الألعاب الالكترونية والأطفال
2020-05-04 10:13:48
284

وصل التطور في زماننا الحاضر الى مستوى عال من الرقي والحداثة الأمر الذي قد ينعكس إيجاباً مرة وسلباً مرة أخرى حيث أن فائدة التكنولوجيا الحديثة وكيف أنها سهلت علينا الكثير من الأمور الحياتية وغيرها قد تصل الى حد الضرر في تطورها هذا خصوصاً إن لم يُحسن الفرد استخدامها بالشكل الذي اكتُشفت لأجله، وهذا ما سنتناول الحديث عنه في محور حلقة اليوم حيث ارتأينا ان تكون حلقتنا عن الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال.

من المؤسف أننا نرى أن الكثير من الأهل سواء كان الأم أو الأب أو أحد أفرادها ينظرون الى طريقة التعبير عن حبهم للطفل وإرضائه بأغداق الهدايا ذات المحتوى الالكتروني مثل (البلاي ستيشن والآيباد والموبايل وغيره) وقد يصل الأمر للأسف إلى حد التفاخر بذلك ظنا منهم أن هذا الشيء جيد وذو فائدة لهم غير مدركين أن هذه الأمور قد تدمر عقولهم وتجمدها وفقاً الى دراسات عالمية قامت بها نفس البلدان المصنعة لهذه الاجهزة.

 حيث تؤكد على خطورة أن يستعمل الأطفال دون سن الثانية عشرة للأجهزة اللوحية والهواتف النقالة وكذلك الجلوس لساعات طويلة على الألعاب الالكترونية يؤدي الى الإدمان عليها حتى يصبح الطفل في حالة من الهيجان والعصبية أن هو حُرم منها أو مُنع عنها، وبالتأكيد لهذا الأمر أسبابه النفسية الكامنة وراء هذا التعلق الشديد وكذلك اهمال النواحي الحياتية الأخرى بالنسبة لهؤلاء الأطفال لعدم معرفتهم باهميتها والاهل غير مكترثين و لايعلمون انهم يحملون فؤوس التهديم لأسس البناء الصحيحة بأيديهم ، والكثيرمن الاطفال نراهم لا يبالون حتى بطعامهم أو العكس قد يأكل الطفل الى حد البدانة بسبب جلوسه الطويل ليلعب. 
إن من المهم جداً أن نعرف جميعنا بأن الحل ليس بترك كل حديث والابتعاد عنه بل يجب أن نخلق حالة من التوازن مع الفائدة فكما في هذه الأمور مضار يجب أن نبحث في العمق عن المنافع ولكن قبل كل شيء وبالدرجة الرئيسية أن نضع قوانين تُعلم الطفل بأن ليس كل الوقت للعب واللهو بل أن هنالك ساعات خاصة لذلك خصوصاً الألعاب التي تحتاج الى النظر على التلفاز أو شاشات الأجهزة اللوحية كذلك أن نعلمه بأن الدراسة والتعلم يجب أن يكون قبل كل شيء وأن يكون اللعب هو جزاء إنهائه لواجباته المدرسية وبذلك يكون هذا الأمر حافزاً له يساعد الأسرة ويساعده بالدرجة الاساس؛ فليس كل من نال المراتب العالية في الدراسة لم يكن يلعب كسائر الأطفال أو أنه محروم من اللهو مثلاً ، وليس كل من كان فاشلاً في دراسته كان السبب وراء ذلك هو انشغاله باللعب وعدم اهتمامه بها بل أن الأمر هو إيجاد حالة من التوازن التي تخلق معها الوجود الايجابي لهذه الاشياء بالمنفعة والفائدة بل وربما حتى تساعده هذه الألعاب كما ذكرنا في بداية فقرتنا 
إن تخصيص وقت لاجتماع الأسرة بكل أفرادها وأن يكون الجو مفعم بالسعادة تشجع الاطفال على ترك اللعب والجلوس مع باقي أفراد العائلة على أن يكون الوالدان مثال لهذا الاجتماع دون أن ينشغل كل واحد منهم عن الآخرين وبذلك يكون هذا الطفل سعيداً ومستمتعاً أكثر من استمتاعه باللعب واللهو وهذا ما يفتقده الكثير من أطفالنا اليوم بدخول الالعاب والالكترونيات وغيرها حيث أنهم يجدون الألفة مع هذه الاشياء أكثر مما يجدونها مع عوائلهم للأسف الشديد.

أخواتي.. نرجو منكن أن تخصص المزيد من الوقت للجلوس مع أطفالها ولا تتركهم عرضة لمخاطر الالعاب الالكترونية قبل أن يفوت الأوان ولن يكون هنالك حلول ناجعة لهذه المسألة التي تغدو بمرور الوقت خطيرة.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مفاتيح بيضاء- الحلقة الخامسة - الدورة البرامجية54.

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا