كيف يتخلص الآباء من عقوقهم لأبناءهم؟
2020/05/14
533

شاعت في الآونة الأخيرة "ظاهرة عقوق الآباء للأبناء، وتنطوي هذه الظاهرة على سلب إحدى أو كافة حقوق الابن، أو حرمانه من القيام بواجب معين،  أو ما يعرف بالحرمان التعسفي، وهذا يتعارض مع ما تدعو إليه قيم ديننا الحنيف السامي الذي يحرم انتهاك حقوق الإفراد حتى لو كانوا أبنائنا وإنما شرع لنا أساليب تحث على ديمومة العلاقة بين الآباء والأبناء مبنية على الود والتراحم. وقد تناولت السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم عقوبة عقوق الوالدين فماذا عن عقوق الأبناء؟ 

يتناول الدين الإسلامي في هذا الصدد حلول متباينة لهذه المشكلة، حيث تتعدد جوانب هذا النوع من العقوق كممارسة التميز والتفريق في المعاملة بين الأبناء، حيث يظهر الإباء  حبهم لبعض الأبناء في حين يهمش البعض الأخر، وهذا النوع من التميز يورث الشحناء لدى الأبناء، وكذلك الحال عندما يسيء الأهل تسمية الأبناء   وانتقاء الأسماء التي تعرضهم للسخرية او عدم اختيار ألام الصالحة التي تربي أبناءها على مخافة الله عز وجل. ومن السلوكيات التي تجعل الآباء في معرض عقوق لأبنائهم: كالضرب المبرح  بسبب العصبية، أو فرض على الأبناء عقوبات وحرمانهم من الطعام أو تشريدهم أو طردهم من المنزل.  

 ومن مظاهر عقوق الإباء لأبناهم , الاستبداد وفرض الرأي على الأبناء، كإلزام فتاة بالزواج من شاب لا يخاف الله مجرد أن لديه مال وفير ومنفعة، أو أن يفرض الأب على ابنه دخول تخصص معين في الجامعة أو إلزامه بعمل معين أو مهنة معينة لا يرغب بها،  فهنالك العديد من الآباء والأمهات من يمارسون أسلوب قمع ودكتاتوري بفرض سياسة معينة.

وفي المحصلة، فإنّ الدين الإسلامي جاء بترغيب ليس بترهيب وفرض قيود معينة، وأمر أن تكون العلاقة بين الإباء والأبناء وطيدة ذات ركائز سامية تبنى على الإقناع والحب والمودة. ترى هل يعي جميع الآباء أن لأبنائهم حقا عليهم؟!

السؤال هنا: كيف يتخلص الآباء من عقوقهم لأبنائهم ؟                   
وفي صدد الجواب نقول: إن الوالدين هما من يعهد إليهما بتربية أبنائهما وبالتالي يعتبران مسؤولين بنسبة كبيرة عن تصرفات أبنائهما  وكما أن للوالد حقاً على ولده، فإن للولد حقاً على والده، ولو أن كليهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوؤهما، وعمتهما رحمة الله في الدنيا والآخرة وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف؛ فحتى يطيب العطاءُ لله، فلابد من أن يطيب الغرس لله وبصدق، ومَن أدَّب ابنَه صغيراً، قرَّت عينُه كبيراً، وكما يريد الآباء من أولادهم أن يبرّوهم، فليكونوا هم على مستـوى ذلك الــبر، ليجعل الآباء هذه الآية الكريمة نصب أعينهم حيث يقول الله تعالى في محكم التنزيل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

فعلى الآباء أن ينتهجوا منهج القران وسيرة أهل البيت(عليهم السلام) في تعاملهم مع أبنائهم حتى لا يقعوا في عقوق أبنائهم  فكما إن لهم حق في البر فلأبنائهم حق البر عليهم أيضاً.

وهناك مجموعة من الأمور على الآباء أن يعرفوها لكي يتخلصوا من عقوق أبنائهم وهي: 
معرفة حقوق الأبناء فكما أن للآباء حقوقا فإن للأبناء كذلك حقوق وعلى الآباء أن يسعوا لمعرفة حقوق أبنائهم كي لا يبخسوهم بحقوقهم وبالتالي يقعون في ظلمهم وعقوقهم فمعرفة الحقوق من أهم الأمور التي تجعل الآباء يتجنبون الوقوع في ظلم الأبناء. 

ومن هذه الأمور أيضاً تطبيق تلك الحقوق وأداءها فمعرف وحدها دون تطبيق عملي لا تجدي شيئا فلابد من أن يرافقها التطبيق في أداء الحقوق لأن التطبيق هو الذي يتكفل بمراعاة حقوق الأبناء وعدم بخسها وظلمهم فيها وهذه أهم الأمور التي على الآباء الاهتمام بها ومراعاتها لتجنب عقوق أبنائهم.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج كيف نخطو- الحلقة الاولى- الدورة البرامجية54.

 

 

 

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا