ضرورة تعليم الطفل
2019-12-13 10:36:42
135

أخيتي المربية التعليم في هذه المرحلة ضروري للطفل ، فهي أفضل مرحلة للمبادرة إلى التعليم ، لنضوج القوى العقلية عند الطفل ، وللرغبة الذاتية لدى الطفل في اكتساب المهارة العلمية والطفل في هذه المرحلة لديه الاستعداد التام لحفظ كل ما يُلقى على مسامعه ، والتعليم في هذهِ المرحلة يساعد على رسوخ المعلومات في ذهنه وبقائها محفوظة في الذاكرة ، قال رسول الله (ص وآله ) : « مثل الذي يتعلّم في صغره كالنقش في الحجر » وقال( ص وآله ): « حفظ الغلام كالوشم على الحجر».

ولضرورة تعليم الطفل أوصى رسول الله (ص وآله ) تعليم الطفل باباً من ابواب الرحمة الالهية للاَب فقال : « رحم الله عبداً أعان ولده على برّه بالاحسان إليه ، والتألف له وتعليمه وتأديبه ».

والتعليم حق للطفل على والديه فقد  قال الاِمام علي بن الحسين عليه السلام: « ...وأمّا حق الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه ... » وقال رسول الله (ص وآله ): « من حقِّ الولد على والده ثلاثة : يحسّن اسمه ويعلّمه الكتابة ، ويزوجّه اذا بلغ » ) والتعليم على القراءة والكتابة في عصرنا الراهن تقوم به المؤسسات التعليمية وخصوصاً المدرسة ، ولكنّ ذلك لا يعني انتفاء الحاجة إلى الوالدين في التعليم ، بل يجب التعاون بين المدرسة والوالدين في التعليم ويجب ان يكون التعليم غير مقتصر على القراءة والكتابة بل يكون شاملاً لكلِّ جوانب العلم ، في مجالاته المختلفة كعلوم الطبيعة والعلوم الاِنسانية كالادب والتاريخ والفلسفة وغيرها ، فضلا عن التركيز على الجوانب الروحية والعبادية فقد قال رسول الله (ص وآله) في تأكيده على تعليم القرآن : « ... ومن علّمه القرآن دُعي بالابوين فكسيا حلّتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة » وتعليم القرآن يكون شاملاً لجميع جوانبه ابتداءً بتعلّم القراءة الصحيحة وفق الضوابط اللغوية ثم التشجيع على الحفظ مع مراعاة المستوى العقلي للطفل، والتعليم على التفسير الصحيح لبعض الآيات والسور التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة ، وخصوصاً ما يتعلّق بالجانب العقائدي والاخلاقي، والجانب الفقهي المتعلّق بالاحكام الشرعية المختلفة من العبادات والمعاملات وفي هذه المرحلة يجب تعليم الطفل على كيفية العبادات ومقدماتها الوضوء والصلاة ، قال الاِمام محمد بن علي الباقر (ع): « ... حتى يتّم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفّيك فاذا غسلهما قيل له صلِّ، ثم يترك حتى يتم له تسع سنين فاذا تمّت له تسع سنين علّم الوضوء ... ».

والطفل بحاجة إلى تعلّم الحديث لتحصينه من التأثر بالتيارات المنحرفة ، قال الاِمام الصادق (ع): « بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المرجئة ».

وينبغي على الوالدين تعليم الطفل على كلِّ ما ينفعه في حياته ففي الرواية التالية يعلم أمير المؤمنين عليه السلام ولده الحسن على الخطابة (قال علي ابن أبي طالب عليه السلام للحسن : « يا بنيّ قم فأخطب حتى اسمع كلامك ، قال : يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك » ؟ فجمع عليّ بن أبي طالب عليه السلام امهات أولاده ثم توارى عنه حيثُ يسمع كلامه ...).

ومن مصاديق التعليم تعليم الرمي والسباحة ولاَهمية التعليم شجّع رسول الله (ص وآله ) المعلّم والصبي والوالدين على حدٍ سواء فقال( ص وآله ): «إنّ المعلّم إذا قال للصبيّ : بسم الله، كتب الله له وللصبي ولوالديه برائة من النار».

أختي الكريمة يحتاج الطفل في هذه المرحلة من أجل إنجاح العملية التربوية أن يقوم الوالدان بمراقبة الطفل سلوكياً وإرشاده إلى الاستقامة والصلاح ، وكذلك مراقبة أفكاره وتصوراته وعواطفه بالاسلوب الهادىء غير المثير له ، وان يتعامل الوالدان معه كاصدقاء لمساعدته في شق طريقه في الحياة ومراقبة سلوكه في المجتمع أكثر فيختار له الاصدقاء الصالحين ، ويمنعه من مسايرة الاصدقاء غير الصالحين ، وتكون العقوبة احياناً ضرورية إنْ لم ينفع الارشاد والتوجيه ، ويجب تمرين الطفل على محاسبة نفسه ، وتقبّل المحاسبة من قبل الآخرين ، إضافة إلى ترسيخ مفهوم الرقابة الالهية في أعماقه لتكون رادعاً له من الانحراف في حالة غياب المراقبة من قبل والديه.

تعتبر المراقبة أحد الأساليب التي يجب على الوالدين اتباعها فمراقبة الوالدة للطفل ذكراً كان أم أُنثى أكثر ضرورة لانشغال الوالد غالباً بأعماله خارج المنزل، وهنا من الضروري أن يشعر الطفل بانّه غير متروك من قبل والديه، وإنهما يحرصان عليه ويراقبان سلوكه، ويمكن للوالدين الاستعانة بغيرهما في المراقبة، كالاعتماد على الأقارب والأصدقاء في المجالات الحياتية للطفل التي لا يدخلها الوالدان ، كالمدرسة مثلاً وبعض تجمعات الاطفال، والتعاون في هذا المجال مثمر جداً في تربية الطفل تربية صالحة، وانقاذه من الانحراف الذي يمكن أن يطرأ عليه في حالة الغفلة والإهمال. 
 

















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:  أولادي - الحلقة الحادية عشرة -الدورة الإذاعية 36

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا