السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..أود استشارتكم حول أصغر أولادي الذي يبلغ من العمر20 سنة وبعد أن اكتشفت أنه يدخن السجائر تعاهد معي أن يتركها والآن أشك أنه ما زال يدخن، علماً أن علاقتي به جيدة جداً وهو مطيع وأنا استمع له وأشاركه في كل شيء كأصدقائه..  ارشدوني ماذا افعل؟  جزاكم الله خيراً.

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري .. أختي العزيزة فيما يخص مشكلة التدخين ذكرتِ انك تشكّين (بأنه مدخن) فلا بأس أن تصارحيه بكل شفافية وهدوء، وتذكري له ولو من باب الاستغراب أو التساؤل مثلاً تقولين له:(اليوم شممت من ملابسك رائحة كأنها رائحة السيجارة) أو تقولين له (أرى شحوباً واضحاً على وجهك يشبه شحوب المدخنين) وانظري ما جوابه، فإن أنكر ذلك فصارحيه بالحقيقة بكل هدوء ولو على سبيل الطرفة قولي له مثلاً: (رأيت آثار رماد السيجارة) أو غيرها من الشواهد.. وإن اعترف بالحقيقة فحينها اجلسي وتحدثي معه بكل هدوء، لكن قبل الحديث من الضروري جداً ان لا يكون القدوة كالأب والأم من المدخنين؛ لأنه سرعان ما سيضرب مثالاً بهما ويبرر لنفسه هذا السلوك على أنه تقليد لهما أو لأحدهما، لذا من الضروري جداً أن لا يكون القدوة مدخناً وان لم نتمكن من منعه فأقل ما يمكن فعله أن نطلب من هذا (القدوة) أن لا يدخن أمام الشاب أو المراهق.. لأن ذلك يترك أثر سلبي عنده ويجعله لا شعورياً يرغب في تقليده، وإن لم تتمكني من ذلك فمن الضروري إقناعه بأن هذا التصرف (التدخين) وإن كان من القدوة(الأب) مثلاً تصرفاً خاطئاً وإن صدر من القدوة بنظره، وليس من الصائب أن نقلد الآخرين في الخطأ.

أما كيف تتعاملين معه؟ 

١- اسأليه أولاً عن الأسباب التي دفعته للتدخين، هل هو متوتر من أمر معين؟ هل يحاول تقليد شخصية معينة؟ هل يحاول إثبات وجوده للآخرين؟ هل هو تنفيس عن حالة الفشل والانهزامية؟ وناقشي الأسباب واحد تلو الآخر.

٢- شجعيه على ترك عادة التدخين من خلال ذكر مثالبها وأضرارها، كرائحة الفم والملابس الكريهة، وكاصفرار الأسنان وشحوب الوجه والتأثير الصحي على الرئتين وغيرها من سلبيات التدخين.

٣- من الناحية الاقتصادية فإن التدخين يعد استنزافاً وهدراً للأموال التي بدل أن يحرقها ويحولها الى رماد بإمكانه الاستفادة منها لاقتناء جهاز حاسوب مثلاً أو التسجيل في نادي رياضي أو أي من الأمور التي تستهويه.

٤-اذكري له أمثلة واقعية من أشخاص من واقعه كيف أن التدخين أودى بحياتهم أو سبب لهم الكثير من العلل والأمراض، وكذلك اذكري له أمثلة من الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين كيف يتمتعون بصحة جيدة ونشاط دائم.

٥- ساعديه في تحديد وقت للإقلاع عن التدخين وكوني معه وادعميه بالكلمة والاهتمام وتوفير الغذاء الصحي كتعويض له.

٦- دعيه يقرر ويعزم على تركه بعد أن يذكر لنفسه الأسباب التي تدعوه لترك التدخين كي يستجيب بعقله اللاواعي ويُبرمج مع هذه الاهداف.

٧- شجعيه على عدم الاختلاط مع المدخنين ومجالستهم لئلا يتأثر بهم وتعاوده الرغبة من جديد.

٨- كافئيه وهنئيه اذا ما أحرز تقدما وامتنع عنه ليوم ومن ثم ليومين وهكذا.. وإذا ما عاود له لا تحبطي بل استمري بالدعم وذكريه بالكلام الذي قاله وبالوعود التي قطعها على نفسه الى أن يستجيب شيئاً فشيئاً والله الموفق وهو الهادي إلى الصواب.

الباحثة فاطمة الأسدي