أنا أم لثلاثة أطفال أعاني من العصبية المفرطة فيرتفع صوتي دائماً عند ارتكابهم أدنى خطأ، جربت كل الطرق للتقليل من حدة غضبي وما من جدوى، فما العمل؟

الإجــــابـــــــة:

السلام عليكم ورحمة الله وحياك الله أختي العزيزة ووفقك لطاعته ومرضاته..
كان الله بالعون.. فالتربية ليست أمرا هينا، ومسؤولية ثلاثة أطفال تحتاج إلى صبر وقوة واتباع منهاج أهل البيت عليهم الصلاة والسلام لكي تكون جهودك مثمرة.. 
عزيزتي.. بعد أن تهدئي عودي قليلا الى الوراء واسألي نفسك:

هل كان الخطأ يستوجب كل هذه العصبية والصوت العالي؟
هل تمت معالجة المشكلة بهذه الطريقة؟
هل استفاد أولادك من هذه المعاملة وعرفوا خطأهم؟
والأهم من كل هذا بالتأكيد إن حبك لهم وحرصك على تربيتهم هو الذي يجعلك في هذه الحالة لكن ستكون نتائج الحلول مؤقتة، ربما الصوت العالي يجعلهم يخضعون لك لكن سيؤثر ذلك على تكوين شخصيتهم وعند ما يصبحون في سن المراهقة فإما أن يكون أحدهم مسالم الى درجة الضعف أو عدواني أو يتبع نفس أسلوبك لأنك القدوة أمامهم.

عزيزتي .. العصبية والصوت العالي يجعلك متوترة ويؤثر على الجميع  في البيت وعلى صحتك أيضا ويجعل الحياة اليومية معسكر تحت رحمة الخوف من الأم بدل أن يكون سكن فيه الحب والراحة والسلام.
 ومعاملة الأولاد تتم عبر المراحل التي تجعل تربيتهم فيها صلاح وفلاح .. بأن نتركهم سبع سنوات مع الرعاية والعناية والتوجيه، ونحاسبهم سبع سنوات مع تطبيق العقوبة المناسبة، ونصادقهم سبع سنوات.. وكل ذلك حسب حدود الشريعة الإسلامية.
كما أنه يمكنك عندما تعملين بتوجيه الخاطئ منهم أمسكي يده وأجلسيه أمامك خذي نفسا عميقا واستغفري ربك بينك وبين نفسك لأننا خطاؤون ودائما نتمنى غفران الله وتذكري.. هل تعاملين نفسك عندما تخطئين  كما تعاملين أولادك؟! 
أنظري إليه بمحبة وحاوريه وتبادلي معه الرأي عن سبب المشكلة وطريقة تجاوزها واتفقي معه على تصحيح الخطأ مع التهديد بعقوبة حرمانه من شيء يحبه لو عاد لمثل هذه الأمور.

ثم احضني ولدك وارفعي صوتك بفرح وقومي بالتصفيق لتشجيعه على التغيير بدل العصبية والتشنج. 
كما أن الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن هو أفضل علاج للنفس فيا عزيزتي  توجهي الى الباري عز وجل بالتوسل لكي تجدين الراحة وتقومين بتربية أولادك  على أحسن ما يكون لما فيه رضا الله ومصلحتهم ووفقك الله لكل خير

الباحثة المختصــة
مائدة الدوركي