رحلة مؤلمة هي رحلة الطلاق حيث تتهافت على الذهن ملايين الأسئلة التي تبدأ بــــــــ هل.. هل كان من الممكن أن لا نصل الى هذه المرحلة ؟ هل كان التراجع ممكناً والآن أصبح الأمر حتمياً ؟ هل الحياة ستكون طبيعية الآن ؟ هل يمكن لأطفالنا مواصلة حياتهم الآن كأن شيئاً لم يكن وكيف ذلك ؟
أسئلة كثيرة يجرها المنفصلان وراءهما مع احتياجات كثيرة مادية ونفسية تحتاج لها المرأة ويحتاج إليها الرجل والأطفال وهذا الاحتياج وكذلك التأثير يكون على المرأة بشكل أكبر .

تفاصيل كثيرة خلال هذه الرحلة وضحتها الدكتورة ميسون حامد (تدريسية علم  نفس تربوي في جامعة بغداد) منها تأثير الطلاق على المرأة والرجل حيث أن الأذى النفسي الذي يتبع هذه المسألة يلحق كل الأطراف وبشكل خاص على المرأة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية كما أننا في مجتمعنا الشرقي ينظر الى المرأة المنفصلة عن زوجها حتى إذا كان الزوج هو الطرف الملام وهو المخطأ يُنظَر الى المرأة بأنها تعاني من منقصة ما وكأن على هذه الحالة أن تجلب لها الإحراج وتقليل الشأن فضلاً عن المشاكل المترتبة أيضا عن وجود الأطفال وفتستبدل المرأة الضغوط والمعاناة التي  كانت تعيشها في الزواج الغير موفق بمخاوف مختلفة تجعل قدرتها على التأقلم ومحاربة الأفكار السوداوية ضئيلة جداً فتصبح داخل حلقة مدمرة من المشاكل والضغوط وكانها المذنب الوحيد في هذه الزيجة الفاشلة.

كذلك الرجل يعاني من مشاكل كثيرة بعد الزواج لربما لن تكون كقسوة ما تعانيه المرأة ولكن بالتأكيد سيعاني من بعض الآثار السلبية بعد الطلاق حتى نجد الكثير من الرجال بعد طلاقهم يتجهون بشكل فجائي وعلى عجل الى الزواج مرة أخرى لظنهم بأنهم يحتاجون أن يثبتوا سلامتهم من كل ما يجعل الرجل غير مرغوب من قبل زوجته.

وكل هذه الحالات الاجتماعية السلبية موجودة بالرغم من كون الطلاق محلل شرعاً ومسلم به قانوناً والقانون يحفظ للزوجة والزوج حقوقهما من الجنبة الاقتصادية كنفقة الزوجة والأطفال وكذلك حق الزوج في رؤوية أطفاله مع وضع الخلافات بين الزوجين المنفصلين أو عائلتهما للحفاظ على الأطفال وصحتهم النفسية سليمة وعم الإيقاع بهم ضيحة ذنب لم يرتكبوه  وهذا كان الهدف الأساسي من وضع شروط وضوابط شرعية أثناء الطلاق ليبقى المعروف بينهما، فالدين الإسلامي نظن الحياة الأسرية وكل ما يتعلق بالمجتمع إن تم السير على توجيهاته بحذافيرها.

حيث يجب على الرجل إحترام المرأة التي انفصل عنها فهي متفضلة برعاية الأطفال تاركة له وهو مرتاح من هذه المسؤولية الكبيرة التي حملتها وتكفلتها هي خاصة اذا كانت الأم عاملة فتربية الأطفال للأم وحدها ليس بالأمر الهين نهائياً يستحق الإحترام والتقدير من قبل الطرف الآخر من الإنفصال وكذلك المجتمع.