أختي تعاني الأمرين وأنا لا أعلم ماذا أفعل؟!
2022/01/17
396

السلام عليكم.. لدي استشارة تتعلق بأختي وهي: تمر أختي خلال هذه الآونة بحالة نفسية صعبة بسبب الضغوطات التي تتعرض لها من قبل والدينا كذلك الإهمال وعدم التفاهم والنزاعات المستمرة مضافاً على كل هذا صحتها المتدهورة فالألم يزداد عليها يوماً بعد يوم حتى أصبحت لا تستطيع إكمال دراستها بل تأخرت فيها، وأثناء كل هذا أنا اقف مكتوفة الأيدي لا أعرف كيف أنتشلها من هذه الحالة التي هي فيها ؟؟ 

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

إبنتي العزيزة كلامي هذا سيكون لأختك، إن مسألة الضغوط النفسية مشكلة منتشرة بين البشر ولا يكاد يخلو منها إنسان صغيراً كان أو كبيراً، فنحن خلقنا في هذه الدنيا للامتحان والإبتلاء ومن الطبيعي أن نتعرض لضغوط سواء في العمل أو  في البيت أو  في اي مجال آخر، فالحل ليس في التخلص منها بل في مواجهتها وكيفية التعامل معها بهدوء وروية، فعليك ابنتي أن تبدئي أولا بتنظيم وقتك وتحديد أولوياتك كي تتخلصي من الضغط النفسي الذي تتعرضين له بسبب تزاحم المهام، والأمر الثاني أن تستوعبي إختلافات الآخرين وتلتمسي لهم الأعذار في حال تعارضت آراؤهم مع رأيك والأمر الثالث أن تتصالحي مع نفسك وتستشعري نعم الله عليك وتحمديه على تلك النعم ولا تُقصري النظر على ما تفتقدينه بل على ما تمتلكينه فستشعرين تلقائياً بالراحة والسكون، وتجدين أن الأمور تتيسر معك شيئاً فشيئاً وأن ماكنت تعتقديه أزمة كان مجرد وهم ولا صحة له.

أنظري الى الأمور بنظرة تفاؤلية وستجدين الخير كله كما ورد في الحديث: (تفاءلوا بالخير تجدوه)

فكما قلت لك سابقاً أن الدنيا دار إبتلاء وإختبار ولا يخلو مؤمن من إمتحان في هذه الدنيا سواء في جسده أو  في اهله أو ماله أو ولده وكلما إرتقى بإيمانه أكثر كلما إزدادت المصاعب و المحن كي يظهر إيمانه جلياً في معترك الحياة، وأنت ولله الحمد تتمتعين إن شاء الله بإيمان صلب وعقيدة راسخة وبصيرة ثابتة ولا شك إن لذلك ثمن وهو الاختلاف بينك وبين أهلك من حولك، فأنت أمام خيارين إما أن تنجحي في امتحانك هذا من خلال إرضائك لوالديك وأن اختلفتِ معه ببعض وجهات النظر الخاصة بك، أو أن تستسلمي وتنسحبي من الميدان وبذلك تكونين قد ضيعتِ على نفسك فرصة للتكامل لعله لن تتكرر معك، فعليك إبنتي العزيزة محاولة التكيّف مع الظروف وتقريب وجهات النظر وأن لا تجعلي من ظرفك هذا أزمة للتكاسل والتسويف والتشاؤم بل إستمري في طريقك والتجئي الى الله في كل صغيرة وكبيرة وسيغيثك ويرشدك الى ما فيه صلاحك، و تيقني أن الدنيا دار ممر وستعبر بنا الى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
إبنتي الحبيبة كوني على وضوء دائم، وأكثري من ذكر الله وتلاوة القرآن ولا تستائي أو تتذمري إذا طلب منك أهلك أو شخص ما أمراً أو خدمة معينة، بل عليك أن تفرحي بذلك فكما في الحديث (حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم) فحاجتهم لك نعمة أهديت إليك.

كوني أنت (البطلة) إذا ما تحكمتِ بانفعالاتك وغضبك ففي الحديث الشريف: ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) والشديد بمعنى (البطل).

لقنّي نفسك عبارات إيجابية دائما وكرريها على مسامعك مثل ( لن أنفعل، سأتحلى بالهدوء، أنا متحكمة بنفسي، لا شيء يستدعي التوتر، الغضب يؤذي صحتي، كل آلامي بعين الله) وغيرها وسترين الفارق  ووفقتِ لكل خير إبنتي العزيزة.

 

 

 

الباحثة المختصة
حوراء الأسدي 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا