إعداد المعلم وتدريبه وأهم الادوار التي ينبغي له القيام به
2020-08-02 10:19:20
618

لقد شغـلت قضية إعداد المعلم وتدريبه مساحـة كبيـرة من الاهتمام من قبل أهل التربية وذلك انطلاقـا من دوره الهام والحيوي في تنفيذ السياسـات التعليمية وعلى وجه الخصوص في الفكر التربوي الإسلامي؛ ولأن قيمة الإيمان تتحدد إلى حد كبير بقيمة العمل الذي يقوم به، و لما كان المعلم له قيمة عظيمة في التراث الفقهي و التربوي، فقد احتل موقعا متقدما من حيث التقدير و التبجيل، مما جعل قضية تكوينه تتأثر باهتمام علماء التربية والفقهاء.
وبما أنه يعد عصب العملية التربوية، وعنصرها الفاعل، بل هو لب العملية التعلمية التعليمية. فيشكل إعداده وتأهيله علمياً ومعرفياً وتربوياً عنصراً أساسياً في العملية التربوية الحديثة.

نعم لكي يقوم المعلم بأدواره خير قيام لابد من امتلاكه لعدد من الخصائص التي تبين مدى اعداده وتأهيله ليضطلع بمسؤولياته التربوية ومن اهم هذه الادوار والخصائص:

الرغبة الطبيعية في التعليم: فالمعلم الذي تتوفر فيه هذه الخاصية سوف يقبل على طلابه وموضوعه بحيوية ونشاط ويتعامل مع التعليم على انه مهنة إنسانية تتطلب منه بدل كل جهد يعود بالنفع على طلابه فالرغبة الصادقة توفر الاستعداد والاستعداد الأصيل يضمن تطوير القدرات والحماس.

ومن الخصائص المهمة الاخرى الالتزام الفطري والطبيعي بمتطلبات مهنة التعليم وهذا الالتزام يجعل المعلم يخصص جل وقته للتعليم كمهنة اختارها عن رغبة يشبع من خلالها حاجات إنسانية واجتماعية لديه ويحقق من خلاله ذاته فيسعى جاهدا للتعاون والابتكار والتجديد لصالح المهنة.

إضافة الى خاصية الذكاء المناسفب  فمن البديهي إن العمل التعليمي يتطلب ذكاء مناسباً من المعلم حتى يكون ذا نظرة صائبة لكل الأمور المتعلقة بالعمل التعليمي، كما يساعده الذكاء المناسب على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشاكل التي قد تحدث داخل حجرة الدراسة وتوجيه الطلبة نحو الأفضل.

وكذلك لابد من توافر الصحة الجسمية والعقلية، لأن مهنة التعليم تعتبر مهنة شاقة تتطلب بذل الكثير من الجهد وعليه فالصحة المناسبة والحيوية الجسمية تمثل شروطاً هامة لتحقيق تعليم ناجح أيضا يجب أن يتمتع المعلم بالسلامة النفسية والاتزان الانفعالي في ضبط انفعالاته قدر الإمكان.

ولا نتجاهل أيضاً المظهر اللائق للمعلم الذي يقضى مع طلابه جل وقته وهذا يقتضى منه الالتزام في مظهره العام والشخصي بحيث يكون قدوة لهم، كما لابد من امتلاكه المهارات في العلاقات الاجتماعية: حيث إن التعليم مهنة إنسانية واجتماعية ويجب على المعلم أن يكون علاقات ايجابية مع زملائه وهذا بدوره يذلل الصعاب أمام المعلم.

على المعلم أيضاً أخواتي التحلي بالموضوعية والعدل في الحكم ومعاملة الطلبة؛ لأنه  يتعامل مع الطلبة من مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية وهناك فروق فردية بينهم وهنا يجب على المعلم أن يتسم بالموضوعية والابتعاد عن الانحياز سواء في تعامله اليومي مع الطلبة أو في حكمه على نتائجهم حتى يشعر الطالب بأنه في يد أمينة لا تحكمها الأهواء الشخصية.

وينبغي أيضاً أن يتحلى المعلم بالصبر والتسامح لما يعترضه من مواقف من قبل الطلبة أو المعلمين أو الإداريين حتى يستطيع القيام بدوره ومهامه من منظور الرسالة التربوية الجديرة بالتحمل والصبر على صعوبتها.

إن النقاش حول فعالية المعلمين وخصائصهم ومهاراتهم وكفاياتهم لم ينقطع منذ وجدت المدرسة ووجد المدرسون، وذلك بقصد تحسين العملية التعليمية التعلمية وتطويرها وتجديدها، وبما أنه يتوقع من المعلم القيام بادوار متميزة ومتنوعة أنه يجب عليه أن يكون خبيرا وماهرا في ميدان تخصصه، ولا يتم ذلك إلا بتأهيله تأهيلاً عالياً. 

وخلاصة القول أخواتي إن عملية التعليم نشاط مركب ينطوي على العديد من المتغيرات المتفاعلة، فهناك المتغيرات الخاصة بالمعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس والظروف أو الأوضاع التعليمية. لهذا، لا يمكن تحديد أو تعريف فاعلية المعلم في ضوء مجموعة بسيطة من السمات أو الخصائص الشخصية، أو في ضوء مجموعة من الإجراءات الأكاديمية الرامية إلى وضع معايير محددة لتأهيل المعلم وتدريبه.

أخواتي الكريمات بحديثنا حول اعداد المعلم وتأهيله والأدوار التي لابد من أن يضطلع بها نكون قد اتينا بكن الى ختام حلقات برنامج المورد العذب، هذا البرنامج الذي كنا فيه معكن في رحاب رسول العلم وربان سفينة العملية التعليمية التربوية ذلك المورد العذب الذي من صلاحه ونجاحه ينهل المتعلمون، فكان حديثنا حول هذه المؤسسة التعليمية التي وجدت لتروي الاجيال من نمير علومها وعذب موردها ليكونوا بناة لمستقبل يرفل بالازدهار، فما نما غصن واخضر الا بوجود بيئة علمية خصبة تتمثل بالمدرسة وسواعد طيبة القت بذور عطاءها على هذه التربة متمثلة بالهيئة التدريسية، وكل هذا لنحصد الثمار بإجيال واعدة تكمل المسير وتروي الجدب من معين موردها العذب.

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المورد العذب-الحلقة الثانية عشرة- الدورة البرامجية57.


 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا