سبل غرس السلوكيات الإيجابية في نفس الطفل
2020-03-08 10:43:02
504

تعد الأسرة أكثر ما يتأثر به الطفل منذ صغره، وإن كل السلوكيات التي يكتسبها الطفل في الصغر لها دور كبير في التأثير على تعليم الطفل وأيضا على الحالة النفسية له، فعندما يتم تعليم الطفل الكثير من السلوكيات الإيجابية التي تقوم على تعاليم الدين والأخلاق فإن الطفل سوف يصبح في الكبر شخصا أكثر تؤثرا بالنشأة التي تم تنشأته عليها، لذلك فإنه من المفضل أن يكون الأم والأب أكثر ثقافة ولديهم الكثير من المعلومات الدينية من أجل أن ينعكس ذلك على شخصية الطفل، لذلك سوف نناقش مجموعة من السلوكيات الإيجابية التي يجب على الأب والأم أن يقوموا بتعلمها من أجل أن يتأثر بها الطفل.

وهناك مجموعة من السلوكيات الإيجابية التي يجب أن يقوم الوالدين بإكتسابها من أجل أن يتم تربية الطفل ونشأته على هذه التقنيات التربوية القويمة، فمن أهم الأمور التي يجب أن يكون الأب والأم على دراية كاملة بها أن ما يقومون بنصح أطفالهم به ويحثونه على القيام به من السلوكيات الإيجابية من الضروري أن يكون متواجد لدى الأب والأم، بحيث أنه يجب أن تكون هذه الأفعال والصفات الإيجابية متمثلة في الوالدين، حيث أن الطفل من شدة تأثره بوالديه فإنه يقوم بتقليد كل الأفعال الصادرة عنهم، على الرغم من أن الأب أو الأم في بعض الأحيان يقومون بإجراء نوع من السلوكيات التي تكون من دون قصد والتي يلتقطها الطفل على الفور ويقوم بتقليدها.

وينبغي على الوالدين كذلك أن يقوموا بجعل الطفل يتعرف على الأنواع المختلفة من الفنون، ومن ثم إعلام الطفل بمدى أهمية الفنون وأنها موهبة رائعة لمن يمتلكها بالإضافة إلى أن الفنون لها دور كبير في تهذيب النفس، وبعد إعلام الطفل بمدى أهمية الفنون فإنه من الضروري أن يقوم الوالدان بمراقبة الطفل لمعرفة إتجاه إهتمامته في مجال الفنون وفي حالة أن إمتلك الطفل موهبة فنية فإنه يجب أن يقوم الوادان بتشجيع الطفل على ممارسة هذه الموهبة ومساعدته على تنميتها، ويعد هذا الأمر من أهم السلوكيات الإيجابية.

ومن أهم السلوكيات الإيجابية التي يجب على الوالدين أن يقوموا بجعل الطفل يتعلمها هو أن يدرك اهمية المشاركة في الأعمال المنزلية التي يقوم الأب والأم بأدائها، ولكن من الضروري أن يتم تكليف الطفل بأداء بعض المهام المنزلية الخفيفة التي لا تجعل الطفل يبذل مجهود كبير في أدائها، حيث أنه من المفضل أن يتم تكليفه بالقيام بمهمة واحدة فقط من خلال أن يقوم بها من خلال مشاركة الطفل مع إخوته في المنزل، وبالتالي فإن ذلك سوف يجعل الطفل في المستقبل شخص غير أناني ومحب للمشاركة مع الآخرين.

نعم عزيزتي الأم عليك ان تعرّفي طفلك على السلوكيات الأخلاقية في وقت مبكر من عمره ولا تظني أن الوقت لا زال مبكراً لتدريب طفلك على السلوكيات الإيجابية، فكلما بدأت بهذا الأمر في وقت مبكّر كلّما أصبحت حياتك أسهل مع نمو طفلك. 

فعلى سبيل المثال عندما يناولك طفلك لعبة أو شيء ما، ابتسمي له بحنان واشكريه، وتأكدي من استخدام كلمة "من فضلك" و"إذا سمحت" كلما طللبت أمراً ما أمامه أو منه، وامنحي طفلك الكثير من الفرص ليتمرّن على استخدام هذا النوع من العبارات لترسيخ السلوك الإيجابي لديه.  
كوني مثلاً أعلى؛ فالأطفال يتعلمون سلوكياتهم مما يرونه أمامهم من قبل أفراد العائلة والوالدين بالتحديد، لذا اهتمي بإبراز السلوكيات الإيجابية أمام طفلك الصغير من خلال مواقف وأمثلة مختلفة يراها في البيت، مما سيرسَخ في نفس طفلك وسيحول دون تأثره بالممارسات السلوكية السلبية التي قد يراها من قبل أطفال آخرين، فابدئي أولاً بالقواعد البسيطة، واعلمي ان التدريب على أي شيء يعد عملية متدرجة تتطلّب الصبر والإصرار، وهنا قد لا يساعد إرهاق طفلك بالكثير من التعليمات والتوجيهات بخصوص ما يجب فعله وما يجب عدم فعله في تحقيق ما تتطلعين إليه؛ حيث يميل الأطفال إلى نسيان ما قد تعلموه في حال وُجّهت لهم الكثير من التعليمات في آن واحد.

لذلك ينبغي عليك ترتيب أولوياتك المتعلقة بالسلوكيات التي تودين تدريب طفلك الصغير على اتباعها، وابدئي بها بحسب الأولوية إلى أن تتقدمي بمراحل تربية الطفل.

  ومن المهم أن تعززي من السلوكيات الإيجابية بالتذكير المستمر، فيستلزم الأطفال لتعلم السلوكيات الإيجابية الوقت الكافي والتكرار المستمر، فقومي دائماً مستمعتي بتكرار العادات والكلمات المستحبّة أمام طفلك الصغير لا سيما إن كان من الأطفال الذين ينسون ما قد تعلموه مسبقاً، فكرري أمامه عبارات إيجابية مثل "شكراً لك" و"إذا سمحت" لتكون بمثابة تذكير له لاستخدامها عند الحاجة.

 ومن الوسائل الناجحة في تعليم الأطفال أن تقومي بمكافأة الطفل عندما يلتزم بسلوك إيجابي، مما يؤثر فيه بصورة أكبر من قيامك بمعاقبته عندما يسيء التصرف.

بالاضافة الى ما تقدم عليك أن تكوني أيتها الأم ثابتة على موقفك في التأكيد على ضرورة حسن التصرف، فعندما تقومين بمعاقبة طفلك على سوء تصرفه، تأكدي من فهمه لأسباب معاقبته، والنتائج التي قد يؤدي إليها سوء تصرفه مع الآخرين، فمثلاً إذا تسبب طفلك بفوضى عارمة في الحديقة برمي الرمل على الأطفال الآخرين لمرات متكررة، قومي بإعلامه بأنه سيحرم من الذهاب إلى الحديقة في المرة القادمة بسبب ذلك، وكوني واضحة ومتمسكة بموقفك وإلا لن يتعامل طفلك مع الأمر بجدية.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج ربيع وزهر- الحلقة الثانية عشرة- الدورة البرامجية51.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا