حياة بالألوان
2020/02/04
424

 تبدو الحياة الزوجية في بداية انطلاقها، وكأنها حياة مثالية، حيث تكون مفعمة بالحب والعطاء والتفاهم.. ثم ما تلبث حتى تطرأ بعض التغيرات بمرور الوقت على شكل العلاقة بين الزوجين، ويخفت بريقها تدريجياً..!

هناك جملة من الأسباب التي تفرض على الحياة الزوجية هذا التغيير، ومنها الروتين اليومي، وازدياد حجم المسؤولية، وانشغال الزوج بالعمل، وأمور أخرى كثيرة ترتبط بالعامل النفسي، وقد تتصاعد الأمور لتصل درجة الإهمال، فتؤدي لمشاكل مستمرة ومناورات متبادلة لا تنتهي، ليثبت كل طرف منهما بأن شريكه مقصر تجاهه..!

غالباً عند حدوث هكذا نوع من المشاكل، تتدخل بعض الأطراف لحلها، وفي هذه الحالة قد تزداد المشاكل تعقيداً، وتصبح الحياة بالأسود والأبيض، وتفقد ألوان السعادة.
هذه النوع من المشاكل لا يحتاج لتدخل أطراف خارجية، ولا يحتاج نقاشات طويلة التي نادراً ما تثمر عن نتائج مرضية، بل بالعكس قد يكون لنقاش المرأة مع زوجها سبب في نفوره أكثر، وتتزايد بذلك حجم الفجوة بينهما.

 الحياة الزوجية تمر بمراحل مختلفة حتى تصل مرحلة النضج والوعي، ولكل من الشريكين دور لا يقل تأثيراً عن الآخر في الحفاظ على هدوء الحياة واستقرارها. ويعتبر التفاهم إكسير الحياة الزوجية، والتفاهم هنا لا يعني فهم أحدهم للآخر وحسب، إنما فهم الفرد لذاته، ودرجة تقبله للتعايش مع مختلف الظروف، وإمكانية استيعاب شريكه، وإصراره على تغيير بعض صفاته التي تنعكس سلباً على استمرار الانسجام بينهما.

للمرأة أن تستخدم كل الألوان في حياتها، وأن تعتمد الفاتح منها أكثر من الغامق، وما نعنيه بالألوان هنا هو تغييرها لرتابة الحياة الزوجية؛ لتمنح شريكها إطلالات مختلفة ليس في الشكل الخارجي فقط، وإنما بطريقة تعاطيها مع الروتين اليومي، وإدخال لمسات متجددة دائماً على شخصيتها وحضورها.. ولأجواء المنزل عامل مهم أيضاً في تغيير ألوان السعادة، فمن الضروري أن يكون البيت بيئة ملائمة للاستمتاع بالوقت وليس عكس ذلك.

الألوان الغامقة هي: الانفعال، الغضب، تكرار الحوار، الإهمال، عدم الشعور بالمسؤولية، التزمت بالرأي.

الألوان الفاتحة هي: الهدوء، التسامح، الشعور العالي بالمسؤولية، الاهتمام، التجدد، احترام رأي الآخر.


لذلك أيها الزوجان.. فلتكن حياتكما فاتحة كألوان الزهور.. وقتها ستعبق مملكة الأسرة بعطر السعادة.






 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: جريدة صدى الروضتين/ صحيفة نصف شهرية تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة/ العدد 301.
إيمان كاظم الحجيمي.






تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا