العنف المنزلي يدق ناقوس الخطر
2022/08/17
239

في يومنا هذا أصبح من الصعب الاستيقاظ صباح اليوم دون جريمة نراها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بين الزوج وزوجته بين الشخصين اللذين من المفترض أن تكون روحهما راح واحدة متماسكة ومتحابة وبعيداً عن هذه المشاعر التي من المفترض أن تلف الزواج فهي حالات بعيدة كل البعد عن الإنسانية حتى ولا تمت لها بصلة ولكلا الطرفين الزوج المعنف أو الزوجة المعنفة وهو ما نراه في غالبة الأحيان.

كما أفادت الدكتورة ميسون حامد (أستاذة في علم النفس من بغداد) بتبيان لمصطلح العنف المنزلي بأنه عبارة عن معاملات وسلوكيات مباشرة أو غير مباشرة تجاه شخص ما بهدف إيقاع الأذى الجسمي وهو كالذي نراه على وسائل التواصل الاجتماعي أو اللفظي كالإهانة والتحقير والسب والشتم  كذلك هناك العنف الاجتماعي وهو من الموروثات الاجتماعية التي تم توارثها بين المجتمعات التي تجعل القرارات العائلة للشخص نفسه يتم اتخاذها من قبل المجتمع كالعائلة وهكذا، كما أن هناك نوع آخر من العنف وهو العنف الانفعالي كحرمان الطرف المعنف من ممارسة حقوقه المشروعة له كرؤية الأم لأبنائها أو حرمان الأبناء من أمر يحبونه ويحتاجون إليه بصورة شديدة وبهذا يتبين لنا أن للعنف أشكال متعددة لا فقط العنف الجسدي  وكذلك أسبابه فالعنف لا يمكن تحديد السبب الرئيسي له من قبل الرجل أو المرأة أو العامل الأكبر في تأجيجه لان مجموعة من العوامل والظروف تعمل على هذا الأمر.

للعنف الأسري أثر سلبي بالغ على مجمل المجتمع لكون الأسرة هي نواة المجتمع وبالتالي فإن السلوكيات المضطربة والأجواء المضطربة داخل الأسرة وعلى وجه الخصوص بين الوالدين هي المحرك والدافع الأساسي  نحو الانحرافات.

وتتمحور معظم أسباب العنف بين الزوجين حول عدم قدرة الزوج على توفير وضع معيشي واقتصادي جيد وكريم تبتغيه الزوجة لعائلتها فنجد حوارات الزوجين في هذه الحالة  تنتهي بالنزاعات والخلافات حتى يلجأ أحد الطرفين للعنف الغير مبرر لأي سبب من الأسباب.

كذلك نقص الوعي الديني أو الاجتماعي وطريقة حوار الشخص وتعاطيه مع الأمور وعلى وجه الخصوص الزوج تجاه الزوجة فنجد بعض الأزواج ممن لا يعطون أهمية لدور الزوجة وإهمال لكل ما تقوم به فمع الوقت ند تراكم لهذه المشكلة ما يسبب أيضا النزاعات الحادة بين الطرفين والصفات التي سبق ذكرها كفيلة بتأجج الخلاف وتحوله الى مشادة عنيفة يقع فيها أحد الأطراف ضحية للتعنيف.

كما أن انخفاض المستوى التعليمي يجعل الطرف المعني يلجأ للأساليب البدائية فضلاً عن الثقافات التي يتربى عليها الفرد ويتشربها في بعض المجتمعات حيث تكون  لدى العائلة حالة من العنف فيطبقها على حياته وأسرته تأثراً بها بصورة لا إرادية.


يجب بصورة ضرورية العمل على هذه الحالات من قبل الدولة والمؤسسات المجتمعية من خلال عمل الدورات والندوات التي من شأنها أن تزيد الوعي والثقافة حول مسألة الزواج والحقوق والواجبات المترتبة عليها، كما هي كذلك المؤسسات الدينية التي عليه أن تقوم بدورها على تكريس القيم وإعادة بنائها لدى بعض الشرائح من المجتمع، كما أن للسلطة الرابعة دور ها الهام في رفد المجتمع بما فيه صلاحه وزيادة الثقافة العامة والوعي بمكانة المرأة في الإسلام والمجتمع كما على الجامعات التركيز على فئة الشبان والشابات وتقديم الإرشاد الكافي لهم للحرص على حصول مشاكل من هذا النوع  المؤثر بصورة عميقة على كل مفاصل المجتمع وسلامته.


___________________________________________

المصدر/ إذاعة الكفيل/ برنامج سحابة صيف/الحلقة الثامنة/ الدورة البرامجية 61.  
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا