تأمين حقوق الأطفال
2022/09/26
291

لا شكّ أنّ على الإنسان العاقل عندما يقدم على أمرٍ حيوي ومهم كالزواج، فعليه الحرص على ألّا يكون تفكيره آني، أو محصور بقضية الزفاف أو العرس، والسعي لإعداد وتحضير مستلزماته فحسب، بل عليه أن يذهب لأبعد من ذلك، فيفكر في الأسرة التي سوف ينشؤها، والأولاد الذين سيرزق بهم بعد ذلك الزواج، وكيف سيكون استعداده لتربيتهم والإنفاق عليهم، وما يتبع ذلك من متابعة صحية ودينية وتربوية وتعليمية وغيرها، مما يتطلب صرفيات مادية يجب أن يتم حسابها جيداً.
حيث يقع على الوالدين واجباً مالياً تجاه أولادهما، وهو وجوب الإنفاق على معيشتهم، وتوفير حوائجهم الحيويّة من طعام ولباس وسكن وما إلى ذلك. والشريعة تعتبر الأقربين أولى بالمعروف، والدينار الذي يُنفق على الأهل -الذي يكونون بحاجة إليه- أعظم أجراً من الذي ينفق في موارد خيرية أُخرى، ناهيك عن كون الأولاد يرثون من الوالدين، فلا يُجوّز الشرع المقدس حرمان الأولاد من نيل حقوقهم المفروضة لهم، كطبقة أُولى من طبقات الإرث.
لذا على الإنسان ألّا يحرص على جمع المال والثروة فقط، وعليه أن يفكر بالحساب الذي ينتظره في العالم الآخر. فمطلوب منّا أن ننفق الفائض من أموالنا لإسعاد الآخرين وعلى وجه الخصوص العائلة، لكن الروايات والأحاديث تؤكد في الوقت نفسه على التفكير والاهتمام ضمن الحد المتعارف عليه بمستقبل أولادنا، والأخذ بعين الاعتبار حياة الفقر ومشاكلها، التي قد تواجه هؤلاء الأولاد في المستقبل، فليس صحيحاً أن يبقي الإنسان أولاده منذ اللحظة التي يموت فيها بلا مأوى ومعيل مع تمكّنه من ذلك، فيضطرون لمد يد الحاجة والعوز إلى الآخرين.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 741.
علي خلف

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا