نماشيهم.. ونعلمهم
2022/09/26
293

يتلقى الطفل في ظل الاسلام الحقيقي، دروس الفضيلة وحب الخير للجميع منذ الصغر، ويوجب على الوالدين ان يبذلا كل الوان الحب والعطف والحنان لطفلهما، ويفهماه كيف يحب الآخرين.. انّ الطفل الذي لم يرَ عطفاً من أحد ابداً ولم يذق طعم الحنان، فانه لا يفهم معنًى للحب والحنان، ولا يدرك هذه الحقيقة الروحية أصلا، لذلك فهو يتعامل مع الناس على ضوء ما تلقاه من برودة الحياة، وجفاء الآخرين، تزمتهم وعقابهم.. فبالحقيقة انّه فرد لا نتأمل منه أن يكون محباً للآخرين البتة.
أجل، انّ أساس التنمية الصحيحة لعواطف الاطفال، هو الحب والعطف والحنان والتكريم لهم.. ففي ظلها فقط تكمن هدايتهم إلى الصراط المستقيم، والحياة الطبيعية الهانئة والكريمة، وعند عدمها فان مشاعرهم ستسير لا محالة نحو جادة الانحراف، ويشعرون بالتشاؤم والتعقيد والاستياء.. وتشبّ في نفوسهم نيران العداوة والحقد والبغضاء.. وعلى ضوء ذلك كله كرّم الاسلام الاطفال واهتم بتربيتهم، وأشبع حاجاتهم بصورة متوازنة وحكيمة. 
والواقع انّ الاسلام وقادته الاكرمين، قد بالغوا في اهتماماتهم التربوية والتكريمية لأطفالهم وأطفال الأمة الاسلامية والانسانية، حرصاً منهم على سلامتهم الفكرية والعاطفية والجسدية والروحية.. وانتشالهم من الحضيض إلى سماء المجد والرقي والتكامل.
فهذا الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ولعظم اهتمامه بهذا الموضوع الهام، وعلى الخصوص التربية الدينية نراه (صلى الله عليه وآله) يصل إلى درجة انّه يتبرأ من الآباء الذين يهملون القيام بذلك الواجب، ولم يقبل بانتسابهم له (صلى الله عليه وآله) والأحاديث الشريفة تؤكد ذلك:
فقد رُوي عن النبي (صلى الله عليه وآله) انّه نظر إلى بعض الأطفال فقال: (ويلٌ لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل يا رسول الله(صلى الله عليه وآله) من آبائهم المشركين؟ فقال: لا، من آبائهم المؤمنين، لا يعلّمونهم شيئاً من الفرائض.. وإذا تعلّم أولادهم منعوهم، ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا، فأنا منهم برئ وهم مني برآء). بحار الانوار ج14 ص 6.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 506.
ستار الكناني

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا