تعاني من تسلط والدتها وغياب دور الأب في الأسرة
2020/10/28
328

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أود أن أطرح بين أيديكم هذه المشكلة:

إحدى الفتيات تعاني من تسلط أمها وعدم وجود دور للأب في الأسرة فهي تعاني من الحرمان العاطفي وقصور في التربية الدينية والرعاية النفسية منذ الصغر، فنمت ضعيفة الشخصية تخشى أن تطلب شيئاً من أمها كونها تعلم أنها سترفض، فعزفت حتى عن أخذ رأيها في أي موضوع واعتمدت في تقويم نفسها على صديقاتها المؤمنات ولكن حين تطلب أن تحضر ندوة او مسابقة أو رحلات تقيمها العتبات المقدسة لغرض الترويح عن النفس والنفع الثقافي ترفض الأم ذلك وتزجرها بشدة حتى نظرتها تجاه استخدام الجهاز النقال غير جيدة وسلبية فكيف تتعامل معها؟


الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الاسري ابنتي العزيزة أعانك الله تعالى على ما تعانينه من ضغوطات، وكبت وجفاف بالمشاعر من قبل العائلة والحمد لله أن منّ عليك بصديقات مؤمنات واعيات يأخذن بيدك للخير والصلاح ويعوضنك عن بعض الحرمان الذي تعانيه.

ابنتي الحبيبة: لا تتصوري أنك الوحيدة في هذا العالم التي تعاني من مشاكل بل لا يكاد يخلو بيت ولا إنسان في العالم من مشكلة تواجهه اذا ما استقرأتِ ذلك، وهذه هي سنة الابتلاء التي أعدت للحياة (ليبلوكم أيكم احسن عملا)، (إنما الدنيا أعدت لبلاء النبلاء)، واذا تتبعتِ سيرة الانبياء والاولياء والصالحين لوجدتِ كيف أنهم حققوا انجازاتهم ووصلوا الى مآ بهم من رحم المعاناة ومن صلب المآسي ولم يصلوا الى ما وصلوا إليه بيسر وسهولة بل بمكابدة ومشقة وعناء، وكما يقال أن الزيتون كمثال كلما زيد في عصره فانه يخرج افضل ما فيه، كذلك الابتلاءات فإنه تضغط على الانسان لتخرج زبدة إيمانه ويقينه بالله وتقويه في مواجهة الصعاب والتغلب عليها، والحال معك كذلك إلا انك بفضل الله تعالى حققتِ انجازات لابأس بها وستحققين الاكثر إن شاء الله اذا ما قويت إرادتك وخرجت من حالة السلبية والاحباط، وكما قال تعالى {سيجعل الله بعد عسر يسرا} وستدركين عاجلا واجلا لذة الفرج ونشوة الانتصار والتغلب على كل الصعوبات بفضل إيمانك بالله وبفضل ارادتك المستمدة من توكلك عليه جل شأنه، وإليك بعض النصائح لتقوية الإرادة:

١-الثقة المطلقة بالله تعالى والتوكل عليه وحسن الظن به كما قال تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} اي هو يكفيك ما تخافين ويتكفل امورك كلها، وكلما مررتِ بصعوبة معينة تذكري قول الامام الحسين عليه السلام (هوّن علي ما نزل بي أنه بعين الله) فكل شيء هيّن مادام بعين الله. 
٢-تقوية ارادتك بالتلقين الايجابي، دائما كرري على مسامعك العبارات الايجابية: (انا قادرة)، (استطيع فعل ذلك)، (انا قوية بالله تعالى).. (سأحقق انجازاتي)، (سأصل الى مبتغاي).. كل ذلك وغيره مع التكرار سيتحول الى عقيدة بداخلك ويقوي من عزيمتك.

٣- معاشرة الاشخاص الايجابيين كالصديقات الناجحات، أو مطالعة قصص الأشخاص الناجحين والتعلم من تجاربهم.

٤- ترك حالة التذمر والتشكي والخروج من حالة التلبس بصفة (المظلومة الضحية) التي تعانين منها، وابدئي حياة جديدة ملؤها التفاؤل والتفكير بغد أفضل تصنعيه بنفسك وتقودين زمامه، انتشلي نفسك من تبعات الماضي وعلميها أن كل ما حصل لها ويحصل هو لمصلحتها {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم} فلعل شدة والدتك فيه صلاح لك، ولعل حرمانها لك من بعض الأمور فيه خير لك، اطمئني دائماً أن (الخير فيما وقع) وكما في الحديث:(من‌ اتكل‌ على‌ حسن‌ الاختيار من‌ الله‌ لم‌ يتمن‌ أنه‌ في‌ غير الحال‌ التي‌ اختارها الله‌ له‌))، وأن فيه عين المصلحة وما منع والدتك إلا لأنها ترى أن في ذلك مصلحتك بغض النظر مصيبة كانت أم خاطئة، فهي بلا شك تحبك وتحرص عليك إلا أنها ترى المصلحة من زاويتها، فلابد أن أقدر ذلك فيها.
جعل الله لك من كل هم فرجاً ويسراً بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.. والسلام

 

الباحثة التربوية فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا