كيف أتخلص من الغيرة؟
2020/01/27
445

تعد الغيرة من الصفات التي تُعرف بها المرأة خصوصاً، وقد تتركز هذه الغيرة تجاه زوجها، ولكن أن تزيد حدّتها وترتفع جرعاتها لتؤثر سلباً على إستقرار بيتها، عند ذلك يجب الإسراع في التخلص منها، وذلك بتجنب الأفكار السلبية المتمثلة بالإعتقاد أن غياب الزوج أو إنشغاله عنها يعني تخليه عنها أو أنه يفكر بالزواج من إمرأة أخرى، فلا تضيِّعي وقتك عزيزتي الزوجة في تخيُّل أسوء الأمور؛ لأنها نادراً ما تُصيب، وعليكِ أن تكوني إمرأة منتجة صانعة نجاحات إيجابية، عيشي لحظات الهدوء ولا تبحثي عن النكد الذي هو وسيلة الشيطان في التفريق بين الزوجين.

الغيرة من الأسباب التي تدعو إلى تنغيص الحياة الزوجية، وتعكير صفوِها؛ لذلك لم يغفل الدين الإسلامي في توجيهاته الأخلاقية عن هذه القضية، فهو يدعو المرأة إلى تجنب الغيرة وخاصة تلك التي تستند إلى الأوهام والظنون السيئة أو التي تنطلق من بواعث نفسية ذاتية قد تكون من باب سوء الظن أو الحسد، وتؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الضرر بعلاقتها مع زوجها، وفي هذا الصدد يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((غيرة المرأة كفر)).
ويرى الإمام الباقر (عليه السلام) وفق نظرة معرفية ثاقبة أن: "غيرة النساء الحسد، والحسد هو أصل الكفر، إن النساء إذا غِرنَ غضبن، وإذا غَضبن كفرن، إلا المسلمات منهن".

عزيزتي القارئة، عليك أن تعلمي إن للغيرة أسباباً عدة، فمن الطبيعي أن تغار الزوجة على زوجها ولكن عندما تتجاوز حدودها الطبيعية ستكون مصدر قلق وخطر، وقد تصل كثرة الغيرة إلى الشك بحيث تهدد الحياة الزوجية خاصة إذا استمرت لمدة طويلة دون أن يستوعب كلا الطرفين أسباب هذه المشاعر ودوافعها.

إن الغيرة الزوجية إيجابية إن كانت في حدود معقول، والإعتدال بحيث لا تكون قليلة جداً أو زائدة عن الحد، لكي تكون في حدود المعقول يجب أن نضع لها ضابطين، وهما: الأول ألا تقود إلى التقييد، والثانية: ألا تتحول مع المستقبل إلى شك.

فإذا التزمت الزوجة بهذين الضابطين ستكون الغيرة الزوجية معقولة وإيجابية، فإن الغيرة الإيجابية هي التي تكون عندما يحدث مع الزمن سلوكاً مستمراً وطبعاً متجذراً عند الشخص، وقد تصبح في المستقبل مرضاً نفسياً ويسمى صاحبها "الشخصية الشكاكة".

لذلك أيتها الزوجة لا تجلبي لحياتك وبيتك المشاكل والجفاء ولا تدفعي زوجك للخروج بكثرة من المنزل، وللحد من الغيرة السلبية علينا أن نبتعد من سوء الظن ونتبنى حُسن الظن، حتى يأتي عكسه فهو راحة للشريكين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسوؤكم}.

ليس هناك حل جذري للغيرة؛ لأنها تعتمد على ذات الشخص، للتخلص من تلك العادة يجب على الزوج والزوجة إستيعاب بعضهما، وعلى الزوجة أن تسيطر على مشاعرها وتفكر أكثر بعقلانية، وأن تحافظ على زواجها قبل أن يتخلله شوائب الغيرة والشك. إن الثقة بين الزوجين هي سبب نجاح العلاقة بين الطرفين ودوامها بشكل سليم وصحي؛ لذا ننصحك بأن تثقي بزوجك وتفترضي حسن النية دائماً.

لذلك عليكِ أيتها الزوجة أن تشغلي نفسك بنفسك أولاً، كيف يكون ذلك:

-أحبي نفسك، اهتمي بمظهرك لكِ وليس فقط لزوجكِ، كافئي نفسك بعد يوم متعب بأي شيء لذيذ تحبينه.

-لا تجعلي سعادتك مقتصرة على زوجك، بل هو سبب جزء من سعادتك وليس كلها، والجزء الأهم لا تتركي نفسك للفراغ؛ لأن الأفكار السلبية السوداوية ستنجذب إليك سريعاً مثلاً "ماذا فعل زوجي"، "مع من هو؟" وهكذا.


-ابحثي عن هواية مفضلة لديك (خياطة، رسم، أشغال يدوية، تعلم لغات من المنزل عن طريق الانترنت) نمّيها وطوُّريها؛ لتكن لديك شخصية جذابة عن مواضيع تطوير الذات، ولا تلتفتي إلى الأفكار السلبية التي تدمرك.

-فكري بالغيرة كشعور داخلي، بمعنى حتى لو كان الشريك ينظر إلى أشخاص آخرين تحكّمي بمشاعر الغيرة، ولا تدعي الغيرة تتحكم بك، مع الوقت ستتمكنين من الحفاظ على مشاعر باردة تجاه أي موقف محرج قد يسبب الغيرة لأي امرأة إلا أنتِ؛ لأنك تسيطرين على الموقف.

-صمِّمي على معرفة الحقيقة، تأكدي من أن غيرتك تستند إلى وقائع، ولا تتركي الخيال يسيطر عليكِ، واعلمي بأن هناك أوقاتاً تمر على الزوجين يشعران فيها بأنهما بحاجة إلى وقت مستقطع يمضيانه مع الأهل والأقارب، فلا تُسيئي الظن بهذه المدة فعلى الأرجح شعورك بعدم الأمان في علاقتك بالشريك فقد ينعكس ذلك على غيرتك.

أختي القارئة، إن الثقة أساس العلاقة الجيدة، وهذا يعني الثقة بنفسك بشكل خاص وبالآخرين، يجب أن تثقي بأنكِ امرأة جيدة، وشريكة رجل محظوظ، غالباً ما تأتي الثقة من التفكير الإيجابي، فهل تفكرين بطريقة إيجابية؟ تأكدي من أفكارك، إذا كان عدد المرات التي تفكرين فيها بطريقة سلبية أكثر من عدد المرات التي تفكرين فيها بطريقة إيجابية، فأنتِ سلبية وبالتالي لا تلومي زوجك! بل حاولي أن تتخلصي من هذه الأفكار السلبية قبل أن تقضي عليكِ، فربما واجهتِ مشكلة ثقة في السابق، وهذه التجربة المريرة جعلتكِ تشُكّين في كل الناس، حاولي أن تخرجي من هذه الدائرة وزيدي من جرعة تفكيرك الإيجابي وأعطي الناس فرصة أخرى وخصوصاً شريكك، إذا لم تستطيعي السيطرة على غيرتك، استشيري صديقاتك، وعائلتك المقربين منك، ولا تلجئي إلى أشخاص عانوا من مشاكل زوجية؛ فسينقلون إليك صوراً سلبية دون أن تشعري.

عزيزتي القارئة، للتخلص من تلك العادة يجب على الزوج والزوجة إستيعاب بعضهما، وعلى الزوجة أن تسيطر على مشاعرها وتفكر بعقلانية وأن تحافظ على زواجها قبل أن يتخلله شوائب الغيرة والشك.

إن الثقة بين الزوجين سبب نجاح العلاقة بين الطرفين ودوامها بشكل سليم وصحيح، لذا ننصحك أن تثقي بزوجك وتفترضي حسن النية أيضاً.


 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج مساكن طيبة - الحلقة الخامسة - الدورة البرامجية32.

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا