الابناء بين الترغيب والترهيب
2020/07/03
1013

 بعض الآباء يظن أن استخدام أسلوب الترهيب في تربية الأبناء هي الطريقة المثلى في تقويم سلوك الأبناء فتراه يضربهم على كل صغيرة وكبيرة ويشتمهم ويلعنهم، ويلوح دائماً باستخدام العصا حتى بات الأبناء في خوف دائم منه لأنهم يرونه دائماً عابساً بوجوههم لا يبتسم أبداً ولا يتجرأ الأطفال بالتفوه بأي كلمة أمام والدهم .. وإذا دخل والدهم البيت هرب الجميع.

ماذا ننتظر من هؤلاء الأطفال الذين تربوا في هذا العنف؟ هل سيكونون أسوياء في المستقبل؟ هل سيعبرون عن آراءهم بكل حرية؟ هل ستكون لديهم الجرأة في التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم عند الإجحاف بحقوقهم؟ هل سيتمكنون من الاندماج في المجتمع وتكوين صداقات جديدة؟


سؤال تسجيلي مع مختصة:

- الاسرة التي تستخدم الترهيب مع أبنائها لن تجني منهم سوى العناد والتمرد في المستقبل، ما مدى صحة هذا التفسير التربوي؟
- نتيجة لهذا الترهيب يظن الأبناء أن الأسلوب الأمثل في التعامل مع أقرانهم هو الترهيب وخصوصاً مع من هم أصغر سناً ونجد هذا جلياً في المراحل الدنيا من التعليم؟ فهل إن العنف يولد العنف؟

- وهل ينشأ الأطفال عدوانيين في سلوكياتهم مع أصدقائهم؟

إن استخدام الترهيب مع الأبناء وسيلة غير نافعة وغير مجدية وغير فعالة فربما أطاع الابن والده أمامه خوفاً من العقاب ويفعل ما يحلو له عند غياب الأب، وربما قام الابن بإخفاء أي مضايقات يتعرض لها من فبل الآخرين خوفاً من أن يزجره الأب وذلك لأن الحوار مفقود بينهما بسبب الأب الذي لم لا يوجد في قاموسه سوى الضرب والسب والزجر وبالتالي لا يوجد حوار صريح بينه وبين ابنه ولا مكاشفات بينهما.

لذا أخواتي الكريمات إن الوسطية والاعتدال أمر مطلوب في كل الأحوال وخصوصاً في التربية فلا بأساً من استخدام الضرب غير المبرح في حالات محدودة وكأخر الحلول فقد أمرنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن نأمر أبنائنا بالصلاة في سن السابعة ونضربهم عليها في سن العاشرة.

أما الترغيب فهو وسيلة فعالة وناجعة في التربية فلماذا لا يستخدمه الأب والمربي والمعلم من خلال تشجيع النشء على القيام بالأعمال التي يرغبها منهم باستخدام التحفيز وبإعطائهم الوعود الصادقة بمكافأتهم عند قيامهم بما هو مطلوب منهم وذلك لتعزيز مواقفهم وسلوكياتهم الإيجابية.

وهنا ينبغي أن ننبه بأن لا نستخدم هذا الأسلوب في كل وقت لكي لا يكون هناك اقتران شرطي لدى الطفل فتجده لا يلبي لك طلباً إلا بمكافأة.

وفي الختام نقول أن الأبناء كالنبتة إن تعاهدتها بالعناية والحرص تجدها تنمو وتثمر وتؤتي أكلها بإذن الله وستجني ثمارها والله لا يضيع اجر من أحسن عملاً، وإن أهملتها لن تجني منها شيئاً سوى الخسران والندامة.

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج عبق الزنبق-الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية57.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا