أعاني من الوسواس في صلاتي..
2021/01/24
484

السلام عليكم.. لدي مشكلة وهي أنني اتهيأ للصلاة قبل وقتها ولكنني حين أبدأ بالصلاة تأتيني أفكار تشغلني عن أدائها بشكل صحيح.. فأنا أعاني من الوسواس دائماً .. إرشدوني وفقكم الله.

الإجابة: 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في مركز الكفيل الأسري.. أختي العزيزة فيما يخص مشكلة الشرود في الصلاة وعدم حضور القلب فيها والتدبر في مضامينها ومفرداتها.. هي مشكلة شائعة بي عموم المصلين ولا يفلت منها أحد إلا من رحم ربي.. وذلك لشدة انغماس الانسان بشهواته وملذاته وشدة تعلقه بعالم الدنيا الفاني واندكاكه به وغفلته عن عالم الآخرة الباقي وانشغاله عنه، والحال هذه إن بقيت فإنه يخشى على الإنسان سوء العاقبة لذا لابد من التفكير بجدية للخلاص من هذه الآفة، وإليك بعض النصائح:

١-تفريغ العقل والقلب اي (الذاكرة) قدر الإمكان من الشواغل اليومية والصوارف الحياتية، وما يسمى بعلم التنمية الصور الذهنية او الذاكرة السمعية والبصرية، وهناك عدة تمارين يمكنك مراجعتها لتفريغ الذهن من الصور الزائدة، فقبيل الصلاة بنصف ساعة مثلا اجلسي مع نفسك قليلاً في مكان هادئ واسترخي وحاولي تفريغ ذهنك من كل الخيالات والأوهام والأفكار الزائدة والتي تؤثر على حالة التوجه في الصلاة، لذا ورد استحباب انتظار الصلاة قبل حلولها لأن المصلي في هذه الفترة ينهي مشاغله ويتفرغ للتدبر في الصلاة.

٢-حاولي قدر الإمكان إنجاز أعمالك الضرورية قبل الصلاة كي لا يبقى فكرك منشغلاً بذلك العمل كأن يكون فكرك عند الطباخ أو عند الطفل أو إذا رن الموبايل أو جرس الباب، انهِ كل ذلك أو أوقفيه مؤقتاً ريثما تنهين صلاتك.

٣-حاولي أن تصلي في مكان لا يوجد فيه أمامك شيء يشغل نظرك، كأن تكون غرفة كثيراً ما يتردد إليها الأشخاص، أو أمامك صور ومناظر تلفت انتباهك او أمامك مرآة أو غيرها من الصوارف وقد ورد في مكروهات الصلاة انها تكره وامام المصلي انسان مواجه له أو نار أو سراج أو تمثال ذي روح أو كتاب مفتوح الى غير ذلك من الشواغل..

٤-اسعي جاهدة الى تدبر مضامين كل جزء على حدة، (فإنما يتقبل من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك) يعني اذا كان الاقبال في مجموع الصلاة على البسملة مثلاً فإنها تقبل بمقدار البسملة، فكلما فكرت في جزء أو ركن أو فقرة كلما ضمنت قبولها، ولو بأن تتدرجي شيئا فشيئا، مثلا قرري مع نفسك واعزمي قبل البدء بالصلاة انني سوف اركز على التدبر في سورة الفاتحة.. وفي الفريضة الثانية سأركز على الفاتحة والسورة وفي الثالثة على الفاتحة والسورة والركوع، واستمري بإضافة جزء الى ان تنهي كل فصول الصلاة تدريجيا، وهناك كتب اخلاقية  تعنى بكيفية التفكر وبمادة التفكر في الصلاة يمكنك الاستعانة بها،،
٥-حاولي ان تغيري وتنوعي في انتخاب السور فلا تقتصري على سورة واحدة في كل صلاة، فانك اذا اعتدت على سورة معينة لا تضطرين للتفكير بها، اما اذا نوعت فيها ستركزين على المفاهيم الجديدة التي تتضمنها كذلك لما في ذلك من الثواب عند قراءتها في الفريضة، فلا بأس بقراءتها في القران اذا كنت لا تحفظيها، فمثلاً اختاري سورة الشمس في الظهر وسورة القارعة في العصر وسورة الزلزلة في المغرب وسورة البلد في العشاء.. وهكذا..
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين والمتدبرين وممن ينطبق عليهم قوله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون والحمد لله رب العالمين.

 





الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا