أهم ما تكلف به فتياتنا
2020-10-21 12:00:00
263

ابنتنا العزيزة:أهمُّ ما أنتِ مكلفةٌ به الآن هو: التقليد، التولي والتبري، عدم ارتكاب الذنوب، أداء التكاليف: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾، «من كان من الفقهاء حافظاً لدينه صائناً لنفسه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه»هذا هو قول إمامنا العسكري (عليه السلام).

ونبدأ أولاً مع التقليد: 

الأحكام الشرعية التي نحن مكلفون بها يا عزيزتي:-
من الذي يعرف أن يستخرجها؟
من الذي يعرِّف الناس كيفية القيام بها؟
إنَّه مرجع التقليد بالطبع.
وهو الذي ينبغي الرجوع إليه في معرفة تفاصيل الأحكام وفي كيفية القيام بها على الوجه الصحيح؛ ونحن نختاره لأنَّه الأقدر على فهم المقصود من آيات القرآن والأحاديث الشريفة، ورجوعنا إليه يكون على الشكل التالي:

-سؤاله مباشرةً عن الحكم.

-القراءة في رسالته العملية.

-سؤال العلماء عن رأيه.

اذن بالنسبة الينا، من يجب أن نقلِّد؟

يجب تقليد المجتهد الجامع لشرائط الإفتاء والمرجعية وأن يكون الأعلم على الأحوط.

 -التولِّي والتبري:

يا طاهرة، إنَّ القلب هو المكان الذي يستقر فيه الإيمان، ولا يستقر الإيمان فيه إلا عندما يمتلئ بحب اللَّه تعالى وحب أوليائه الذي يبعث إلى طاعتهم في كل أمور الحياة وهذه الطاعة المنبثقة عن الحب تسمى: التولي.
في حديث للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله"...
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.
وعلى رأس قائمة أولياء اللَّه وهو أفضل بني البشر النبي محمد (ص وآله) الذي قال عنه تعالى: ﴿ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾  وبعده أهل بيته الأطهار الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهرهم تطهير وفرض علينا مودتهم بقوله عزَّ وجلَّ ﴿ قل لا اسئلكم عليه أجراً الا المودة في القربى ﴾ وهم:-
-خاتم الأنبياء محمد "صلى الله عليه وآله وسلم".

-الإمام علي (عليه السلام).
-السيدة فاطمة (عليها السلام). 
-الإمام الحسن (عليه السلام).
-الإمام الحسين (عليه السلام).
-الإمام زين العابدين (عليه السلام).
-الإمام محمد الباقر (عليه السلام).
-الإمام جعفر الصادق(عليه السلام).
-الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).
-الإمام علي الرضا (عليه السلام).
-الإمام محمد الجواد (عليه السلام).
-الإمام علي الهادي (عليه السلام).
-الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
وآخرهم إمام زماننا الذي نتولاه الآن وقد غاب ونحن ننتظر ظهوره حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلأت ظلماً وجوراً.
وفي غيبته أمرنا الإمام المهدي أن نرجع إلى العالم الفقيه فنتولاه حينما قال لنا:- «أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللَّه»، ومقابل التولَّي يأتي التبرِّي وهو أن تستشعري في قلبك البغض لأعداء اللَّه والمقت لأعمالهم وأن تعتبري نفسك في الفريق المقابل لفريقهم.
ويكون ذلك بأن ترفضي طاعة الشيطان وإتباع أوليائه فأنت أعلنت بالتولي حبك واتباعك للخير وللَّه وللرسول ولأوصيائه وللولي الفقيه فهل تجدين من المناسب أن يتسرب إلى قلبك حبُّ من يفعل الشرّ ويعادي اللَّه والرسول والمؤمنين، كالكفار، ومن يظلم الناس.

عدم ارتكاب الذنوب:

يا ثاقبة البصيرة، إذا رأيت شخصاً يمشي في طريق، يسير متراً إلى الأمام ثم يعود مترين إلى الوراء فهل تقولين إنَّه سيصل إلى هدفه ولو بعد ألف سنة؟
بالطبع كلا.
حال مرتكب الذنوب في السير على طريق الجنة هو كحال هذا الماشي كلمَّا وقع في ذنب فإنَّه يبتعد عن الجنة ويعود إلى الوراء في مسيره باتجاه الكمال والسعادة.

والذنوب على قسمين: 

ذنوب صغيرة: يستحق الإنسان العقاب على ارتكابها.
ذنوب كبيرة: يستحق الإنسان عذاب النار على ارتكابها.

«الإصرار على الذنوب الصغيرة هو من الكبائر».

﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾.

ويأتي هنا سؤال: هل التارك لتعلُّم المسائل الشرعية التي يبتلى بها عاصٍ؟والجواب يا عزيزتنا الفتاة: لو أدَّى عدم تعلمه المسائل الشرعية إلى ترك واجب أو فعل حرام كان عاصياً.

أخطر الذنوب الكبيرة التي قد يقع الإنسان فيها في مثل عمرك:

- الكذب: الإخبار بخلاف الواقع أي بشيء ليس صحيحاً.

-الغيبة: إظهار العيب الذي لا يرضى صاحبه المؤمن بكشفه من وراء ظهره.

-النميمة: نقل كلام سمعتيه من شخص حول شخص آخر إلى ذلك الشخص للتفريق بينهما.

-الغناء:إطلاق الإنسان صوته مع ترجيع متناسب مع مجالس اللهو والمعصية.

-الإسراف: تجاوز الحد من ناحية الكمية والكيفية في إنفاق المال وغيره.

-عقوق الوالدين: الإساءة إلى الأب أو الأم بالقول أو الفعل.

-قطيعة الرحم: قطع العلاقة عن كل من يعتبر من أقارب الإنسان الأساسيين من جهة أمه وأبيه.

-أكل الميتة: أكل اللحم غير المذكى، أي غير المذبوح بطريقة شرعية ويلحق به الدم ولحم الخنزير.

-السرقة:أخذ مال الغير سراً أو جهراً دون رضى منه والتصرف به.

-ترك الصلاة: عدم أداء الصلاة عموماً للإهمال ولقلة الإعتناء بأمور الآخرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج اللؤلؤة البيضاء- الحلقة الثانية.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا