الاتجاهات العلمية التي تبحث في إمكانية توسيع نطاق القيم الاخلاقية
2020-11-06 08:41:58
376

سنتحدث عن الاتجاهات العلمية التي تبحث في إمكانية توسيع نطاق القيم الاخلاقية عبر الاساليب التربوية والمناهج التعليمية، ومن هذه الاتجاهات: 

- اتجاه الحوار والبحث في الفضاء المدرسي:

إن احدى التقنيات وأوسعها انتشاراً في مجال تنمية القيم الاخلاقية في المدارس الابتدائية والثانوية هو مفاجأة الطلاب بوضعهم امام مفترق طريق في قضية اخلاقية تطرح للبحث والمناقشة دون سابق انذار ويكون دور المربي في هذه الطريقة هو:

- التعليق فقط على تصورات الآخرين دون أن يكون هو الموجه أو المتحكم بآراء الاطفال، بل يسعى المربي هنا الى منح الطلاب الحرية ويساعدهم على فتح أبواب النقاش والاستدلال والمناظرة بهدف الوصول الى التصور الامثل والحكم الامثل حيال الموقف الاخلاقي المفروض.

- ويتركز دوره خاصة في المراحل الاولى للمحاورة الجماعية وذلك من خلال سعيه لتجميع أطراف الحديث ومتابعة المراحل المختلفة للاستدلال الاخلاقي ومدى انطباقها على المراحل الاخلاقية مستعيناً في ذلك بخبرته الواسعة بمبادئ التطور المعرفي وخصائص المراحل الاخلاقية التي يمر بها الاطفال.

 - الى ذلك يتاح للمعلم والمربي في حالة وجود إبهام وغموض في تصنيف الطلاب وفق المراحل الاخلاقية المعروفة أن يطرح اسئلة اضافية خاصة على الطلاب الذين لا يمكن الجزم بمنزلتهم في سلـّم المراحل بسبب الارباك والغموض من الذي يلف اجوبتهم فلعله يتوصل الى تحديد ادق لمستوى انماطهم الاستدلالية من خلال الاكثار من الاسئلة.

- إن دور المعلم او المربي في منتهى الحساسية فلا يسوغ له ان يسبقهم في اصدار حكم أو الاستدلال على شيء ويحق له فقط ان يتدخل بطريق غير مباشر في توجيه مسار الحديث بالنحو الذي يعين الطفل على التعبير عن حقيقة ما يجول في خاطره.. -ومن الضروري ايضا ان تمنح لجميع الاطفال المشاركين في المناظرة والحوار فرص متكافئة من حيث الوقت والتشجيع ومساعدتهم على إبراز وجهات نظرهم الحقيقية والتي تناسب المرحلة التي ينتمون اليها.. -ينبغي على المعلم والباحث التربوي ان يقدم للطلاب التسهيلات اللازمة لترتيب المباحث وتصنيفها وفق مستويات الاستدلال شريطة ان يتفادى اي فعل من شأنه ان يحرف المسار الطبيعي العفوي للحوار المتبادل بين الطلاب، ويتحتم عليه في هذا السياق تحاشي حتى الاشارات الصامتة التي قد تظهر على تقاسيم وجهه فضلا عن موارد التلقين الناطق... وينبغي مع ذلك ان لا تنسى بان المراحل والمستويات المعروفة وان كانت تتبع الرشد العقلي والسن غير انها تتفاوت ايضا متأثرة بالقابليات الذهنية ونوع البيئة الثقافية وانساق التربية الاسرية مضافا الى الاثار التي يتركها سلوك الجماعة المماثلة "الاقران" على الطفل مما ينعكس إيجاباً وسلباً على ثبات وسرعة طي المراحل المشار اليها.

-الاتجاه الواقعي:

اما الاتجاه الآخر الذي هو الاتجاه الواقعي فيرمي الى:

- الاستفادة الحسية من الحوادث والوقائع اليومية التي ترتبط بسلوك اطلاب مع اقرانهم او المعلم او المربي او سائر فراد المجتمع.

-سرد قصص مبتورة من اللحظة التي يقف فيها بطل القصة على مفترق طريق اخلاقي ويكون مضطرا لانتخاب احد خيارين وتحال القصة ال الطفل لكي يتابع احداثها من نسج خياله وفي ضوء قدرته الذهنية ومستوى المعيارية الاخلاقية التي يتحلى بها.

- طرح أمثلة من قصص ووقائع افلام سينمائية أو أفلام الرسوم المتحركة واستطلاع آراء الطلاب حول المواقف الاخلاقية التي تضمنتها تلك القصص.
 - اعداد مسرحيات تمثيلية تحتوي بشكل أو آخر على مضامين أخلاقية تفيد في تحديد مستويات التكامل الاخلاقي لدى الاطفال.

- إتاحة الفرصة للأطفال لأن يجسدوا في انفسهم شخصيات وأبطال القصة خاصة في لحظة المأزق الأخلاقي الذي يتطلب اتخاذ موقف تجاه مسألة ذات خيارين.

 - تنظيم ألعاب هادفة تستبطن إعطاء أدوار مختلفة للأقران أو الجماعات المماثلة.

- وأخيراً تمهيد الأجواء الطبيعية والمناخات الواقعية التي تناسب حاجات ورغبات الاطفال في كل مرحلة عمرية أو ذلك بقصد السماح لهم بالمشاركة في مختلف النشاطات الاجتماعية وتنمية الشعور بالمسؤولية لديهم.

وهناك مقترحات لتهذيب العادات وتأصيل القيم المطلوبة نذكر منها:

- بذل الوسع في إقامة التجارب التربوية لما لذلك من أثر بالغ في نشر وتأصيل القيم والاعراف المطلوبة.

– تدرج العادات والقيم التي يراد الترويج لها في قائمة واحدة.

 – يفضل الاستفادة من الدروس الحسية والواقعية وحدث معين يستفاد منه كمحور للتدريس.

- يجب مواكبة مسيرة التطور الاخلاقي للأطفال وتشجيعهم على مواصلة هذا التطور من خلال التركيز على توضيح اسس القيم والمفاهيم الاخلاقية السامية وتحليلها في اطار مشكلات اخلاقية تستدعي المساهمة في حلها.

-مع توفر الشروط الملائمة ينبغي اللجوء الى النظريات التدريسية واعتمادها كمنهج وفي ضوء ذلك يقرن بين التجارب الايجابية وبين السلوكيات والقيم المراد الترويج لها ونشرها.

- يتعين على المربي والمعلم ان يكونا اسوة حسنة لما في ذلك من دور رئيسي في تحقيق الاقتداء السليم ..-حافظ على وقارك دائما وتجنب ايـّاً من مظاهر الانفعال.

- اعتمد أفضل الطرق وأجداها في إقناع الآخرين بما تقول.

حيث أن الطفل يتفاعل بشكل متواصل مع البيئة والمحيط الخارجي فان تأصيل وتعميق المفاهيم الاخلاقية يتطلب حرصا بالغا على توفير مناخ متحرر وغني ومناسب ،فالطفل ينشد ذاتيا الى المفاهيم التي يرغب في تعلمها وتجسيدها سلوكيا ،وهذه المفاهيم لوحدها هي القادرة على التأثير في مسار التكامل الذهني والخلقي له لذلك فان الالتفات الى درجة تكامله ومراكز التحفيز فيه سينعكس بوضوح على درجة استيعابه وهضمه لتلك المفاهيم.

 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج العماد الراسخ-الحلقة الثانية.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا