ابني عصبي منذ إصابته بفيروس كورونا..بم تنصحوني؟
2020/08/23
358

السلام عليكم..
أصبت بفيروس كورونا قبل أيام واولادي كذلك أصيبوا ونحن الآن نتماثل للشفاء الحمدلله ولكن أشعر بالتعب النفسي وابني كذلك أصبح لا يطيق المنزل وعصبي جداً وأحياناً يبكي  لأنني امنعه من الخروج لبيت جده المجاور لنا والمعتاد على الذهاب لهم، علماً أن ابني أعراضه أقوى مني لذا أنا ألان أعاني من التعب النفسي كوني قلقة بشأنه وبشأن وضعي والقيود التي فرضها علينا المرض.. بم تنصحوني؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الأسري..
 أختي الكريمة.. أعانك الله على هذا الابتلاء ومنّ عليك وعلى عائلتك بالصحة والشفاء بحق محمد وآله النجباء..

أخيتي هذه المرحلة الصعبة والأزمة المرضية الخانقة التي يمر بها العالم أجمع سببت الكثير من الضغوط النفسية فضلاً عن الصحية وانعكست آثارها حتى على الجنين في بطن أمه.. فالناس فيها صنفان صنف أصيب بالبلاء يصارع آلامه وصنف يأسى لإصابة عزيز عليه لمكابدته الوجع، اعلمي أخيتي أن كل ذلك هين مادام بعين الله تعالى كما قال الإمام الحسين عليه السلام (هوَّنَ علي ما نزل بي أنه بعين الله تعالى) وأنه عز وجل سيثيبك بجزيل الأجر والثواب على تحملك هذا المرض وتبعاته.

فقد جاء في الحديث: (اِنَّ عظيمُ الاَجر لَمَعَ عظيمُ البلاء) وهذا ما يخفف عليك إن شاء الله.. أما ما يخص ابنك فلابد أن تعذريه وتحتويه بسعة صدر لأنه يمر بوضع جديد غير معتاد عليه.. فأن يحرم الطفل بين عشية وضحاها من جملة من الأمور المسلية التي كان يقوم بها (كالتنزه وزيارة أقاربه واللعب مع أصدقائه وغيرها) ليس بالأمر الهين، حاولي أن تمتصي منه الطاقة السلبية بتهدئته وتأميله بالترفيه ريثما تنتهي مدة الحجر ودعيه يمارس الرسم أو حتى الشخبطة على أوراق بيضاء كي يخرج الشحنات السالبة من جسمه وكذلك وجههيه لممارسة الرياضة فهي كذلك تساعد على تهدئة انفعالاته.. وحاولي توفير بعض الألعاب الفكرية كي يشغل نفسه بها وينصرف عن التفكير بالخروج من المنزل.. دعيه يساعدك في إعداد الطعام.. أو دعيه يقرأ لك قصة وتفاعلي مع قراءته.. كذلك شجعيه على حفظ بعض السور القرآنية القصار وعديه بجائزة إن أتم الحفظ، ولا تنسي العاطفة التي لابد أن يستشعرها دائماً منك كلمسة الحنان والنظرة الحانية والتقبيل وما أشبه، كل ذلك حسب الوسع والطاقة.. ريثما تستعيدون عافيتكم إن شاء الله قريباًعاجلاً وتعودون لحياتكم الطبيعية ولا يبقى من هذه الأيام إلا الذكريات.

دعواتنا القلبية الخالصة لكم بالصحة والعافية والسلامة بحق محمد وآل محمد(عليهم السلام).

 

الباحثة التربوية

فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا