قبل أن تربي احترمي شريكك
2022/08/18
490


سيدتي الفاضلة لتتمكني من تربية جيل سوي نفسياً ينبغي أن لا يحدث أي شجار مع الشريك أمام الأبناء، فإذا رأيتما اختلافاً في وجهات النظر أو مؤشراً لمشكلة قد تتكون أثناء الحديث فالأفضل تأجيله حتى وقت تكونان فيه بمفردكما فليس بالشيء الهين أبداً أن يرى الابن أباه يتشاجر مع أمه أو ينشأ في بيئة تحيطها المشاكل من كل جانب، فالشجار بين الأبوين يزرع في نفسه اعتقاداً بهشاشة أسرته وكونها عرضة للضياع كما أن ولاءه قد يتشتت ما بين الأب والأم وفي غالب الأحيان نرى أنه يتجه إلى صف الطرف الذي يراه الأضعف والذي عادة ما يكون الأم، وقد يدفعه هذا لكراهية الأب وتمني اختفائه.. ويصاحب كل هذا اضطراباً نفسيا يتملكه وانطوائية تخلق  صعوبة عليه في ممارسة أي نشاط مع أقرانه أو حتى الاندماج في المناسبات الأسرية والاجتماعية عامة، إضافة إلى القلق والخوف والتوتر الدائم كذلك محاولته للبحث عن الحب خارج المنزل الذي يفتقر إليه داخل المنزل وهذا قد يعرضه لخطر أصدقاء السوء.. كما أن هناك آثاراً فسيولوجية مترتبة على الأسباب السابقة مثل التبول اللاإرادي وقضم الأظافر والتأتأة..

كذلك قد يظن الكثير من الآباء والأمهات أن الطفل بينهما لا يلمح المشاعر السلبية المكبوتة بينهما والحقيقة أن ذكي ويفهم النظرات والكلمات المخفية المتبادلة بين الأبوين بكل سهولة، فمن الخطر جدا أن يحيا الطفل مرحلة الشقاق والجفاء بين أبويه فهذا يعني تمزيقا لنفسيته وصدمة تهز كيانه يوما بعد يوم خلال تلك الفترة وبعدها..

لذا فإن أفضل شيء يمكن أن تفعليه عزيزتنا المربية لكي تجنبي ولدك هذا التمزق النفسي أن تحاوري والده أمامه بمصارحات هادئة، فكلما علت نسبة الاحترام المتبادل خلال هذا الحوار كان أثره إيجابياًً على نفسية الطفل..  فالطفل الذي ينشأ في بيئة ممزقة تتولد لديه القناعة التامة بأن هذا الوضع الذي يراه في بيته هو الوضع الطبيعي للبيت وأن الشقاق والتنافر والتلاطم بين الزوجين هو الشائع في البيوت ويظل هذا الاعتقاد ملازما له، وإما أن يتزوج ويحاول تطبيق هذا النموذج في بيته، أو إلى أن يرى صورة مثالية لبيت سليم تربوياً تنتشر بين أرجائه المودة والرحمة فيولد هذا الأمر لديه حزن وأسف وقد يكون حتى حنقاً ورفضاً لأبويه اللذين رأى منهما من العذاب النفسي ألواناً.

إن المشاكل النفسية التي يولدها الشقاق الأسري في كفة والمشاكل الدراسية في كفة أخرى فمشكلة التحصيل الدراسي المتدني غالبا تكون ملازمة للطفل الخارج من منزل وعائلة مفككة فضلا عن أن الطفل هنا يستمر لديه شعور القلق الداخلي والذي يجد صعوبة بالغة في تمييزه وإدراك كنهه وهو ما يضعف قدرته على الحديث عما بنفسه، ولذلك قد نجد أن تقييمه في المدرسة يصفه بالمشاغب والعدواني أو الكسول المهمل، فإذا به ليس أمام مشكلة واحدة في المنزل وإنما أمام مشكلات ومخاوف في المدرسة، وهنا بكل تأكيد يشعر الوالدان بأن مشكلاتهما قد ازدادت بسبب صعوبات الطفل المدرسية وتدخل الأمور في بعضها في حلقة مفرغة ، ويتضعضع حال الأسرة ككل ، وينعزل أفرادها عن بعضهم ويفقد كل منهم الدعم والتأييد والعطف في ساعات العسرة حيث هو في أمس الحاجة لرعاية من يعز عليه في حياته.

 

سأربي طفلي على الثقة بالنفس..
سأعلم طفلي كيف يثق بنفسه فهذا العامل مهم من أجل أن ينجح في حياته بشكل عام ويساعده في وضع أهدافه بطريقة مثلى وتحقيقها.
سأعلم طفلي كيف يثق بنفسه من خلال دخولي إلى عقله ومعرفة طريقة تفكيره وماذا يريد وبهذا الأسلوب سأعرف كيف أوجهه توجيها سليماً وإلى المكان الصحيح الذي ينبغي أن يكون فيه..ولأفعل ذلك بنجاح ينبغي علي أن أصل إلى قلبه فأكتسب حبه وثقته قبل أن أبدأ في توجيهه.
سأوفر لطفلي أكبر قدر من الإحساس بالأمان مما يمحو أو يقلل من وجود الخوف في نفسه حيث أن الخوف والأمان لا يجتمعان وبالتالي طالما اختفى الخوف حلت الثقة بالنفس.
سأبتعد قدر الإمكان عن العقاب بالضرب فهو من أسوأ المعاملات التي تترك أثراً سيئ في نفس الطفل كما أنها تضرب أول قاعدة في محاولة زرع الثقة بنفس الطفل وهي زرع الاحترام للأبوين لا الخوف في نفس الطفل.


إشارة خضراء: كوني كريمة بالاعتذار عن :
-أخطائكِ المقصودة، وهذا واجبك (أعتذر لأنني ألغيت الموعد الذي كان بيني وبينك).
-أخطائكِ الغير مقصودة، وهذا صعب عادة (أعتذر لأني تأخرت دون قصد عن الموعد).
-أخطائكِ التي لا تعديها أنت أخطاء ولكن أبناؤك يعدونها كذلك، وهذه أصعبها (اعتذر لأني جعلتك تنزعج عندما حاولت أن أنصحك ربما كان أسلوبي غير مناسب).


إشارة حمراء: حذار من الجمل التالية :
الكبار لا يعتذرون.
الاعتذار يقلل من هيبة الأهل.

___________________________________

المصدر: برنامج قبل أن تربي-الحلقة السابعة- الدورة البرامجية 69.



 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا