ابنتي تخرج دون علمي الى بيت جدها القريب من منزلنا وتكتسب عادات سيئة كيف اتعامل معها؟
2020/06/21
367

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشكلتي هي أن ابنتي عمرها ثلاث سنوات تخرج من دون اذني الى بيت جدها القريب من بيتنا وتكتسب من أطفالهم عادات وألفاظ بذيئة وتتلفظ بها معي مما تضطرني الى أن أعاملها بقسوة نوعا ما.. وانا حريصة جداً على أن تكون تربيتي لها مثالية، ووضعت لها جدولاً بأنشطة معينة نزاولها معاً.. حاولت معها مراراً على ترك هذا التصرف ولم تستجب، بم تنصحوني؟

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله في مركز الكفيل للإرشاد الاسري اختي العزيزة.. بوركت جهودك على هذه التربية الصالحة وسعيك الدؤوب على انتقاء افضل الاساليب التربوية الناجحة لتربية ابنتك.. واعلمي أن البنت أو الطفل بصورة عامة في هذه المرحلة العمرية هو كالعجينة اللينة التي يمكنك قولبتها كيفما شئتِ.. وكالأرض الخالية كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما ألقي فيها من شيء قبلته) فلا تستائي كثيراً لتأثرها المؤقت ببعض الأجواء غير السليمة فأن ذلك عارض سرعان ما يزول ويتلاشى.. أما ما تزرعينه انت وتغرسينه فيها من قيم وأخلاق فاضلة هو ما يستقر فيها ويتمحور في ذاكرتها، لاسيما انك تتحببين إليها بأنشطة ترفيهية كاللعب معها وتخصيص وقت لمشاهدة التلفاز وهذا هو عين الصواب أن تتنوع الانشطة ضمن تخصيص وقت لكل فقرة من الفقرات، أما ما تتأثر به من ألفاظ غير مستحسنة سواء من بيت جدها أو من غيرهم فهو كما قلت لك لا يترسخ عندها بل يبقى في الذاكرة المؤقتة وسرعان ما يتلاشى، وما عليك سوى تنبيهها بطريقة ذكية أنك غير راضية عن استخدامها لهذه الالفاظ من خلال القصة مثلاً، حاولي أن تؤلفي قصة مؤلفة من شخصيات ومن خلالها استعرضي قبح تلك الألفاظ ونبهي على أنه ليس من الصحيح استعمالها كذلك من خلال مسرح الدمى حاولي من خلال صنع دمى حركيها بيديك واذكري السيناريو المراد إيصاله، وغير ذلك من الطرق المبتكرة التي توصلين من خلالها رسالتك بلا تعنيف أو إساءة.. وبالتالي ستستطيع تمييز الحسن من غيره من الألفاظ، وإن استطعت أن تنبهي أفراد بيت جدها بطريقة محببة أن هناك ألفاظ لا يستحسن استخدامها مع الأطفال في هذه المرحلة العمرية، فإن أجابوا فبها وإلا اشتغلي على تحصين ابنتك بالطرق الآنفة وبذلك اطمئني أنها ستتربى على ما تحبين سيما أنك تعلمينها القرآن، والقران يكفل لك الاستقامة التي تنشدينها.. كما ورد عن أمير المؤمنين في نهج بلاغته(وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى) وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وبارك لك فيها وجعلها نسلة صالحة ميمونة تقر بها عينك في الدنيا والآخرة.

 

الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا