ظاهرة التصنع
2021/12/17
3466

الخروج من البساطة والتواضع والتلقائية وارتداء أردية التصنع والتظاهر، مؤشر على انتشار مرض اجتماعي خطير، والبعض أصبح لديه قناعات بضرورة التصنع سواء في الكلام وفي المأكل والملبس، وقبل الدخول الى عالم الاستطلاع التقينا باحثة مختصة:


الدكتورة رغد أبو دخن/ اختصاص علم النفس:

التصنع مرض اجتماعي يعني التكلف والرياء، ولا يمثل الواقع وسلوكيات البيئة، التظاهر بعكس التلقائية والعفوية، والمشكلة أنه أصبح ظاهرة بعيدة عن تعاليم الدين قريبة عن المصانعة والنفاق والرياء، بعيداً عن الذوق، فقر يتصنع الثراء من أجل غفلة مترفة، تعويضاً عن نقص معنوي، والتصنع لا يرتبط بطبقة او فئة؛ لأنه مرض اجتماعي، الغني يتظاهر بحسنات لا وجود لها، والفقير يتظاهر بثراء موهوم، ويخالف الدين؛ كونه سعياً لإرضاء الناس.

الحاج وسام الدراجي/ صحفي واعلامي:

الجميع يرى أن التصنع مرض، وآفة اجتماعية، ونفاق، وأغلبنا يتصنع في أغلب أموره، نسأل: ما حقيقة التصنع؟ ولماذا أبعد أهله عن العفوية؟ وهل ضيّعنا العفوية وسط هذا التصنع الذي صار صنعة احترافية؟ التصنع ساهم في زعزعة ثقة الناس بالناس، دمى مصنعة لا تحمل حقيقة وجودها، أهلنا يعتبرونه تكلفاً وتخلفاً؛ كونه بلا وعي، وصار للأسف كالسمّ يجري في شرايين البشر في البيوت وفي المؤسسات.

نسرين عبد الله العبودي/ موظفة:

عانيت كثيراً في حياتي من ظاهرة التصنع التي هي غريبة عن مجتمعنا، وما كنت أعرف أني سأقع يوماً ضحية من ضحاياه. لقد لاحظت عند خطيبي التصنع واضحاً، وكنت أتصور انها حالة ممكن أن تكون وليدة ظرف آنٍ، لكني وجدته طوال فترة الخطوبة يحب التظاهر والتصنع بالحديث، ويختار الكلمات المنمقة بصوت متشدق مصطنع، خصوصاً عند جلوسه مع أهلي وأقربائي، يطلق الوعود (الثخينة) لمشروع الزواج، بإقامة الحفلة في أفخم وأرقى الصالات والقاعات، بهدف الظهور أمام الجميع تحت مسمى (برسيتج)، بالرغم من محدودية دخله، إلا أن حب التظاهر كان أكبر من تفكيره المنطقي بواقعه المالي؛ ما جعل الأمور تتعقد فيما بيننا، عرفت أن هذا الارتباط سيخلق مشاكل أسرية كبيرة فيما بعد؛ ما جعلني أطلب فسخ العقد؛ تلافياً لوقوع ما لا يحمد عقباه.

علاء بدري عوينات/ شاعر وإعلامي:

كثرت مظاهر التصنع عندنا، حتى أصبحت منصهرة في بعض المظاهر الاجتماعية وكأنها هي الصح، وهناك بعض الأمثلة، مثلاً ظاهرة تعليم الأبناء في المدارس الخاصة وما تشهده من أقساط مرتفعة جداً، حتى أصبحت المدارس الحكومية وكأنها حالة غير سليمة ومأوى لأبناء الفقراء، لذلك أهملت في الكثير من مفاصلها الحيوية، وهذا عندي يعني تصنعاً، ولابد من المشاركة في المصانعة العامة.
ومن صور التصنع ما يحدث في حفلات الزواج وغيرها من الحفلات من تكلّف في الملابس ووسائل التجميل وغيره من المظاهر الفارغة، حتى أنه في بعض المجتمعات إذا حضرت المرأة حفلاً بفستان، وأقيم حفل آخر في نفس الأسبوع، فإن من الطقوس أن تشتري فستاناً آخر، إذ من العيب أن تلبس نفس الفستان مرتين، وما هذا إلا إسراف وسفه وتكلف؟..


أسماء عبد القادر/ تربوية:

لكل ممثل دور وينتهي بعده القبول مهما تقمّصه، ومهما كانت حصانة الاقنعة سرعان ما تكشفهم الحقائق، لا تشدق يدوم، ولا تصنع يستتر، التصنع قلة ثقة بالنفس حتى يصل التياه، كان أهلنا يقولون: إن التصنع قلة مروءة تنعدم فيها القناعة.

الخلاصة:

يتفق جميع الشباب على نبذ التصنع والميل الى العفوية التلقائية، رغم أن بعضهم يقرّ أن التصنع جزء من ممارسة عامة، ومع هذا الأمر يصبح لدينا احتياج واضح الى الوعي الثقافي، والالتزام الديني الذي يحصننا من متاهة التصنع.

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صدى الروضتين(
صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة)/ شعبة الإعلام-العدد394.

سوسن عبد الله


 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا