كيفية تحقيق الأهداف التربوية داخل المدرسة
2020-08-02 09:15:48
2114

أختي الكريمة لكي نصل إلى الثمرة المرجوة، ونستطيع أن نحقق أهدافنا التربوية داخل مدارسنا، لا بد أن تتكاتف وتتظافر أربعة أطراف مهمة يسند بعضها بعضاً ، ويأخذ بعضها برقاب بعض: وهي إدارة المدرسة، المعلم، الطالب، وولي الأمر) أربعة أطراف لها بصماتها المؤثرة في إنجاح الدور التربوي، فلابد أن تسعى إدارة المدرسة أولاً إلى اختيار المعلم الفذ الناجح الذي يجمع بين الكم العلمي والحس التربوي، وأن يكون الإشراف على المدرسة متكاملاً من كل النواحي، من الناحية الفنية والشكلية، وأيضاً من الناحية التربوية والعلمية التي كثيراً ما تتجاهلها ادارات المدارس، وأن تسعى الإدارة المختصة مع المعلم لإقامة منهجا تربوياً متكاملاً يختص بشؤون الطلبة لمعرفة المدخل التربوي لكل مرحلة عمرية، حتى تؤتي التربية مفعولها.

نعم إن دور الإدارة المدرسية مثلا في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية مهم جداً، وقد عظم هذا الدور نتيجة لتطور أهداف المدرسة في المجتمع المعاصر، بعدما كانت تتمثل فقط في تلقين المتعلمين ما تحتوي عليه الكتب الدراسية من معارف ومعلومات، واقتصار دور المعلم على الطريقة الإلقائية لها، ثم مطالبة طلابه بحفظها واستظهارها.

أما اليوم اخواتي فإن أهداف المدرسة تتجه نحو تربية الطالب تربية متكاملة لإعداده ليسهم في بناء مجتمعه وتقدمه، فلم يعد عمل مدير المدرسة مقصوراً على النواحي الإدارية وما تتطلبه من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة ورقابة وتقويم؛ بل أصبح يعنى إلى جانب ذلك بالنواحي الفنية والاجتماعية وبكل ما يتصل بالطلاب والعاملين في المدرسة والمناهج الدراسية وأساليب الإشراف التربوي وأنواع التقويم ؛ بل والبيئة المدرسية بكاملها، غايته في ذلك تحسين العملية التعليمية والتربوية في المدرسة.

أما مدير المدرسة فيعد المحرك الذي يبعث الحيوية في المدرسة لذلك عليه إن يقوم بعدة ادوار ومنها دوره في تطوير المنها؛ لأن المنهاج هو الأساس الذي تقوم عليه التربية وهو الذي تستند عليه العملية التربوية لبلوغ أهدافها وتحقيق رسالتها وهو محور عمل مدير المدرسة والمعلمين وهو محك لنجاحهم وإبداعهم.

لذا ينبغي إن يكون مدير المدرسة مدركا لها وعلى معرفة بعناصر المنهاج مثل الأهداف الخاصة  والمحتوى الدراسي والخبرات التعليمية إضافة الى المهارات والاتجاهات التي تمكن مدير المدرسة من إثراء المنهاج وذلك عن طريق تيسيره وتسهيله وتوضيحه ليقوم باستكمال الثغرات حتى يصبح أسهل. 
ومن المهم الإشارة الى إن المنهاج ليس فقط هو الأساس في العملية التعليمية فالمعلم ينبغي أن يكون قد اكتسب المعارف والمهارات والخبرات الضرورية لتحسين أدائه وتطوير عمله حيث يقوم مدير المدرسة بإشراك المعلمين في أغناء المنهاج وعمل الدورات التدريبية التي يحتاجها المعلم والإشراف على مهامه وواجباته وذلك كله من اجل الوصول بالطالب إلى أقصى درجات النمو والتكيف الاجتماعي السليمين والسعي للتأثير على سلوكيات المعلم ودفعه للانجاز والتميز من خلال الإقناع والتحفيز والإيمان بالتغيير.

أخواتي الكريمات بما أن الطالب هو محور العملية التعليمية؛ لأن هدفها إنشاء جيل صالح وإعداده ليكون أداء فعالة في المجتمع فلابد من تزويد الطلبة بكل ما يحتاجونه من معلومات أساسية ومهارات ضرورية من أجل حياة منتجة وهنا يقع على عاتق مدير المدرسة مهمة التعرف على التحصيل الدراسي للطلبة وشؤونهم وأحوالهم العامة لتعزيز القيم الروحية الإنسانية والعمل على حل المشكلات بطريقة تربوية وعلمية وتحسين مدى اكتسابهم من مفاهيم ومعلومات والاحتفاظ بها حتى تكون لديه قدره لتكيف من خلال إيجاد بيئة إيجابية محفزة على الإبداع ومحببة للطلبة وصقل مواهبهم.

وأخيراً ولأن أولياء الأمور على الاطلاع الكامل بكيفية تنشئة وتربية وسلوك أبنائهم وحالتهم الصحية حيث يقومون بتلبية حاجاتهم الأساسية لمساعدتهم على التكيف مع البيئة المحلية والمدرسية وتقديم التوجيه والدعم لهم فينبغي أن يكون هناك تواصل بين مدير المدرسة وأولياء الأمور لتحسين سوية الطالب وتحصيله الدراسي وحل المشكلات وإشراكهم في النشاطات والدورات والمحاضرات والقرارات والتخطيط لمستقبل أبنائهم ودعم المدرسة مادياً ومعنوياً لتحقيق دفاها واستمرار تطورها.

مما تقدم يتبين لنا إن الأهداف التربوية لا تتحقق منفردة بل هناك عدة عوامل تتحد لتحقيقها باشتراك عدة عناصر وتظافر جهودهم بغية الوصول بالعملية التربوية الى الهدف المنشود وهو النجاح التربوي والارتقاء بالطلبة نحو مستقبل مشرق بإذنه تعالى.

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المورد العذب-الحلقة الحادية عشرة- الدورة البرامجية57.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا