يتهرّب بعض أطفالنا الكرام من الذهاب إلى المدرسة، ويسوقوا حججاً واهيةً في هذا الإطار، علماً أن هذه المشكلة تؤثّر سلباً في حياة التلميذ، وتشكّل أبرز أسباب إخفاقه في التحصيل وانحرافاته السلوكية،مما يشغل المربيّن للبحث عن الأسباب والحلول.وهناك دوافع عدّة خلف تهرّب الاطفال من الذهاب إلى المدرسة، وهي:

شخصيّة الطفل وما يمتلكه من استعدادات وقدرات وميول تجعله لا يتقبّل الجوّ المدرسي ولا يقبل عليه او ان الطفل يعاني من إعاقة أو عاهة صحيّة ونفسيّة تمنعه من مسايرة زملائه، فتجعله موضعاً لسخريتهم، مما يدفعه إلى عدم الذهاب إلى المدرسة فضلا عن ذلك عدم قدرة التلميذ على استغلال وتنظيم وقته، مع جهله لأفضل طرق الاستذكار، فيسبّب له إحباطاً وإحساساً بالعجز عن مسايرة زملائه في التحصيل العلمي. وكذلك رغبة بعض الاطفال في تأكيد الاستقلاليتهم وإثبات ذاتهم، فيظهر والعناد وكسر الأنظمة والقوانين التي يضعها الكبار المتمثلة بــ(المدرسة والمنزل)، والتي يلجأ إليها كوسائل ضغط لإثبات وجوده 

 وهناك أسباب أخرى لتهرب الاطفال من المدرسة ومنه سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنّن، كتكليف التلميذ بكتابة الواجب مرّات عدّة، أوالحرمان من بعض الحصص الدراسية، أو التهديد بالإجراءات العقابية وعدم شعور الطفل في المدرسة  بالحب والتقدير والاحترام فيبقى قلقاً ومتوتراً وفاقداً للأمان النفسي.و إحساسه بعدم إيفاء التعليم لمتطلباته الشخصية والاجتماعيّة وقد يكون هروب الطفل من المدرسة لاسباب تتعلق باضطراب العلاقات الأسرية وما يشوبها من عوامل التوتر والفشل من خلال كثرة الخلافات والمشاجرات، مما يشعره بالحرمان وفقدان الأمان النفسي وضعف عوامل الضبط والرقابة الأسرية بسبب ثقة الوالدين المفرطة في الأبناء أو إهمالهما وانشغالهما عن متابعتهم، فيجد الطفل في عدم متابعته فرصةً لاتخاذ قراراته الفرديّة بعيداً عن سلطة الآباء والعامل الاهم الذي يسود في مجتمعنا ويجعل الاطفال يتهربون من المدرسة وهي عدم قدرة الأسرة على الإيفاء بمتطلبات واحتياجات المدرسة وحاجات الطفل بشكل عام، مما يدفعه إلى تعمّد الغياب، منعاً للإحراج ومحاولة البحث عمّا يفي بمتطلباته.

   وإليك مربيتي الفاضلة بعض الحلول التي تساهم في الحدّ من تهرّب وغياب اطفالنا الاعزاء من المدرسة منها التشجيع والدعم وحلّ المشكلات التي يواجهها الطفل في المدرسة ومشاركة الطفل في النشاطات المدرسية وتعزيز علاقة الطفل بالكادر التعليمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج بذرة في أعماقي -الحلقة الثانية- الدورة البرامجية31.