المرأة أمانة الله في الأرض، فكيف تعاملها أيها الرجل؟
2020/02/04
923
من الخطأ أن يتعامل الزوج مع زوجته من منطلق المعاملة بالمثل، فلا يحسّن خلقه إلا إذا حسّنت هي خلقها،  والحال أن مبدأ (لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) ينطبق في هذا المقام، ففرق بين حسن الخلق الذي يراد به وجه الله تعالى - تحقيقاً للمثل العليا - وبين حسن الخلق الذي يُصطاد به الدنيا.

ثم إن من الضروري للوصول إلى الحياة السعيدة - أن نمتلك النظرة الإلهية والشفافة عن المرأة، فهي خلقت في هذه الدنيا لتصل إلى كمالها أيضا، وعليه فلا بد من أن نراها على أنها مخلوقة سائرة إلى الله تعالى كالرجل، فلا ينبغي أن نكون عنصر إحباط لها في هذه المسيرة التكاملية، وإذا لم يكن الرجل ممن يحمل همّ الآخرة، فعليه أن يعمل لصالح دنياه، وذلك بأن لا يحوّل المرأة - بسوء خلقه- إلى موجود متوتر، تصب توترها داخل العش الزوجي من ناحية، وينعكس على تربية الأولاد من ناحية أخرى، ومن المعلوم أنها شريكة العمر، وهي خير استثمار لمن أراد ان ينمي قابلياتها وطاقاتها، ليعود أخيراً عليه وعليها وعلى الأولاد وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.

ثم إن عدم تحمل الرجل للمسؤولية داخل البيت، لمن موجبات هدم الكيان الزوجي؛ فهو يبدأ في أول حياته بكم هائل من الاشواق وإبداء المودة لها، ليتحول بعدها إلى من لا يرى أنساً في المنزل ولا يتحمل أية مسؤولية، حتى على مستوى الإنفاق الواجب، وخاصة إذا كان للمرأة دخل مستقل، فيحاول أن يبتزّ ما عندها، وبالتالي لا تبقى له اية مسؤولية داخل المنزل سوى الوجود الإسمي.

ومن الخطأ تكريس هذا المفهوم الدارج - عند النقاش الجدلي - وهو تشبث كل من الزوجين بأهله، ناسين مبدأ التفاضل بالتقوى،  فليس هنالك  أهل للزوج مقابل  أهل للزوجة  بالمفهوم الاسلامي الدقيق، فالمؤمنون جميعاً بمثابة الجسد الواحد، ولا ينبغي نقل الخلافات في الأسرة إلى المجتمع الكبير.

من جهة أخرى قال النبي (ص وآله): (اتقوا الله في الضعيفين) ويعني بذلك (المرأة واليتيم)،  ومن المعلوم أن ظلم من لا ناصر له إلا الله تعالى، من موجبات التعجيل في الانتقام الإلهي،  ومن هنا نعتقد أن الظالم لاهله، لا يمكنه أن يخطو نحو مدارج الكمال، فكيف نتقرب الى المولى الذي حلّ سخطه علينا.

أختي الكريمة.. إن إلتجاء الرجل الى الممارسات غير المشروعة بدءاً بالنظر الى الصور المحرمة، الى الممارسات العملية المحرمة، تدمر العش الزوجي من عدة جهات،  فالذي يلجأ الى الحرام المتـنوع، لا يكتفي بعدها بحلاله،  وخاصة عندما يقارن بين الحرام الميسور والمتنوع وبين الحلال الثابت، ومن ناحية أخرى يسقط من عين الزوجة التي ترفض بفطرتها الخيانة الزوجية، فكيف يتوقع الاحترام منها بعد ذلك؟

أضف الى ان الله تعالى - الذي يقذف الود في قلوب الطائعين- يسلب ذلك الود من قلوب العاصين، وهذا سر نفور الناس من فسقة الخلق حتى مع عدم الاطلاع على فسقهم.
ان البعض ينظر الىالعلاقة الخاصة بين الزوجين، كعلاقة بهيمية محضة، وبالتالي قد لا يؤدي الحق الزوجي، فيما لو اعتقد - مخطئاً - أن هذا يصده عن بعض الدرجات الروحية، والحال أن الأمر لا يخلو من حركة عاطفية موازية للحركة الغريزية، وهي من موجبات تحصين الحياة الزوجية، وإدخال السرور والارتياح النفسي على الطرف المقابل، بشرط مراعاة عدم الافراط والتفريط.


أما من العواطف فإن إبداء العواطف والحركات العاطفية في التعامل مع الزوجة أمر مطلوب شرعاً، فلقد روي عن النبي (ص وآله)) : قول الرجل للمرأة إني أحبك، لا يذهب من قلبها أبداً) ولا ينبغي أن تقتصر هذه الحركة العاطفية على السنوات الأولى من الزواج، بل لا بد من ترطيب الحياة الزوجية بذلك دائماً.


ولا ينبغي أن يجعل الرجل أنسه خارج المنزل على حساب الزوجة، فإن الله تعالى أمرنا باتقاء النار لأنفسنا أولاً، ثم للأهل ثانياً: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) فترك الرجل زوجته تعيش الوحدة، والعزلة - مستمتعاً بأصدقائه - وخاصة في الليل، نوع من التعذيب غير المقصود.
وبعض الرجال مستمعتي يلجأ إلى الضرب فإن اللجوء إلى الضرب والألفاظ النابية في الحياة الزوجية، تشكل قمة السقوط الروحي، الذي يذهب ببهاء الحياة الزوجية، ويحدث شرخاً من الصعب إن يلتئم، حتى بعد عودة الصفاء مرة أخرى .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مفاهيم من حياتنا- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية51.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا