أمي منعتني من استخدام جهاز النقال لأنني أسأت استخدامه
2020/11/24
272

السلام عليكم..لدي مشكلة وهي أن أمي منعتني من استخدام جهاز النقال كوني أخطأت وكلمت شاباً وأنا الآن اعترف بأني أخطأت وأشعر ان لدي فراغ كبير وبحاجة للنقال فصديقاتي وقريباتي ممن هنّ في سني كلهن يمتلكن هواتف نقالة، كيف أقنع أمي بأن تعيده لي؟

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياك الله في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري ابنتي العزيزة أشكرك لمشاركتنا مشكلتك.. نسأل الله تعالى أن نوفق لحلها وأن تختاري الحلول المثلى للتعامل معها.

ابنتي العزيزة ابتداء أريد أن تصلي الى قناعة مطلقة أن لا أحد في الدنيا يحبك ويحرص عليك ويهتم لأمرك قدر أبويك وخصوصا أمكِ، وما هذا القرار الذي لجأت إليه إلا لأنها ترى أن فيه عين المصلحة والمنفعة لك وأنا أشاطرها الرأي، ولعلكِ لا تدركين في هذا العمر الحكمة من تصرفها ومنعها إلا أنه سيأتي يوم من الأيام وتشكرينها على هذا المنع، لأنها كما قلت أحرص عليك من نفسك.

ابنتي الحبيبة .. أحياناً كثيرة يقع الانسان في الخطأ ولا يعلم أن ذلك خطأ أو يعلم به ولكنه يتغافل ويتهاون في ذلك فيحتاج والحال هذه الى قوة خارجية تردعه وتمنعه من الخطأ وأن كان بالقوة والإكراه لأنه لا يملك تلك القوة من داخله فيحتاج إليها من الخارج، وما فعلته والدتك هي تلك القوة الرادعة التي انتشلتكِ من ضياع محقق ومن بلاء لا تحمد عواقبه، فأنتِ تعلمين بُنيتي أن علاقتك بذلك الشاب كانت خطأ بل خطأ كبيراً، وليس من صفات الام الحانية الرؤوف أن ترى ابنتها تشرف على الخطر وتقف مكتوفة اليدين، فلو كانت الأم على سبيل المثال ترى أن طفلها الصغير يضع يديه في مقبس الكهرباء وتقف تتفرج عليه أو تشجعه على ذلك، ألا يلومها العقلاء على موقفها!! أليس من العقل أن تسعى الى منعه ولو بالقوة والشدة!! فكذلك فعل والدتك معك فهو عين المحبة والانصاف والمودة، وتقولين انك تشعرين بالملل لأنك لا تجدين ما تفعلين؟، واقول لك حبيبتي إن الحياة لا تنحصر في جهاز الموبايل وحسب، بل هناك الكثير الكثير من البدائل التي تستطيعين أن تشغلي وقتك بها وتملئي فراغك، وبالوقت هي مسلية ونافعة لك ولمستقبلك، فمثلاً أن تدخلي عالم الطبخ وتبدعي في طبخ الاصناف المتنوعة من الاطعمة والحلويات والمقبلات وغيرها، أو تدخلي عالم الكتب وتطلعي على الثقافات الدينية والعلمية والاخلاقية وغيرها، أو تدخلي عالم الفن وتتعلمي بعض الحرف والصناعات اليدوية التي تعود عليك بالمردود المالي والدعم المعنوي، كالخياطة والتطريز وفن الحياكة والكروشيه والأتمين وغيرها الكثير، فالخيارات عديدة والأبواب مفتحة أمامك فلا تغلقيها على نفسك ولا تحصري المرح والبهجة والسعادة في جهاز ضره أكثر من نفعه، بل تحيّني فرص النجاح واستثمري الوقت والجهد والطاقة، فالحياة فرصة لن تتكرر ثانية.

ابنتي العزيزة.. فكري بمستقبلك، واحرصي على تثقيف نفسك، فالكتب لا عد لها والعلم لانهاية له، إن كنت تتمكنين من الالتحاق بمعاهد الدراسة الأكاديمية أو الحوزوية فافعلي، وإن لم تتمكني يمكنك شراء الكتب المنهجية ومدارستها في البيت، لا تحصري البدائل بطريق ضيق فالطرق شتى والبدائل متعددة، ولا تهتمي لما يقولون، كوني واثقة من نفسك واصنعي نجاحك بنفسك واثبتي للجميع انك انسانة قادرة على بناء نفسها بنفسها بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، واظبي على قراءة القرآن الكريم والادعية المباركة الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام).. ففيها المنجاة من هموم الدنيا وغمومها.. ابدأي من الآن واتركي الماضي وراء ظهرك.. أنا أثق بكِ..وفقك الله لما يحبه ويرضاه والسلام.

 

 


الباحثة فاطمة الأسدي

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا