كيف لي أن أبتعد عن الذنوب من غيبة ونميمة وكذب وأنا في محيط يعج بها ؟
2022/02/01
303

السلام عليكم.. أنا طالبة جامعية وأخاف الكذب والنميمة والنفاق وأجاهد نفسي قدر المستطاع لكي أبتعد عنها ولكن أجد نفسي وبسبب محيطي المليء بالذنوب أبتعد وأنطوي على نفسي شيئاً فشيئاً حتى أصبحت لا أخالط أحداً أبداً، فهل هذا ما ينبغي عليّ فعله؟

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله، حياك الله إبنتي العزيزة ووفقك لطاعته ومرضاته..

أولاً: توبي إلى الله تعالى توبة نصوحا بمعنى أن لا تراودك نفسك للعود الى تلك المعاصي مطلقا، عاهدي الله بذلك وستجدينه سريع الإجابة عفوّا غفورا رحيما وهو أقرب إليك من حبل الوريد، اتخذي من سكون الليل فرصة لخلوتك مع الله بثّي إليه همومك وأحزانك وآلامك وأوجاعك فهو يسمعك ويراك، عاهديه على الطاعة واطلبي منه الإعانة والتوفيق والمدد والتسديد للنسيان والبدء من جديد ولا يخدعنك الشيطان بأن الله تعالى قد حجب عنك رحمته وحرمك عطفه فهذا من تسويلات الشيطان ليبعدك اكثر عن ساحته، بل هو الغفور الرحيم وهو الطبيب وهو المجيب وهو القريب، الزمي الاستغفار والدعاء والمناجاة وتلاوة القرآن وستجدين التغير الكيميائي في نفسك ببركة ذلك الذكر.

ثانياً: اطوِ صفحة الماضي تماما واحذفيها من ذاكرتك فكلما مرت خاطرة أو صورة من الماضي في بالك قولي لها (delet) ولاتسمحي لها ان تتنفذ او تستفحل في مخيلتك، كوني أنت المتحكمة ودعي زمام القيادة بيدك لا بيد الاوهام والتخيلات حرري نفسك من أسر الماضي وانسفيه من حياتك وابدأي من جديد.

ثالثاً: لقني نفسك وعقلك اللاواعي بالتلقين الإيجابي بأن تقولي (أنا قادرة- أنا أستطيع إن شاء الله- أنا عندي الشجاعة الكافية للخروج من هذه الأزمة- لن أسمح لشخص ما أن يكسرني أو يوهن عزيمتي) الى غير ذلك من التعزيزات الايجابية، كرريها دائماً على مسامعك كي يستجيب العقل لذلك.

رابعاً: لا تحاولي أبدا العود إلى الوراء بل امضي نحو الأمام وابدأي حياة جديدة ملؤها الطهارة والنقاء والاستقامة والاتصال بالله عزوجل.

خامساً: أحيطي نفسك بعائلتك وأحبابك كي تشعري بدفء العائلة وحنانها وتعوضين الحالات النفسية الصعبة التي مررت بها خصوصا اذا كان أطفال في العائلة العبي معهم وامرحي وانشغلي عن التفكير بكل تلك الخواطر المزعجة وستجدين الفارق.

سادساً: اشغلي نفسك بأمور محببة كالمطالعة أو الدراسة او أي فن تجدينه محببا عندك فكلما انصرف ذهنك عن التفكير كلما تخلصت من الأفكار السلبية.

سابعاً: عززي ثقتك بنفسك من خلال التعرف على نقاط ضعفك ومحاولة تقويتها وسد ثغراتها، طالعي الكتب او استمعي الى البرامج التي تعنى بجانب التعزيز الذاتي وكسب الثقة بالنفس وأعود لأكرر الصلة بالله تعالى تضمن لك ذلك كله فلاتبتعدي عن ساحته بل تقربي إليه بذكره كي يذكرك برحمته كما ضمن لنا في قوله تعالى {اذكروني أذكركم}.

 



الباحثة المختصة

حوراء الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا