جفاء وهجران..
2021/12/26
404

لا شك أن الأسرة هي نواة المجتمع الأساس، وهي الحضن الحاني، والملجأ الجميل، والمرفأ الدافئ لأفرادها، وهذا الأمر متحقق لا محالة.. فيما مضى، وحالاً ومستقبلاً بإذن الحنّان العطوف.

لكن.. ما يقلق القلوب، ويؤرق المُقل، أن ترمي الأم الرؤوم، ويفارق الأب الرؤوف، فلذاتهما بل أكبادهما، ومن لأجلهم ليالٍ سهرا، وأياماً سقما ..
أو أن تُعكس الصورة، فيعم العقوق المعمورة، فيقسو الابن، وتجفو البنت.. وكلاهما يغدو عسوفاً على الوالدَين .. في وقتٍ ما أحوجهما لردّ الدَّين، والمجازاة بالجميل..

إذ من أسباب ذلك التفكك والانفصال: الجفاء والهجران بحجّة الأعمال، وما يشغل المرء عن ذويه والإهمال من لدن الوالدين لمتابعتهم، والاتّكال على بعضَيهما أو على الأعمام والأخوال أو الاقارب والجيران، ليكبروا ويؤججوا النيران عليهما، وهما عجوزان لا يملكان إلا الدعاء والدموع، ليصلح حالهم الحيّ الجليل، أو ليكتب لأبنائهِم الرجوع، إنه قادر على جبر الموجوع.

ظاهرة.. ضاهدة

إنه لمن الموجع أن تشيع ظاهرة خطيرة في أوساطنا اليوم، ولا سيما الشبابية منها، إذ يرمي الشباب والبنات أنفسهم في التهلكة؛ بحجة ظروف مضنية وأوضاع ضاهدة، ولكنهم وا أسفا... بعد أن قاسوا القذى، وتجشموا الشجى في الدار الأولى... ذاقوا كأس الردى من خلال نحر أرواحهم، ليغدوا خاسري الأخرى، فيالهم من أشقياء مساكين..!

ما دهاكَ أيها الشاب.. تنتحر..؟! وهل هذا من شِيَم الحرّ..!

ما دهاكِ أيتها الشابة..!؟ تحرقين جسدك! تقطعين عنقك! لتوقفي بذلك عقول قريناتك عن المضي قدماً نحو الإبداع..!
ليتكما تسمعانني.. بل ليتني علمت أنكما سترحلانِ..

أو بالأحرى ستُرحّلانِ روحَيكما بهذه الطريقة..!

كنتُ على الأقل قدّمتُ لكما عِظاتي.. وعرضتُ عليكما معوناتي..

غفر الله لكما..

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين(
صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)/ شعبة الإعلام-العدد366.
مرضية الفياض.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا