ابنتي عمرها ١٥سنة وتعاني من الوسواس الكثير في التطهير
2020/08/28
396

السلام عليكم.. ابنتي عمرها ١٥سنة وتعاني من الوسواس الكثير في التطهير، وهذا الأمر صار مصدر تعب نفسي لها ولي، تعاملت معها بعدة طرق ولم ينفع، بماذا تنصحوني؟ مع الشكر.

الإجابة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في مركز الكفيل للإرشاد الاسري، أختي العزيزة إن مشكلة ابنتك مشكلة متفشية في الكثير من الأوساط لاسيما المتدينة.. وحل هذه المشكلة يتطلب منك ومن ابنتك المزيد من سعة الصدر والتمرين كي تتعود أن لا تشك في أمور الطهارة وتبني على أصل طهارة الأشياء.
يطلق علماء النفس على هذه الحالة مصطلح (الوسواس القهري) والنصوص الدينية تحذر كثيرا من الإصابة به وتضع جملة من الاساليب الوقائية للتجنب منه.
وسبل العلاج منه:

١- عن طريق منع الاستجابة:

وهو من أهم الطرق التي يجب أن تتبع مع المبتلين بالوسواس القهري ومعناه أن يمنع المريض من ممارسة تصرفاته الوسواسية لفترة معينة تحت رقابة وإشراف سواء منك أو من غيرك.. وهذا ما أكدته الأحاديث الشريفة وحث الإمام المعصوم على عدم الاعتناء بالشك وعدم الاستجابة له هو تكليف شرعي ويعتبر من أفضل الحلول للتخلص منه، فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله: (لا تعودوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة فتطمعوه فإن الشيطان خبيث يعتاد لما عوّد، فليمض ِأحدكم في الوهم ولا يكثرن نقض الصلاة فإنه اذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك)، وقوله (عليه السلام): (إنما يريد الخبيث أن يطاع، فإذا عصي لم يعد إلى أحدكم).

٢- عن طريق المعرفة:

إنّ أهل البيت (عليهم السلام) وهم أكمل الخلق كانوا يؤدون الأعمال بسهولة ويسر ومن دون أي تعقيد أو تهويل.

والعلاج المعرفي يعني إعادة بناء تفكير المريض وتصحيحه، لتبديل أفكاره الوسواسية، التي أخذت صفة الاستمرارية بعيدة عن التحكم بزمامها، ورغم أنّ أكثر الوسواسيين يعترفون بلا منطقية أعمالهم وممارساتهم، لكن تضخم بعض التصورات في نفوسهم، والمبالغة والتطرف في بعض الأفكار، هو ما يشكل أرضية مناسبة لحالتهم المرضية.

فعلى المبتلى أن يعرف الدين ويسره، حيث قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ﴾، وقال تعالى أيضاً :﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.
وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): " إنّ هذا الدّين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرّهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبّت الذي لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى".

وليعلم من الناحية الفقهية أنّ الأصل هي الطهارة، والإباحة، ورفع المسؤولية عن الجاهل والناسي، وأنّ كل عمل فرغ منه أو تجاوزه ثم شك فيه فلا قيمة ولا أثر لذلك الشك.

٣-  العلاج عن طريق الذكر:

ويعني به ترديد أذكار معينة نص عليها أهل البيت (عليهم السلام)، ومنها ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام ووسواس الريب وحبُّنا رضا الرب تبارك وتعالى".

وعليه أختي العزيزة كلما خطر ببال ابنتك أن وضوءها خطأ أو هذا الشيء نجس .. تجيب نفسها أو بالأحرى تجيب الشيطان تقول( لا إن شاء الله صحيح) و(إن شاء الله طاهر) لابد أن تضغط على نفسها ولا تطيع الوسواس الداخلي الذي يوهمها بالخلل.

 ساعديها بكتابة ورقة وضعيها أمام عينيها مضمونها (أنا لا أعتني بالشك) وورقة ثانية اكتبي عليها(امضي).. علقيها جنب المغسلة وعلى السجادة وعلى المرآة وفي المواضع التي تتردد عليها ولتكررها دائماً:(امضي.. امضي... امضي.. لا أعتني- لا أعتني- لا أعتني) .. إلى أن يستجيب عقلها مع هذه البرمجة الصحيحة.

أعاذها الله تعالى من وسوسة الشيطان ومن كل سوء ومكروه.

 

 

 

الباحثة فاطمة الأسدي

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا