كيف تصبح القراءة عادة محببة لطفلك؟
2020-10-18 10:29:20
517

أغلب الأطفال يتعلّمون القراءة ما بين سنّ الحضانة والصف الثاني الابتدائي، إذا ما وجد الطفل شخصاً يساعده ويعلّمه كيف يقرأ مثل: مدرسته، ووالديه، وأجداده، أو حتى الأخ الأكبر، فغالبيتهم يمرّون عبر مراحل متتابعة في أثناء رحلة تعلّم القراءة التي تنتهي بأنّ يصبحوا قادرين على فهم المعاني التي ترمز إليها الكلمات المطبوعة؛ ولذلك يجب على الأم الذكية رصد مسار تعلّم طفلها للقراءة الصحيحة من خلال تلك المراحل للتأكد من أنّ طفلها لا يتخلّف عن أقرانه في تعلم القراءة.

معظم الأطفال في سنّ ما قبل دخول المدرسة يمرون بمرحلة ما قبل تعلم القراءة، وفيها يجب أن يكون الطفل قادراً على تكرار ما تقرؤه عليه الأم بصوت عالٍ بخاصة إذا كانت المواد المقروءة على شكل أناشيد.

وعلى الرغم من أنّ الأطفال في ذلك العمر لا يقرؤون بالمعنى المعروف (فكّ رموز الحروف والكلمات المكتوبة) إلّا أنهم عادة ما يتظاهرون بقراءة الكلمات المكتوبة، ممّا يدلّ على إنهم يفهمون أن تلك النقوش تحمل المعاني التي يردّدونها، وهذه أولى خطوات تعلّم القراءة، كما أنهم يعرفون أنّ الحروف تكوّن الكلمات، والكلمات تكوّن الجمل، والجمل تحمل المعاني.

وما إن يدخل الطفل الحضانة حتى تبدأ معلّمته في تعليمه نطق كلّ حرف من الحروف، وهذه المرحلة مهمّة جداً كي يتعلّم القراءة، وربّما بدونها يفشل في تعلّمها.
في الصف الأول الابتدائي يجب أن ينتقل الطفل إلى مرحلة فكّ شفرة الكلمات، وفيها يربط بين الحروف المكتوبة والصور الدالة عليها وبين الكلمات المكتوبة والمنطوقة، وفي هذه المرحلة ما يزال يتعلّم كيف ينطق الكلمات، ولا يستطيع قراءة الكلمة المكتوبة، ولكن يستطيع أن يتهجى جزءاً من كلمة يعرف معناها عند سماع أصوات الحروف المكوّنة لها، وكلّما تقدّم في تلك المرحلة كلّما قلّ الجهد الذي يبذله في تهجي كلّ حرف من حروف الكلمة، وكلّما زادت قدرته على التركيز في معاني الكلمات التي يحاول قراءتها استطاع أن يتعامل مع كلمات أكثر صعوبة بدون مساعدة خارجية كبيرة.

تعلّم القراءة يتطلب ثلاث مهارات أساسية:

1.مهارة تركيب كلمة أو استعمالها لبناء جملة (بناء الجملة يعني ترتيب كلمات الجملة في أشكالها وعلاقاتها الصحيحة)، وفيها يتعلّم أيضاً كيف أنّ الطريقة التي تتراص بها الكلمات مكوّنه العبارات، والتي بدورها تكوّن الفقرات، هذه الطريقة هي التي تنشئ الجمل والفقرات التي تحمل المعنى وتكمله.

2.التعرّف على دلالات الألفاظ، وفيها يتعلّم العلاقات بين الكلمات والجمل لإكمال المعنى.

3.إدراك اللفظة الصوتية للحروف ومجموعات الحروف، وفيها يتعلّم العلاقة بين الكلمات المنطوقة والمكتوبة، ومخارج الحروف والألفاظ.

وفي أثناء تعلّم الطفل القراءة سوف يطوّر وينمّي تلك المهارات بشكل متداخل، وليس كلّ مهارة على حدة، فغالبية الأطفال يبدؤون تعلّم بناء الجمل ودلالات الألفاظ قبل تعلّم الصوتيات، على سبيل المثال سوف يعرف أنّ الكلمات والجمل تتابع من جهة اليمين إلى اليسار (في اللغة العربية والعكس في اللغة الانكليزية)، وذلك قبل أن يتعلّم نطق الحروف المجتمعة لتكوين كلمة.

وأفضل ما نقوم به لمساعدة أطفالنا على تطوير مهارات القراءة الثلاث هو عرض الكتب عليهم للقراءة بشكل يوميّ، وربّما يمكنك ذلك في وقت الاستعداد للنوم، أو استقطاع بعض الوقت من وقت الفراغ خلال النهار للقراءة معهم، أو حتى محاولة قراءة الإرشادات والكلمات المكتوبة على علبة العصير التي نقدّمها لهم.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع)- تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة/ العدد 109/ سماء صلاح محمد جلوخان.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا