ابني يتهاون في صلاته بسبب جهاز النقال
2020/12/18
350

السلام عليكم..أنا امرأة متزوجة ولديّ طفلان الكبير عمره ست سنوات والصغير ثلاث سنوات، الحمد لله ابني الكبير ذكي جدآ ويحب الصلاة وأعمال الخير وبدأت أحفظه السور القصار من القران الكريم حتى حفظ ما يقارب 13 سورة، أمنيتي أن يكبر بهذه الاخلاق وبتربية أهل البيت (عليهم السلام) ويصبح  من أعلام الدين وطلبة العلم، ولكن دائماً يشاهد أقرانه من أبناء الأعمام والأقارب يحملون الجوال ويدخلون على مواقع الانترنت فيستاء ويتألم ويتضجر ويطلب مني أن أعطيه النقال، وفي الفترة الأخيرة أصبح يتحجج وترك الصلاة وترك القرآن، وأصبح يؤذي أخاه الاصغر منه فآذاني ذلك جداً لدرجة أنني بدأت أضربه، فليس هذا ما كنت أحلم به أرشدوني ماذا أفعل وجزاكم الله خيراً.

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الأسري.. أختي العزيزة.. حفظ الله لك ولديك وأقر بهما عينيك وأراكِ فيهما ما تحبين وترجين.. أما بخصوص ما ذكرتهِ من تمرد وعناد ابنك بشأن الموبايل ورغبته في استعماله.. فهنا أود أن أعرض بخدمتك جملة من الإلتفاتات:
١-أختي الكريمة أولادنا وإن كنّا قيّمين على تربيتهم ومقوّمين لسلوكياتهم إلا أنهم ليسوا كالدمى أو الآلات بين أيدينا نتحكم فيهم كيفما نشاء وأنّى نشاء!! فلهم طباعهم الخاصة وأمزجتهم ورغباتهم ومشتهياتهم إلا أن دور الأبوين يكمن في تقنين تلك الرغبات والمشتهيات وتقويم تلك الأمزجة والطباع.. لذا لابد من العناية باختيار الأساليب المناسبة في التعامل معهم واستحصال قناعتهم.

٢-كل أب وأم يحلمان أن يكون لأولادهم شأناً عظيماً في المستقبل.. ويسعون جاهدين لفعل ذلك، إلا أن هذا المدرك لا يتأتى بسهولة خصوصاً في هذا الزمن الذي نعيشه.. زمن الانفتاح والتطور التكنلوجي وانتشار الأجهزة الالكترونية بين الزملاء والأقران لذا لابد من التفنن بأساليب الطرح مع الأبناء لئلا يشعرون بالدونية أو النقص مقارنة بأقرانهم، فأحياناً اسلوب التربية يتطلب من المربين تقديم بعض التنازلات التي لا تتعارض مع الخطوط العريضة للتربية الدينية الصحيحة.. وهذه التنازلات تتبع شروط المربين وضوابطهم.. فمثلا لابأس أن تسمحي لابنك باستعمال نقالكِ ولو لنصف ساعة في اليوم..وتتفقين معه على ذلك بشرط أن لا يخل بذلك الاتفاق.. وأن حصل الإخلال فحينها يعاقب بالمنع ليوم أو يومين حسب ما ترينه مناسباً.

٣-كذلك لابأس أن تتخذي من فرصة استعمال النقال اسلوباً للمكافأة، فمثلاً تقولين له إن أتممت حفظ الجزء الثلاثين فستحصل على فرصة لاستعماله، أو إذا واظبت على صلاتك لأسبوع كامل ستحصل على وقت إضافي.

٤-الأجهزة النقالة وإن غلب عليها الطابع السلبي إلا أن فيها الكثير من الإيجابيات، فهي بالوقت نفسه أداة لتحفيظ القران ولتعليم الصلاة ولتعلم الحروف الهجائية والمسائل الرياضية اضافة للتسلية، فلا تتصوري الأمر بهذا السوء أخيتي، بشرط أن تتابعي الوقت المحدد له بدقة وتنبهيه على انتهاء الوقت قبل انتهائه كي يستعد ذهنياً لتركه، فمثلاً إن اتفقت معه على نصف الساعة انتبهي جيداً لعداد الساعة وقبل انتهاء الوقت ب٥ دقائق نبهيه أنه بقي لك من الوقت ٥ دقائق وهكذا باشري بالعد التنازلي الى نهاية الوقت كي لا يجد صعوبة في تركه.

٥-اقنعيه بأن الإكثار من متابعة النقال ستؤدي الى أمراض جسدية وعقلية وبالتالي فأنت تحرصين على سلامته وتخشين عليه، كي يفهم أن منعك بدافع الحب لا بدافع الكراهية.

٦-علميه عدم المقارنة بالآخرين والرغبة في حصول كل شيء بالمثل فهناك تفاوت بالعمر وبالمستوى المعيشي وبأسلوب التربية وبنمط التفكير فلا تصح المقارنة.. كل ذلك بأسلوب مبسط يستطيع فهمه واستيعابه.

٧-أنا معك إننا نريد لأبنائنا أن يتربوا تربية دينية ويواظبوا على الواجبات والمستحبات في سن مبكرة، إلا أن ذلك في أحيان كثيرة يدعوهم الى النفرة من الدين والعزوف عن جملة من الواجبات حينما يكبرون بسبب تشديد الاهل والتضييق عليهم قبيل سن التكليف، فحذار أخيتي من ذلك فأمامه الكثير ليبلغ سن التكليف فلا تشقّي عليه وتدرجي له في العبادات شيئاً فشيئاً ولا تؤاخذيه مؤاخذة شديدة إن أهمل أو قصّر ما دام قلم التكليف مرفوع عنه، إلا أننا نحبب لهم العبادة ونرغّبهم في الثواب كي يقبلوا عليها بكل حب وقناعة.. ولا تنسي عنصر المكافأة اذا ما التزم بها فهو مهم جداً خصوصا في هذه المرحلة العمرية.
وفقك الله تعالى وسددك لاتباع أفضل الطرق وأصوبها للتربية الدينية القويمة والسليمة. والسلام

 

 



الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا