دور الإصغاء في التواصل الأسري
2020/07/03
531

إن الإنسان يتعلم فن الإصغاء والتواصل والحوار بالدرجة الأولى في حياته العائلية وعلى الرغم من التطور الحاصل في التقنيات التربوية الحديثة وفي التفتح على العالم الخارجي من خلال وسائل الاتصال الحديثة، فإننا لا زلنا لم نتخلص بعد من بعض السلوكيات السلبية في علاقاتنا مع أبنائنا والتي كثيرا ما تطبع بمعوقات الإصغاء والاتصال الفعال.

ويلعب الوالدين أخواتي دوراً أساسيا في كيفية تعليم الأبناء فن الإصغاء من خلال الممارسات اليومية والمحاكاة فإن أصغى الوالدان لأبنائهما، أيا كانت المواضيع التي يطرحونها، ساعدوهم ذلك على التواصل بشكل صحيح، أما إذا أخذت التربية والمعاملة الوالدية شكل الأمر والطاعة بدون أي نقاش فلا بد من أن ينشأ الأبناء إما على فرض آرائهم دون الأخذ بعين الاعتبار رأي الآخر، أو الانسياق والتسليم للآخر حتى ولو كانوا على درجة من الحق أثناء المناقشات والحوارات.

كما إن مهارة الإصغاء داخل الأسرة تتوقف عليها عملية الاتصال الفعال بشكل أساسي، فمن الآداب العامة أن يستمع أو يصغي الوالدين لكلام وحديث الأبناء بشكل صحيح حتى تتطور العلاقات الإيجابية بينهم هذا من جهة، ومن جهة ثانية إن الإصغاء والإنصات وعدم مقاطعة الأبناء أثناء حديثهم حاجة مريحة للنفس لديهم.

وكلما تمكنا من الإصغاء إلى أبنائنا وكلما شعروا بأننا متنبهين لهم وكلما أعطيناهم فرصة للكلام وأن يعبروا عن مشاعرهم أو يفصحوا عما ما يدور في أذهانهم كان ذلك في صالحنا وصالحهم، بحيث نتقرب من بعضنا البعض مما يفسح الطريق إلى الاستقرار والتوازن الأسري لأن يسود، وتتقلص بذلك حجم المشاكل الأسرية.

سؤال تسجيلي مع مختصة:

- ما أهمية الإصغاء في عملية التواصل الأسري؟

- هناك بعض الوالدين يشكون اليوم من عدم توفر الوقت للإصغاء لأبنائهم بسبب انشغالهم بمتطلبات ، ومسؤوليات الحياة الصعبة فهل الإصغاء والاتصال هو جزء من هذه الحياة؟

- الوقت المطلوب للإصغاء لأبنائنا يفترض أن يكون بالدرجة الأولى نوعيا ام كمياً؟

- كيف ندربهم هم أيضاً على الإصغاء للآخر والتفاعل معه؟ 

أختي الكريمة على الآباء تخصيص فترات يومية للاستماع إلى اهتمامات وانشغالات ورغبات أبنائهم، فبهذه الطريقة يستطيع الطفل تعلم العديد من المهارات، وفي نفس الوقت سيتعلم الآباء بدورهم الكثير من أطفالهم، فالإصغاء من أهم وسائل التعبير عن المحبة التي يكنها الآباء لأبنائهم والأبناء هم في الكثير من الأوقات في حاجة إلى أذن تسمعهم أكثر من وعظ ونصح.

كما وعلينا ان نكون جاهزين لسماع الآخر ومهتمين بما يقول وبما يعبر عنه، مما يسمح لنا أن نفهم فكرة الآخر ومقاصده أكثر، ونقبله ونفهمه كما يريد أن يوصل فكرته وليس كما نريد أن نفهمها نحن، فالإصغاء للآخرين سلوك حضاري وإنساني يؤكد احترامنا للغير، ويقرب أفراد الأسرة من بعضه
البعض ويساعدنا في إيجاد الحلول للكثير من المشكلات الأسرية وتخطي الكثير من المشكلات النفسية.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج عبق الزنبق- الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية57.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا