العفاف زينة بنات حواء
2020/08/11
681

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن او بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن) أختي المستمعة الكريمة ... كثير من النساء والبنات يعتقدون أن الالتزام بالحجاب ليس بفرض وهو حرية شخصية كما يحلو لهم أن يسموه رغم أن الآية الشريفة قد حددت الأفراد الذين يسمح للمرأة أن تظهر أمامهم بدون حجاب ولو أردنا أن نتكلم بمنطقهم نود أن نسأل تلك الفتاة أو تلك المرأة التي لا تهتم كثيراً بحجابها ونقول لها: عزيزتي تأملي الكون كله ستجدينه يتحجب! أجل انه يتحجب فالكرة الارضية عليها غلاف، الثمار عليها غلاف، السيف يحفظ داخل غمده، وحتى القلم أن لم يحفظ في غلاف أو غطاء فإن حبره يجف وتنعدم فائدته وكذلك التفاحة والموزة إن أزلنا قشرتهن أصبحت سوداء وفسدت ونرى أن الكثيرات يحرصن على تغليف أجهزة الموبايل أليس لحمايتها ؟ فلتسأل الأخت التي نتمنى لها الهداية من الله أن المرأة أكرم عند الله من كل ما ذُكر لذلك فأنه جل وعلا أمرها بلبس الحجاب والتستر حفاظاً عليها من ذئاب البشر وحفاظاً على كرامتها وطهارتها فالأنثى كالزهرة الجميلة التي يتمنى الكل أن يقطفها لذلك أراد لها ربها أن تكون محفوظة بأجل وغلاف وهو الحجاب وما نعني به هو الحجاب الخالي من الزركشة التي تجلب الانتباه أو الضيق الذي يبرز مفاتن جسمها والذي يجعل الشيطان يصفق لها لأنها أطاعته وعصت أمر الله وتزينت والملائكة تلعنها وتعتقد أنها بلبسها تلك الخرقة قد امتثلت للأوامر الإلهية اذن انتبهي عزيزتي قبل أن يفوت الأوان ولا تنفع الحسرة.

وعلينا نحن الأمهات تقع على عاتقنا المسؤولية الكبرى فيما ستكون عليه شخصية بناتنا وأولادنا غداً فمثلاً حين تُلبس الأم ابنتها الصغيرة التي لا تفهم بعد معنى الحجاب ملابس قصيرة أو مكشوفة بشكل ملفت للنظر ومتعدية للحدود فأنها ستعلم تلك الطفلة البريئة بأن هذا اللبس عادي ولا مشكلة فيه وستنشأ غير مبالية بما تلبس لأن شخصيتها ستكون قد جُبلت على هذا الشيء، أيضاً أن وصول الطفلة الى عمر التكليف وتعريفها بأهمية هذا الشيء العظيم الذي يعتبر من كمال الأخلاق والتربية له أهمية بالغة في حياتها في المستقبل إذ أننا نجد أن بعض العوائل وللأسف تهتم بأعياد الميلاد ولا تعير أهمية الى يوم التكليف الذي هو أهم يوم في حياة البنت وعائلتها لأنها حين تتعلم أن تصون نفسها بالحجاب والستر فإنها ستصون اسرة بل ربما مجتمع بأكمله لان هذه الطفلة اليوم هي غدا تلك الام التي ستؤدي الدور المهم في تربية الأجيال وتعريفهم بأهمية الحجاب والالتزام وتحصين مجتمعها من التيارات الغريبة التي تحاول أن تسلب أهم شيء الذي من أجله ضحت نساء الرسالة في سبيل الحفاظ عليه فجميعنا يعلم أن السيدة الزهراء إنما عانت ما عنت من كسر ضلعها إلا لأنها استترت خلف الباب من الأجنبي وكذلك العقيلة زينب(عليها السلام) مرت بالأم ومصائب عظيمة ومهولة ولم تتنازل عن سترها وحجابها وبقيت حتى وهي في أصعب حالات الأسر والسبي وجميع الفاطميات محافظة على قداسة الالتزام باللباس الشرعي.

