسيق بين الاسرة والمدرسة ،وذلك يتم عبر توزيع نشرة خاصة بالمدرسة او التحضير لاجتماعات مشتركة بين الاباء والمعلمين لتحقق هذا الغرض.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج العماد الراسخ- الحلقة الثالثة.

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا