سبل تفادي الصدام بين الآباء والأبناء
2021/08/07
430

أختي الكريمة .. إن التصرف والمواقف التي يتخذها الآباء ضمن العائلة تؤثر تأثيرا مباشرا في نمو الشخصية ، وذلك لأنها ترتبط بحاجات الطفل الأساسية وتأمين استمراره بالوجود وتمتعه بالاطمئنان العاطفي والفسيولوجي من جهة، وتجهيزه وتحضيره للانخراط والإندماج في محيطه من جهة ثانية. 

إن عملية تربية الطفل وتثقيفه خلال السنوات الاولى تكون حاسمة بالنسبة للفرد وبالتالي للمجتمع، وهذه العملية لا تخلو من الصدام الحقيقي بين الأطفال والآباء.

هذا الصدام اخواتي ناتج عن حقيقة أن لكل منهم جدول أعمال وبرنامجا مختلفا عن الآخر؛ فالطفل كونه طفلاً لديه جدول أعمال محدد ومبرمج فهو يريد اكتشاف محيطه الجديد والبحث عن سبل التمتع بحياته واللعب واللهو، أما الآباء فيريدون من خلال جدول أعمالهم أن يستكين الطفل ويضبط نفسه ويهدأ بأي وسيلة كانت حتى لو اضطرهم ذلك إلى الصراخ والصدام أو الضرب أحيانا.

وغالبا ما تبدأ مشاكل الأطفال ومشاغباتهم مستمعتي عند بلوغ الثانية ، إذ يدفعهم حب الفضول إلى التعرض لأي شيء يصل إلى أيديهم. فهم يعبثون بأي شيء ويدمرونه سواء كان ثمينا أو رخيصا وقد يمزقون الأوراق الثمينة والمهمة ويسكبون الطعام على السجادة والفرش مما يثير غضب الوالدين ويدفعهما لمعاقبة الطفل إما بالضرب أو الصراخ أو اللوم والتوبيخ. 

وتكون النتيجة أن يكف الطفل عن الأذى ويجهش بالبكاء ويظهر غضبه تجاه والدته أو والده ولكن لفترة قصيرة ينسى بعدها كل شيء ويعود إلى العبث من جديد.. وإذا استمر هذا الأسلوب مع تقدم العمر فإن له عواقب خطيرة على الطفل حيث يفقد الإحساس بالأمن والاستقرار ويتولد داخله الإحساس بالعدوان والرغبة في الانتقام فتكتسب شخصية هذا الطفل العناد والأنانية وتغلب عليه في النهاية أعراض التوتر والقلق ويصبح بمنأى عن الأصحاب والرفاق والأتراب ويميل إلى الانطواء والعزلة مما يؤدي به إما إلى انحراف السلوك والجنوح والإجرام والعدوان أو إلى الاستكانة والاستسلام مما يؤثر سلبا في نموه العقلي والنفسي فيفشل ويتخلف وتظهر عليه اضطرابات الشخصية في طفولته ومراحل عمره التالية.

وقبل أن نتحول إلى الصدام اليومي مع أطفالنا ينبغي ان ننظر حولنا ونتفهم طبيعتهم ونحلق لهم الجو المناسب لإشباع حب الفضول لديهم ورغبتهم في اكتشاف محيطهم آخذين بعين الاعتبار:

تأمين شروط السلامة من حيث إبعاد جميع مصادر الخطر عن طريقهم ، مثل منابع الحرارة والنار وأعواد الثقاب ومآخذ الكهرباء والأدوية والعقاقير الكيمائية ، والسلالم وإبعادهم عن أماكن السقوط والخطر والحيوانات المؤذية وغيرها في المنزل كانت أم خارجه.

وإعطاء الطفل ما يشغله ويتلهى به لأنه إن لم يجد ما يشغله فإنه سيواجه نشاطه إلى الإزعاج والتخريب ولا ننس أن بقاء الطفل دون لهو أو حركة ولو لمدة خمس دقائق يشكل بالنسبة له ضيقا يشعره إن الدقائق الخمس هذه تعادل العمر كله.

إذن نعم للتوضيح والتفهيم لأنه الأسلوب الأمثل لردع الطفل وثنيه عن القيام بالمشاغبات الفطرية.

إن استخدام اسلوب تطويع المحيط لصالح الطفل يساعده على اكتشاف المحيط والتعايش معه وعلى تأمين وقضاء حاجاته. 

ولكن كيف؟ كيف نتمكن من تطويع المحيط لصالح الطفل بحيث يسهل التعامل معه؟

ما هي الإجراءات والسبل التي تساعد على تحقيق ذلك؟ 

إن توفير المحيط المناسب للطفل الذي يؤمن حاجاته ومتطلباته تعد من أهم العوامل التي تساعد على تفادي الصدام مع الطفل وتجعلك تشعرين بالارتياح وتبعد عنك التوتر والانفعال من جهة ، وتقطع الطريق على طفلك إلى إثارة المشاكل والإزعاج والمشاغبة من جهة ثانية مما ينعكس بجو إيجابي ملؤه السعادة والهناء للجميع.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أهداب تحرس الأحداق- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية61.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا