الأسرة ودورها في تعميق الانتماء الوطني لأبنائها
2021/05/08
386

تقوم الأسرة بدور هام في عملية التنشئة الاجتماعية وبالتالي في تربية المواطنة، وذلك لكونها المحيط الأول الذي ينشأ فيه الطفل ويقضي فيه معظم وقته إن لم يكن كله، فعن طريق الأسرة يبدأ الطفل التعرف على ذاته الاجتماعية، ومنها ينطلق إلى إشباع حاجاته العضوية والاجتماعية، ومنها يبدأ تكوين علاقاته الاجتماعية داخل نطاق الأسرة مع إخوانه وأخواته، وهنا تحدث عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، وفي الأسرة يكون كل من الأب والأم عاملين هامين ورئيسيين في مسألة التنشئة وغرس القيم والسلوكيات الايجابية في حياة الطفل، وتعتمد التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة على عدة عوامل منها: المستوى التعليمي للأبوين، المستوى الاقتصادي، والمستوى الاجتماعي، جميع هذه العوامل تؤثر تأثيراً فاعلا في فاعلية التنشئة الاجتماعية إيجاباً أو سلباً.

ومن أهم مسؤوليات الأسرة إعداد الفرد نفسياً وجسمياً وعاطفياً واجتماعياً، وذلك بواسطة تغذيته بالأسس السليمة للحياة، وتزويده بالمهارات والمواقف الأساسية التي يحتاجها، للتفاعل مع متطلبات ومحددات الثقافة المجتمعية، لكي يستطيع الفرد أن يتعايش في مجتمعه عن طريق كسب الاحترام الاجتماعي له، ومن هنا يبدأ فيه غرس الانتماء إلى بيئته الأوسع وإلى مجتمعه ووطنه من خلال الترابط بين ما اكتسبه في بيئته الأولى وهي الأسرة وبين المكنونات المجتمعية لهويته الدينية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بوطنه، ومن ثم يبدأ في التكيف السلس والسهل مع مسئولياته الوطنية.

ولا يجوز للأسرة الاتكال على المدرسة أو على المؤسسات التربوية الأخرى في توجيه أبناءها وغرس مقومات المواطنة الصالحة فيهم، فلابد للأسرة من تخصيص الوقت الكافي لتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة، لكي تتكامل في المجتمع مسؤوليات الأسرة مع مسؤوليات مؤوسسات المجتمع التربوية الأخرى. ومن أهم المجالات التي ينبغي على الأسرة التركيز عليها لتعزيز تربية المواطنة الصالحة في أطفالها هي:

أولاً: ربط الطفل بدينه، وتنشئته على التمسك بالقيم الإسلامية، والربط بينها وبين هويته الوطنية، وتوعيته بالمخزون الإسلامي في ثقافة الوطن باعتباره مكونا أساسيا له. وتأصيل حب الوطن والانتماء له في نفوس أطفالنا منذ الصغر، ويتم ذلك من خلال تعزيز الشعور بشرف الانتماء للوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، والدعوة إلى إعداد النفس للعمل من أجل خدمة الوطن ودفع الضرر عنه، والحفاظ على ممتلكات الوطن ومكتسباته، والمشاركة الفاعلة في خطط تنميته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

فضلا عن حث الطفل على احترام الأنظمة والقوانين التي تنظم شئون بلده، وتحافظ على حقوق المواطنين وتسير شؤونهم، والتقيد والالتزام بهاو تربية الطفل على حب الآخرين والإحسان لهم مهما كان أصله أو فكره أو معتقده، وأن الأخوة بين المواطنين، فضلا عن تعزيز الوحدة الوطنية في نفوس الأطفال، وحب كل فئات المجتمع بمختلف انتماءاتهم، ونبذ الفئوية والعرقية والطائفية الممقوتة، مع التأكيد على الفرق بين الاختلاف المذهبي المحمود وبين التعصب الطائفي المذموم.

هذا وينبغي تنشئة الأبناء على العادات الإيجابية والسلوك المستقيم للمواطن الصالح المخلص لبلده، مثل: احترام قواعد وأنظمة المرور، الحفاظ على الأمن والسلامة العامة للوطن، الدفاع عن ممتلكات ومكتسبات الوطن.

وتعريف الأبناء بالرموز الدينية والوطنية الذين تفانوا في خدمة الوطن في الماضي والحاضر في المجالات العلمية والدينية والاجتماعية وغيرها، وإشراكهم في الزيارات الاجتماعية التي يقوم بها الأهل لأفراد المجتمع بجميع فئاته، لتشجيعهم على مشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أريج وطن- الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية62.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا