الثقافة العامة ضرورة لكل معلم
2020-07-28 08:37:28
1110

 

بالرغم من التزايد المعرفي في شتى العلوم والتخصصات في العصر الراهن إلا انه من  الضروري إلمام المعلم ببعض المعلومات العامة من خارج تطاق تخصصه الأكاديمي.

ونظراً لحاجة المعلم لاستثمار الوقت الذي كان يقضيه لا كتساب الثقافة العامة لزيادة إطلاعه وثقافته في نطاق تخصصه الأكاديمي ومهاراته التربوية فقد أصبح من الصعب أن نجد المعلم المثقف هو ذلك الشخص الذي يمتلك من القدرات والمهارات ما يمكنه من الحصول على أية معلومة يحتاج إليها في اقل وقت وبأيسر جهد.

ولا يعني ذلك أن يدير المعلم ظهره لكل المعارف التي تقع خارج نطاق مادة تخصصه وإنما عليه أن يولي اهتماما كبيرا لإتقان أساليب البحث عن المعرفة بالإضافة إلى استثمار وقت فراغه للنهل من منهل الثقافة العامة كلما أمكنة ذلك.

لابد للمعلم من أن يتمتع بقدرٍ من الثقافة العامة في شتى مجالات المعرفة، لتعينه على فهم الطبيعة والمجتمع، وتمكنه من إدراك ما يترتب على عمله من خير أو شر، وتساعده على إدراك القيم الخلقية والمبادئ العلمية والمفاهيم الفنية، وطبيعة المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما وان من واجبات المعلم تجاه نفسه التزود بالمعارف التربوية والثقافية في هذا العصر المعلوماتي وأن لا يقف فقط على ما أخذه من معارف تربوية في الجامعة, ولهذا لابد له أن يستقي من مناهل المعارف والتسلح بها, وللأسف نجد معلمين في الميدان التربوي يكتفون بما أخذوه في الجامعات والكليات وينكبون على الكتاب المدرسي في أخذ المعلومة وتزويد الطالب بها بيد أنه هنا مستجدات جديدة قد تنفي صحة المعلومة في الكتاب المدرسي، وفي ظل الثورة المعلوماتية ومصادرها نجد أن كثيرا من الطلاب لديهم الثقافة والمعلومة أكثر من من المعلم وربما يستغرب الطلاب ضحالة معارف المعلم.

فمما ينبغي على المعلم أن يسعى لامتلاك قدر من المعارف والعلوم وأن يكون عارفاً بمصادر تلك المعرفة، وكيفية الحصول عليها؛ لأنه يتعرض في أحيان كثيرة لاستفسارات الطلاب حول موضوعاتٍ متنوعة من حيث الكم ومجالات المعرفة، وما لم تكن لديه إجابةٌ حاضرة فيجب عليه أن يعرف كيف يحصل عليها، بأقل جهد وأقصر وقت، سواء كان ذلك من الموسوعات أو المكتبات أو دوائر المعارف أو مصادر التقنية الحديثة.

وسوف نتحدث اليوم عن ثقافة المربي وكيفية بنائها ذاتياً لأهميتها وتأثيرها في خصائص وصفات المربي:

في البدأ لابد من معرفة ما هي الثقافة؟ إن الثقافة هي العلوم والمعارف والمهارات والسلوكيات التي يجب أن تكون متوافرةً في المربي وماثلةً في شخصيته بقدرٍ يكفي لأداء الرسالة التربوية بوعي وتميز، وهناك عدة أسباب جعلت وجود المربي المثقف أكثر أهميةً من ذي قبل ومن هذه الاسباب مستمعتي: قصور أثر الأسرة وانشغالها أحياناً أو إهمالها.

إضافة الى كثرة قنوات التوجيه السلبي المدارة بكفارٍ أو منافقين، ووجود (مربين) على مناهج سيئةٍ كالتربية على الإرجاء أو التربية على الغلو.
فحتى تنجح عملية التربية ايتها المستمعات ويكون لها مخرجات مباركةٌ وثمار يانعة لابد من مدخلات ذات قيمة والتي منها المربي الناضج الصادق المثقف، وكذلك البيئة الإيجابية، والمنهج الملائم المتجدد في وسائله، اضافة الى الأفراد الذين لديهم قابلية واستعداد، ولا يكون المربي ناجحاً ما لم يعش حياةً متوازنةً بنفس طلعة لكل خير مستعدة للتضحية والبذل صابرة على طول الطريق ومشقة معالجة النفوس رجاء الثواب من الله.

واذا أردنا التحدث عن مكونات ثقافة المربي فنجد انها تشمل الثقافة الدينية والعلوم الشرعية؛ ومعرفة تاريخ الأمة الإسلامية وعوامل نصرها وأسباب نكوصها؛ وختامها إلمام مناسب بلغة العرب وآدابهم وأيامهم وأمثالهم. اما الثقافةٌ التربوية فهي ما يحتاجه المربي لأداء مهمته من ثقافةٍ تربويةٍ ونفسيةٍ واجتماعية.

كما لابد من أن تكون له ثقافةٌ عامة وهي المعارف والعلوم التي تزيد من الحصيلة الثقافية والفكرية للمربي وتكون عوناً له في كمال تربيته.
ونتساءل الآن مستمعتي: كيف يبني المربي هذه الثقافة؟ على المربي أن يداوم القراءة في كتب الدين والتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع، والقراءة العامة في شتى المعارف والفنون والعلوم.

اضافة الى ضرورة حضور درسٍ علمي دوري على الأقل، والانتظام في درسٍ تربوي علمي، وكذلك الاستماع إلى المحاضرات الدينية التربوية، وحضور الملتقيات التربوية.

نعم ينبغي على المعلم المربي أن يكون ذا اطلاع مستمر، فتقوى مداركه، ويتمكن من المادة العلمية التي يقوم بتعليمها، والله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿ يا يحيى خذ الكتاب بقوةٍ وآتيناه الحكم صبياً﴾.

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المورد العذب-الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية57.

 

 

 

 

 

 


 

 



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا