كن جديراً بالثقة
2022/09/26
294

إذا أردت أن تكون قائداً ناجاً فتكمن مهمتك الرئيسية في تحفيز فريق العمل، والزملاء، والشركاء، وكل من تمكّنك الظروف من التأثير فيه.
وقد فرضت الظروف على القائد الفعال فيما مضى هالة من النرجسية والجاذبية، إلا أن الظروف المعاصرة قد أطاحت بهذه السمات لتستبدل بها القدرة على تحفيز وتمكين فريق العمل.
فمن منّا لا يعمُّه الرضا وتكتنفه القناعة حين يشعر بأهمية الدور الذي يقدمه والقيمة التي يضفيها على العمل!

وهنا يأتي دور القائد المؤثر في خلق بيئة عمل تغمرها مشاعر الشكر والامتنان، رغم تعدد الأسباب التي عجّلت بالطفرة القيادية من التسلّط إلى الثقة وتحمل المسؤولية، فإن تطور سبل التبادل المعرفي وتدفق المعلومات تربع على عرش هذه الأسباب، فقد اعتادت المعلومات فيما مضى أن تتدفق بشكل عمودي من الأعلى إلى الأسفل حيث تولد الأفكار وتتغلف المعلومات في مكاتب التنفيذيين والإداريين المغلقة لتُنقح بعد ذلك وتوزع على الموظفين كلٍّ وفقًا لمنصبه.
أما عن بيئة العمل المعاصرة فهي أكثر انفتاحاً وتشابكاً؛ حيث أصبح بإمكان الشركات الاستفادة من خبرات وإسهامات الموظفين من شتى المناصب والدرجات سواء كانوا مبتدئين، أو مؤقتين، أو تنفيذيين، وسواء كان مقرهم قريباً أو بعيداً.
فمن الصعب أن يتنبأ أحد بمن سيكون مبتكر الفكرة الرائعة التالية، أو كيفية انتقالها عبر الهرم الوظيفي للمؤسسة (سواء كان تصاعدياً، أو تنازلياً، أو متعرجاً).

ولكي تتدفق الأفكار الرائعة بسلاسة وانسيابية، لا بد أولاً أن يتوفر لدى الموظفين المحفزات اللازمة لابتكارها ومن ثم تنفيذها، فالمناصب وحدها لا تمنح القوة، وإنما التحفيز والتمكين هما جوهر الإلهام والتمتين. اسلب موظفيك أو العاملين لديك تحمل عواقب الإحباط والتثبيط.
إنّ بناء جسور من الثقة المتبادلة ليس بالاستراتيجية المهنية أو اللفتة الاجتماعية فقط، وإنما هو (لبّ الحياة).
فإن أنت نويت تأسيس شركة جديدة، أو مؤسسة اجتماعية، أو مؤسسة غير ربحية، أو كنت تتقلّد أحد المناصب المؤثرة ضمن مؤسسة ما أو دائرة ما.. ابدأ مشوارك الجديد بتحديد أهداف جلية وواضحة، وكلما اتّضحت رؤيتك لموقعك وإصرارك على وجهتك تهافت موظفوك، وعملاؤك، ومموّلوك على الانضمام إلى ركبك واستكمال مسيرتك، مما سيصب في النهاية في مصلحة الجميع.

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 736.
علي الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا