الامام علي(عليه السلام) والحقوق المعنوية للمراة
2020/11/19
672

اهلا بكم اخواتي المستمعات من جديد اخواتي الى جانب حرص الامام (ع) على حياة المرأة، فانه يؤكد الجانب المعنوي مؤسسا بذلك هيكلاً تام البناء يحفظ من خلاله المرأة ومشاعرها المرهفة، وصيانة حقوقها المعنوية منذ لحظة ولادتها حيث يقول (ع):"انه سبحانه يختبرهم [أي عباده] بالاموال والاولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه وان كان سبحانه اعلم بهم من انفسهم ولكن لتظهر الافعال التي بها يستحق الثواب والعقاب لان بعضهم يحب الذكور ويكره الاناث " إذ يحارب (ع) واحدة من اسوأ العادات التي انتشرت في البيئة الاجتماعية وانغرست في الجوانب النفسية للمجتمع، ألا وهي تلك النظرة الدونية للمراة في مسيرة حياتها منذ ولادتها لغاية وفاتها، بل أن الإمام(عليه السلام) يرفع من شأن المولودة إذ يقول: " البنات حسنات والبنون نعم، الحسنات يثاب عليها والنعم مسؤول عنها ". 
ويقر الإمام(ع) بحالة من الضعف تظهر غالباً عند المرأة في ذهنية عموم المجتمع، سواء ما تتصف به من رقة وعاطفة جياشة من جهة او بلحاظ الوضع الاجتماعي والقانوني في المجتمعات الانسانية - والذي استمر الى وقتنا الحالي - من جهة اخرى وان حالة الضعف هذه قد يستغلها بعضهم للحط من مكانة وشأن المرأة لذا يقرر (ع) تجاوز هذه الحالة قائلاً: " اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والنساء.

ويفعّل الإمام(ع) نظاماً قانونياً انسانياً يتقرر بموجبه حق احترام المرأة بشكل مميز كونها انساناً اولاً وكونها امرأة ثانيا، فنجده يقول: " لا تهيجن امراة باذى وان شتمن اعراضكم وسفهن امراءكم وصلحائكم ..، ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات وان الرجل ليكافئ المرأة يتناولها بالضرب فيعير بها عقبه من بعده فلا يبلغني من احد عرض لامراة فأنكل به كشرار الناس".

ويؤكد الامام الجانب المعنوي غاية في الاهمية الا وهو تحقيق الشعور بالطمأنينة والأمن للمرأة، بل أن الامام فرض التعويضات على كل من يروع المرأة حيث نلاحظ أيتها الاخوات أنه (ع) في قضية التعويضات، أعطى الامام جزءاً من التعويض ثمناً "لروعة نسائهم وفزع صبيانهم "بل يقع تحت طائلة هذا النوع من دفع التعويضات حتى الحاكم الاسلامي مما يعكس احترام الامام لكرامة المرأة وأمنها، وكان (ع) يعد الحفاظ على حق الامن للمرأة واحداً من واجبات الحكومة والامة بأسرها اذ يقول: “وقد بلغني أن الرجل منهم (أي من جيش معاوية) كان يدخل على المرأة المسلمة، والاخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلائدها... ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلاً منهم كلم ولا اريق لهم دم فلو أن امرأً مسلما مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان عندي جديراً".

ولعل من أهم أبعاد الحقوق المعنوية للمرأة تأتي مسألة الحفاظ على شرف المرأة وسمعتها من أي تعد، وينقل الامام عن الرسول (‏صلى الله عليه وآله) قوله: " إن الله يحب من عباده الغيور"، بل أن الإمام (ع) مارس دور الحفاظ على نساء المسلمين محتسباً ان عملية الحفاظ عليهن انما هو حق لهن على الامة بحكومتها وافرادها، فلقد وردت حادثة لها دلالاتها المهمة حين: " كان عمر يطوف بالبيت وعليّ يطوف أمامه، إذ عرض رجل لعمر فقال: يا أمير المؤمنين، خذ حقي من علي بن أبي طالب، قال: وما باله؟ قال: لطم عيني، فتوقف عمر حتى لحق به الامام علي(ع) فقال: ألطمت عين هذا يا ابا الحسن؟ قال (ع): نعم، قال عمر: ولم؟ قال (ع) لأني رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف فقال عمر: أحسنت يا أبا الحسن"، ويصف الإمام شر الأزمنة ذلك الذي تكون فيه النساء" كاشفات عاريات متبرجات خارجات من الدين".

 ونعتقد أن الامام عدّ هذا الوصف هو من سمات الازمان السيئة ليس باختفاء المعايير الاسلامية من ناحية مظهر المرأة وسلوكها الخارجي فحسب ولكن لإخفاق المجتمع بكل قواه الدينية والسياسية في تقديم النموذج الأمثل الذي تقتدي به المرأة وتجسده من ثم في المجتمع ومن ناحية اخرى ان عملية قياس المجتمع جزئيا من خلال المرأة يدل على استشعار الامام أهمية دور المرأة في الحياة والمسيرة الانسانية. 

ويحمل الامام(ع) الرجل مسؤولية تحقيق الكفاية الاقتصادية لعائلته ولاسيما من النساء، وكذلك فان الحكومة تتحمل مسؤوليتها بالحفاظ على النظام الاخلاقي والوفرة الاقتصادية  حيث ان جزءاً من عزة المرأة تكمن بإزالة حاجتها الاقتصادية كي ينقطع احد سبل الانحراف والفساد الاخلاقي، إذ يقول الامام (ع) ناقداً الوضع الذي كان قائماً في بعض المجتمعات: " بلغني إن نساءكم يزاحمن العلوج في الاسواق أما تغارون أنه لا خير فيمن لا يغار).

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج تحت ظلال الأمير-الحلقة السادسة- الدورة البرامجية57.


 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا