الأطفال وإفشاء الأسرار
2020-06-05 09:08:04
369

عزيزتي الفاضلة قد تسبب عفوية الأطفال غالباً مشاكل لذويهم فكم مره أفشى آبنك مشاعرك تجاه من تزوريهم او ذكر تفاصيل حادثة حصلت في المنزل بدون إن يدرك أنها خاصة ولا يجب اطلاع الاخرين عليها.

إن الطفل يلجأ الى إفشاء أسرار البيت من غير قصد لأسباب مختلفة لعل أبرزها شعوره بالنقص أو رغبته في أن يكون محط الانتباه والإعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية وعادة يتخلص الطفل من هذه العادة عندما يصل عقله الى مستوى يميز فيه بين الحقيقة والخيال.

بالمقابل يأبى بعض الأطفال التفوه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة الى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل إذا أن ما ينقصه في هذه الحالة هو حسن التوجيه.

عزيزتي المستمعة تختلف المراحل العمرية للطفل في إفشاء الأسرار فإن الطفل قبل السابعة يظهر مشاعره ولا يكبتها بسهولة وإدراكه للتحكم في معلوماته وإخفائها ضعيف ويسهل استخراجه واستخراج المعلومات التي تخص غيره باهتمام.

وتدريبه يحتاج لجهد كبير وأرضية كبيرة من الحب والتوفيق والانسجام ويمكن البدء في تدريبه بشكل مبسط بالقصص والحكايات وتوضيح المفاهيم ويجب الاحتراز من ذكر الأسرار المهمة أمامه وخصوصاً إذا كان الطفل يعيش في أسره كبيرة وهناك اختلاط في تعاملات كثيرة حتى يتسبب في الكثير من المشكلات من خلال عفوية الطفل وعدم تقديره لخطورة ذكر المعلومات أو الأحداث أو المشاعر أو التعليمات التي ربما يوصلها بسذاجة.

عزيزتي أن الطفل وبدءاً من عمر سبع سنوات تزداد قدرته على الإدراك والتميز ويبدأ السلوك المتمحور حول المجتمع وعلاقات الصداقة ويستطيع الطفل التحكم في معلوماته وكبت مشاعره ويمكن تدريب الطفل بشكل جيد وبطريقة أسهل على التحكم في المعلومات.

ولتفادي هذه المشكلة ينبغي الاهتمام بعلاجها من خلال النقاط الاتية:

1-تدريب وتعليم الطفل منذ الصغر أن لا يتكلم كثيراً أمام الآخرين.

2-عندما يكبر الطفل وعند بداية تمييزه ينبغي التأكيد عليه بأن للوالدين والأسرة أموراً خاصة ولا ينبغي الحديث عنها أبداً.

3-بعض الأطفال لديهم غريزة (حب التحدث وكثرة الكلام) أمام الآخرين لذا من المناسب قراءة بعض القصص المناسبة عليهم حتى يجدوا ما يمكن الحديث عنه أمام الآخرين بالإضافة الى غرس مهارة القراءة لديهم منذ الصغر.

4-وضع حافز مادي سواء كان (لعبة او قليلاً من المال) او معنوي كالتشجيع أو الإشادة بالطفل الذي يلتزم بعدم الحديث بالأمور الخاصة أمام الاخرين.

عزيزتي الأم الفاضلة يجب أن تكون هناك أساليب تربوية وتتبعينها لغرس قيمة احترام خصوصية المنزل خاصة في سن المدرسة ولتكن بطريقة مبسطة بضرب الأمثال مثل: هذا المنزل يسترنا فهل يمكن أن نجلس فيه بدون جدران؟ هل يمكن أن نجلس لتناول طعامنا أمام الناس؟ أي نبث له فكرة الخصوصية في جزء منها ليحافظ على نفسه ونشعره بالانتماء وبعد طرح الأسئلة عليه نخبره بأننا علينا حفظ خصوصية منزلنا وكذلك طرح القصص التي تبث فيه هذه القيمة وتعليمة إن هناك فرقاً بين خصوصية المنزل وخصوصية هو شخصياً.

يجب أن يلتزم الوالدان بعدم افشاء أسرار الاشخاص البعيدين عنه، لأنه قد يعمد الى ذلك من باب التقليد كما عليهم أن يغيروا طريقة تصرفهم معه إذا أفشى سراً فعلى سبيل المثال:

عدم الكلام معه لمدة ساعة مع إعلامه بذلك وعدم المبالغة في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته ويعتاد عليه الطفل ومنها إشعار الطفل بأهمية في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزز لديه ثقته بنفسه وتعليمه تحمل المسؤولية ومنها زرع الآداب الدينية والاخلاق الحميدة في نفس الطفل كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الأسرار.

يجب توعية الطفل والتحرز من الاشخاص المبتزين الذين يحاولون استخراج اسرار البيت من الطفل وأن يستعين الأبوين على قضاء حوائجهم بالكتمان والتزام الحب والود والاحترام والتقدير والرفق واللين والتفاهم والانسجام مع الطفل يجعله يحترم الخصوصيات وبالعكس فالقسوة والغلظة وغياب العطف والتقدير والاحترام قد يلجئ الطفل لإفشاء الإسرار من باب الفضفضة وجذب الانتباه أو بوازع الانتقام والعقاب.

الآن نأتي الى دور الأم عندما تسمع كلام من الأبناء وما ينقلونه لهم من أقربائهم أو أصحابهم بتنبيههم بعدم ذكر ما نقله أصحابهم وأن هذا شأن خاص بأسرهم حتى يتعلم الولد إن الخصوصيات لا تذكر علانية.

وفي نفس الوقت لابد أن لا يهمل الوالدان كلام الأطفال الذي ينقلونه من أقرانهم فبعض الأطفال الصغار يذكرون كلاماً يعف اللسان عن ذكره ويفعلون حركات لا أخلاقية فعلى الوالدين الحرص ومعرفة المصدر الذي تعلم منه حتى ينبهوا أهل الولد أو البنت.

بعض الأطفال لديهم الرغبة لأن يكونوا محط أنظار الآخرين ويحاولون جذب اهتمامهم فلا يجدون أفضل وأقرب من الحديث عن ما يحصل داخل الأسرة، وأن الأطفال بالطبع لا يشعرون ولا يعرفون أنها إسرار خاصة.

والسبب هو الوالدان أذ أنهما يفعلان ولا يحسبان بأن الأطفال دقيقوا الملاحظة لما يقال ويفعل أمامهم ويعتقد الوالدان بأن الأطفال غير مدركين لهذه التصرفات.
لكن الأطفال لديهم استعداد فطري للحديث عنها أمام إي انسان ولا يخف عليكِ مستمعتي أن هذا الأمر ربما يؤثر على العلاقات بين الوالدين أو أفراد الأسرة أو حتى مع الآخرين.

أيتها الأم الفاضلة ازرعي الآداب الدينية والأخلاقية الحميدة لدى طفلك كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم إفشاء الإسرار، ولا تبالغي في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج نقش على الحجر-الحلقة التاسعة- الدورة البرامجية51.


 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا