اكتشفت أن ابنتي تتواصل مع شاب عن طريق جهاز النقال
2020/11/21
383

السلام عليكم.. أود أن استشيركم في مشكلة وهي أنني اكتشفت أن ابنتي تتواصل مع شاب عن طريق جهاز النقال وقمت بمنعها من استخدامه وحرمانها منه.. ولكن ماذا بعد ذلك؟ كيف أتصرف معها كي أشعرها بحجم الخطأ الذي وقعت فيه؟

الإجابة:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله في مركز الكفيل التخصصي الألكتروني للإرشاد الاسري، أختي العزيزة فيما يخص مشكلة ابنتك المراهقة.. مع الأسف نجد اليوم الكثير من هذه الحالات المشابهة لحالة ابنتك لاسيما بين صفوف المراهقات، وذلك لعدة أسباب ومن أهمها الانفتاح اللاواعي على الثقافة الغربية البعيدة عن معايير مجتمعنا الاسلامي وأهدافه، لذا لابد للآباء والمربين من التصدي لهذه الظاهرة الخطرة والتعامل معها بحكمة وروية دون التسرع والانفعال في اتخاذ القرار لأن ذلك ربما يؤدي إلى نتائج عكسية غير محمودة، فعليك أختي الكريمة من تتبع أصل المشكلة عند ابنتك وتتعرفي الى الأسباب والدوافع التي دفعت بابنتك لمثل ذلك، ربما تكون تفتقر الى العاطفة والى الكلمة الطيبة والحنان من قبلكم وبالتالي لجأت لذلك، أو لأنها تشعر بالتهميش والإقصاء وبالتالي تريد أن تثبت ولو لنفسها أنها شخصية محبوبة ومرغوبة وأن هناك من يفضلها، أو لأنها تشعر بالكبت وعدم حرية الرأي والتسلط بحيث أنها وجدت في الكلام مع الاخر متنفسا لها، او لعلها تشعر بالإحباط والكآبة نتيجة فشلها في الدراسة أو لأسباب اخرى أو لأنها تشعر بالفراغ فأرادت أن تشغل وقتها وتملأ فراغها بالتحدث الى الغير، أو هناك بعض من صديقاتها أو المقربات اليها أغرتها بذلك وشجعتها عليه، أو لإدمانها متابعة المسلسلات اللاأخلاقية ومقاطع الفيديو اللامراقب من الأهل وما فيها من مشاهد بين الجنسين تؤجج العاطفة لاسيما في مرحلة ثورانها في سن المراهقة فأرادت أن تقلد تلك المشاهد، لذا عليك عزيزتي الأم أن تعرفي أي من هذه الأسباب دعت ابنتك لفعل ذلك، وبعد أن تعرفي عليك أن تجالسيها وتغمريها بعاطفتك وحنانك وتتحدثي اليها بهدوء ومودة بانها قطعة منك وانك لا تريدين الا صلاحها ونفعها، وأنك تحاولين مساعدتها لتخطي تلك المشكلة، امنحيها الأمان لتبُح إليك ما في ضميرها، صادقيها واملئي فراغها بأنشطة ثقافية وعلمية ودينية، املئي الثغرات داخل نفسها، علميها أن نجاحها وإثبات شخصيتها لا يتم من هذا الباب بل يتم من ابواب اخرى، علميها أن هناك ذئاب بشرية غايتها افتراس الضحايا ومن ثم تركها بلا رحمة.. كل ذلك لا يتم بالصراخ والانفعال وإنما لابد من أن تتحكمي بمشاعرك وتحكمي سيطرتك، وتحميها من نفسها ومن كل سوء ممكن ان يلحق بها.

أختي الكريمة إذا تأكدتِ أن هناك صديقة معينة هي التي تؤثر على ابنتك سلباً أو مجموعة من الصديقات، حاولي بطريقة لطيفة أن تستدرجي ابنتك لمعرفة ذلك واصرفي نظرها عن العلاقة بها او بهن، وذلك بأن تشرحي لها بصورة عامة محاسن الصديق ومساوئه، وأن الصديق لابد أن يكون ناصحاً مخلصاً لصديقه محباً للخير له، فمتى ما آمنت أن أولئك الصديقات لسن أهل للصداقة ستنصرف عنهن تدريجياً، كذلك شجعيها لمرافقة الفتيات الصالحات التي ترين أنت فيهن الأهلية المناسبة لها وادعميها على ذلك، أؤكد كثيراً على مسألة التعامل الواعي الحكيم معها في هذه المرحلة الحساسة، إياك والانفعال والتشنج فإن له مردودات سلبية، باللطف والمودة ستصلين الى غايتك إن شاء الله وتجتازين بها هذه المرحلة بسلام.

 

 

 

الباحثة فاطمة الأسدي

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا