النجاح في اختيار شريك الحياة يقوم على عدة ركائز منها التقارب في المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي، ليس بالضرورة أن يكون هناك تقارب بين الزوجين في المستوى الدراسي أو التحصيل العلمي ولا يعد هذا الأمر مسار لتحديد مسار الحياة الزوجية وبالتأكيد فإن المسار والمقياس الأهم هو أخلاق الزوجين ومدى معرفتهم بأصول العلاقة الزوجية الحقة وهذا ما يضمن لهم الحياة الزوجية الإيجابية.
حين تبحر سفينة الحياة الزوجية في بحور من الانسجام والتفاهم بين الطرفين من انطلاقها الأول ومن خلال هذه المسيرة الحافلة بالمنجزات والعطاء لابد أن يكون هناك تقارب في الأفكار كي ترسوا على شاطئ البر والأمان.. لكن نجد أن من أهم ما يبرز من مشاكل هي تلك التي تخص التقارب الفكري بين الزوجين، لا شك أن الثقافة تتنوع من شخص لآخر وفقاً للمصادر المكتسبة منها، لكن تبقى مسألة اختلاف المستوى العلمي والثقافي بين الزوجين مشكلة عند بعض الناس كونها تعد من الركائز الأساسية لتقويم الأسرة، والمرأة بشكل عام تحتاج أن تصل درجاتٍ من العلم والمعرفة والذكاء لتقوم بتكليفها الأعظم من إدارة لبيتها وأعداد أسرة وجيل صالح وكل الشهادات بدون استثناء تنحني أمام شهادة الأم ولكن في الآونة الأخيرة أصبح اختلاف الثقافات والتحصيل العلمي مهم في عملية التربية من قبل الأب أو الأم كذلك يؤثر على حياة الزوجين وذلك بحكم التطور التكنولوجي ومتطلبات الحياة اليوم فابتعدنا عن مفاهيم الحياة الدينية، فالاختلاف العلمي والمشاكل التي قد تحدث بين الزوجين تعتمد على طريقة حل الزوجين لهذه المشاكل وطريقة تفاهمهم..
لذلك ولحل كل الخلافات التي تحصل بين الزوجين بسبب التباين الفكري والثقافي لابد من الرجوع لقانون الحياة الأصح والأنسب وهو الدين الإسلامي والتكاليف الدينية فنرى أن الله عزوجل قد سلط الضوء على كل شيء يخص الأسرة والحياة الزوجية ووجد حلول واضحة لكل الخلافات وبأدق التفاصيل..
كما وضع الإسلام أسس اختيار شريك الحياة وأهم هذه الأسس هما الدين والأخلاق لكن هنالك بعض الصفات التي يجب أن تندرج ضمن ضوابط الاختيار وأولها التوافق الثقافي وأن يكون الطرفين مدركان لما يجري حولهما من خلال فهم تعاليم الإسلام وروح الحياة وفهم ما هو مطلوب من كل فرد زوج كان أو زوجة وهذا التوافق ينتج بين لما تملكه العقول من توافق إسلامي ليس بالضروري أن يكون ناتج عن مستوى دراسي معين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة العاشرة- الدورة البرامجية 61.