اخواتي الفضليات نحن نتكلم عن الحجاب الشرعي وأهميته بالنسبة للأنثى خصوصاً في وقتنا الحاضر حيث نشهد اليوم تيارات عديدة تحاول أن تجرف بناتنا وأخواتنا في سبيل التخلي عنها، وهنالك عدة أمور لها ارتباط بالستر والأخلاق ربما لا يعدها البعض كذلك أو لا ينتبه إليها؛ فالصوت العالي وكثرة مجادلة الأجانب سواء في العمل أو السوق أو غيره يعتبر من منافيات الالتزام الذي نتمنى أن تكون عليه نساء مجتمعنا.

كذلك هنالك مسألة خطيرة وهي وضع صور بنات سافرات في الحسابات الشخصية عبر الانترنت غير مبالية تلك الأخت وغيرها إنها بوضع تلك الصورة فإنها تشيع لهذا الامر ونحن نتمنى أن نذكرهن بأهمية الابتعاد عن ذلك حيث أن الذكرى تنفع المؤمنين كما وصفها الحق المتعال وحتى إن كانت مرسومة وغير حقيقية فلست تعلمين أختي أن من يشاهد هذه الصورة هن من النساء مئة بالمائة فالتفتي عزيزتي ولا تكوني سبباً في دخول غيرك في الغلط، ولا تظن أي أخت إن كلامنا هذا هو حد من الحريات الشخصية بالعكس بل هو صيانة لما أراد لها الله أن تصونه فرب العالمين أراد لنا أن نكون عفيفات ملتزمات في كل شيء في ملابسنا واخلاقنا وكلامنا ونحن نفنى وعملنا يبقى وحتى ما ينشر اليوم من مواضيع بعيدة عن الاخلاق هي إنما سيئات سيكون على ناشرها وزرها ووزر من يقرأها أو يراها وربما سيرسلها لغيره فتزداد الآثام دون أن يعلم من أين جاءته تلك الأوزار وربما سيعلم ذلك بعد فوات الأوان. 

وخطابنا هنا موجه الى الأخوات المستمعات وندعو الى عدم إفساد الانوثة الراقية البريئة بالسلوك الرخيص بحجة الحرية لأن الله وهبنا الحرية كي نرتقي ونسمو على باقي الامم وأن نكون بظاهر جميل تزينه العفة وقلب أجمل يتزين بذكر الله تعالى غير ناسياً ان أعمالنا كل يوم تعرض على إمام زماننا فهل نحن بدرجة راضية لدى سيدنا ومولانا ؟ ولو آن للإنسان أن يرى مكانه في الآخرة  لخاف وارتعد إن كان يفعل المعاصي من هول جهنم  ولفرح وازداد في عمله إن كان من أهل الجنة وندعو الله تعالى إن تكن أخواتنا المستمعات ممن يسمعن القول فيتبعن أحسنه وأن تعلو مراتبهن في الجنان العليا ان شاء الله تعالى. 
مستمعاتي إن حواراتنا معكن هي حوارات أخت لأخواتها وأم لبناتها وصديقة نصوحة وعنوان حلقة اليوم هو العفاف زينة بنات حواء يعني أن كل انثى بفطرتها تميل الى التجمل والتزين سواء كانت بنت او زوجة ولا يمانع الاسلام من ذلك إن كان في داخل البيت بموجب الحدود الشرعية التي حددها الله لها ولكن، إن تواجدت الاخت خارج البيت عليها أن تنتبه الى أن لباسها غير الذي بالبيت لأن من في الخارج ليس أخ أو أب وحلال لها أن تتعامل معهم بما يحلو لها أو أن تلبس ما تريد بل هم أجانب وجب عليها الاستتار عنهم وتجنب الاختلاط بهم لذلك كان الحجاب والعفاف أجمل ما تتزين به المرأة مهما اختلف عنوانها ومهما كان عمرها صغيرة أو كبيرة جميلة أو ذات شكل عادي وأن تجتهد في إبعاد التهمة والغيبة عن نفسها وتنتبه الى كل شيء في حياتها من قريب أو بعيد وتراقب الله في جميع أحوالها. 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج صدى القلوب- الحلقة الثانية-الدورة البرامجية54.

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا